السبت 20-04-2024
الوكيل الاخباري
 

صف سيارتك واطفيها



 
عملية تسيير حافلات عمّان الجديدة مع الحفاظ على الحدّ الأدنى من رفاهية الراكب (تكييف وواي فاي) خطوة جميلة ورائعة.. وان كانت خطوة إلى الوراء قليلاً.. ما أقصده انه في الثمانينات كان لدينا شبكة مواصلات محترمة، وحافلات حديثة، ومناطق مخدومة، وأسعار زهيدة.. لو حافظنا على ما كان بين أيدينا.. لتنعّمنا منذ زمن بمترو الأنفاق والباصات المقطورة والقطار الكهربائي دفعة واحدة.. لكن في زمن «الغفلة والسحجة» ضربنا إعصار التراجع وسوء التخطيط إلى ما وصلنا إليه الآن.. حتى صرنا نفرح عندما نرى حافلة جديدة ومكيفة تحمل لوحة رقمية وسائقاً يرتدي لباساً موحّداً.. مع أن هذا المشهد رأيته في دبي قبل ربع قرن تقريباً.. على كل الأحوال إعادة إنتاج النجاح في زمن يهيمن فيه الفشل.. يعتبر نجاحاً وان كان خطوة إلى الوراء..اضافة اعلان


أنا واحد من الأشخاص المتحمّسين جداً لمشروع «باص عمان» او حافلات عمّان، لأنه إذا نجح حقاً واستطاع أن يستمر بنفس النظام والترتيب، لا داعي لأن نستخدم سياراتنا داخل عمّان، وعندها يكون الشعار الشهير «صف سيارتك واطفيها» شعار رضا لا شعار احتجاج.. من لا يقتضى عمله التنقل لأكثر من موقع، من البيت إلى الوظيفة وبالعكس يعدّ استخدام المواصلات العامة المحترمة أريح بكثير من القيادة في الشوارع المزدحمة.. ولتبقى السيارة الخاصة للمشاوير العائلية وقضاء حاجات البيت..

نجاح "حافلات عمّان" يعتمد على عدّة عوامل أولها: الدقة والالتزام بمواعيد الانطلاق والوصول، ثانياً: أعداد كافية من الحافلات لنقل المقبلين على استخدام النقل العام، ثالثا: تغطية جميع المناطق داخل عمان دون استثناء.. رابعاً الأجرة: يجب ان تكون أجرة مدعومة من الدولة إلى الأبد لتغري المستخدمين للانتقال من المواصلات الخاصة إلى العامة (التكلفة والدعم المباشر قد تبدو في ظاهرها مرهقة للدولة، لكنها في الواقع أوفر بكثير على المدى البعيد لو احتسبت كلفة الازدحامات وتوسعة الشوارع والتلوّث والحوادث وأثر ذلك على الناتج القومي الإجمالي) خامساًَ: الفساد، اذا لم يتسلل دود الفساد الى تفاحة الفكرة.. نجحت.. واذا دخلتها ولو بعد حين.. فشلت وانتهت..

أتمنى أن تعمم فكرة حافلات عمان على باقي محافظات ومدن المملكة كما فعلت الأمانة.. وان يكون جزء من استثمار البلديات في قطاع النقل العام المحترم.. الذي يحترم انسانية الانسان ويوفر على الدولة الكثير ويخدم مصلحة المواطن!.