تراثنا الأدبي العربي يحمل إرثا ضاحكا كبيرا يمتد من مرحلة ما قبل الجاهلية حتى ساعة إعداد هذا البيان، وأعتقد جازما بأنه أكبر تراث ضاحك وساخر تركته أمة على سطح الأرض حتى الان. على الرغم من ذلك إلا أننا لم نتعرف على الابتسام بعد، ولا نتقبله بسهولة.اضافة اعلان
نختار من المقولات والمأثورات ما يدين الضحك، وننسى ما يدعمه ويعتبره صدقة جارية لك إذا ما ابتسمت في وجه أخيك، وربما أننا نستكثر الفرح على أنفسنا، لكننا نبدع فيه ورقيا ونظريا على الأقل، بينما تحتل الكشرة وجوهنا وتستعمرها لتصنع منا رجالا أشاوس ونشامى ومهيوبين وشم الأنوف والشلاطيف والأصداغ والبنكرياس.
وهذا ما يحصل – على الأغلب-إذا حاولنا تجاوز الواقع المفروض، فاذا ابتسمت لأخيك، مثلا، ربما يعتقد أنك تريد منه شيئا يتعلق بالإرث، أما إذا ابتسمت للوالدة الرؤوم، فقد تعتقد بأنك قد عملت شيئا خاطئا وأنت تنوي بابتسامتك هذه التخفيف من وقع جريمتك المفترضة...
أما إذا ابتسمت لأبيك فسوف يعتقد أنك تريد ان تطلب منه مالا، وأن هذه الابتسامة المراوغة ستكون وبالا عليه، فيكشر في وجهك مدعيا الوقار أو التعب أو الغضب.
اما إذا ابتسمت في وجه غريب في الشارع، فقد يستوقفك، ويسألك إذا ما كنت تعرفه. وإذا لم تكن تعرفه، فسوف يعتقد أن ابتسامك في وجهه هي على سبيل السخرية منه...وسيكون حظك سيئا إذا كان الرجل حاصلا على الحزام الأسود في الكاراتيه أو ما شابهها من أدوات البطش؟
الكارثة إذا ابتسمت في وجه صبية في الشارع، فسوف تسجل عليك قضية تحرش، وتتجرجر في المحاكم وتسجن وتدفع التعويضات التي تزيد عن تحويشة عمرك عدة مرات، فتكلفك هذه الابتسامة العفوية الكثير وستستمر في دفع ثمنها أبد العمر، وتسجل هذه القضية في ال (سي في) خاصتك وينسون شهاداتك وخبراتك ولا يرون سواها.
وإذا ابتسمت وجه مسؤول، فسوف يعتقد أن لك مصلحة عنده وأنك تريد منه خدمة كبرى، فيزداد ثقلا وتثاقلا عليك، حتى يفرض شروطه بكل هيبة ووقار وسؤدد إذا ما طلبت منه شيئا بعد تلك الابتسامة اللعينة.
أما إذا ابتسمت في وجه نفسك في المرآة، فسوف يعتقدون أنك مجنون، وربما يقنعونك بذلك، وتذهب بقدميك إلى المصحة النفسية، لترجع مواطنا عربيا أصيلا ومكشّرا على الدوام، ولا يضحك لرغيف الخبر السخن.
عزيزي القارئ
رغم كل ذلك ..أدعوك الى الابتسام
نختار من المقولات والمأثورات ما يدين الضحك، وننسى ما يدعمه ويعتبره صدقة جارية لك إذا ما ابتسمت في وجه أخيك، وربما أننا نستكثر الفرح على أنفسنا، لكننا نبدع فيه ورقيا ونظريا على الأقل، بينما تحتل الكشرة وجوهنا وتستعمرها لتصنع منا رجالا أشاوس ونشامى ومهيوبين وشم الأنوف والشلاطيف والأصداغ والبنكرياس.
وهذا ما يحصل – على الأغلب-إذا حاولنا تجاوز الواقع المفروض، فاذا ابتسمت لأخيك، مثلا، ربما يعتقد أنك تريد منه شيئا يتعلق بالإرث، أما إذا ابتسمت للوالدة الرؤوم، فقد تعتقد بأنك قد عملت شيئا خاطئا وأنت تنوي بابتسامتك هذه التخفيف من وقع جريمتك المفترضة...
أما إذا ابتسمت لأبيك فسوف يعتقد أنك تريد ان تطلب منه مالا، وأن هذه الابتسامة المراوغة ستكون وبالا عليه، فيكشر في وجهك مدعيا الوقار أو التعب أو الغضب.
اما إذا ابتسمت في وجه غريب في الشارع، فقد يستوقفك، ويسألك إذا ما كنت تعرفه. وإذا لم تكن تعرفه، فسوف يعتقد أن ابتسامك في وجهه هي على سبيل السخرية منه...وسيكون حظك سيئا إذا كان الرجل حاصلا على الحزام الأسود في الكاراتيه أو ما شابهها من أدوات البطش؟
الكارثة إذا ابتسمت في وجه صبية في الشارع، فسوف تسجل عليك قضية تحرش، وتتجرجر في المحاكم وتسجن وتدفع التعويضات التي تزيد عن تحويشة عمرك عدة مرات، فتكلفك هذه الابتسامة العفوية الكثير وستستمر في دفع ثمنها أبد العمر، وتسجل هذه القضية في ال (سي في) خاصتك وينسون شهاداتك وخبراتك ولا يرون سواها.
وإذا ابتسمت وجه مسؤول، فسوف يعتقد أن لك مصلحة عنده وأنك تريد منه خدمة كبرى، فيزداد ثقلا وتثاقلا عليك، حتى يفرض شروطه بكل هيبة ووقار وسؤدد إذا ما طلبت منه شيئا بعد تلك الابتسامة اللعينة.
أما إذا ابتسمت في وجه نفسك في المرآة، فسوف يعتقدون أنك مجنون، وربما يقنعونك بذلك، وتذهب بقدميك إلى المصحة النفسية، لترجع مواطنا عربيا أصيلا ومكشّرا على الدوام، ولا يضحك لرغيف الخبر السخن.
عزيزي القارئ
رغم كل ذلك ..أدعوك الى الابتسام
-
أخبار متعلقة
-
لا يمكن هزيمة الكاتب (2-2) عبدالجبار أبو غربية نموذجاً ومُلهِماً !!
-
النمو الاقتصادي السعودي وفي الخليج العربي
-
اتهامات للأميريكيين في عمان
-
نحنحة
-
أسرى لكن برغبتهم ..!!.
-
لا يمكن هزيمة الكاتب (1 - 2) هشام عودة نموذجاً وملهِماً !!
-
إلى متى ستحتمل الضفة الغربية؟
-
اليوم عيدُ ميلادي