الأربعاء 24-04-2024
الوكيل الاخباري
 

مرّاق الطريق



كانت المريضة قد هدها الجوع بعد أن قدمت في باص من البلدة، وكلما كان الباص أكثر هرما، كلما أحس ركابه أكثر بالجوع، نتيجة تعرضهم للهز المتواصل طوال الطريق إلى العاصمة.اضافة اعلان


الجوع عاطل وكافر أيضا. انسحبت من بين المتواجدين في غرفة الانتظار، وخرجت نحو الشارع المجاور للمستشفى. نظرت في الأرجاء، فلم تر مطعما. وما كان منها إلا وأن أخرجت صرتها القماشية، فكّتها بتؤدة وحرص، ثم سحبت دينارا ونادت على أول شخص رأته، سألته إذا كان هناك مطاعم قريبة، فقال لها إن ثمة مطعما في قاع الجبل، تستطيع النزول إليه عن طريق درج (الكلحة).

هي لا تعرف الأماكن، وحتى لو استطاعت النزول، فقد خشيت ألا تعرف طريق العودة للمستشفى، وقالت:

- ياميمتي تتناولي نص جاجة مشوية من اي محل قريب– سطّحني الجوع-وهيني بستنّاك هون.

- ولا ايهمك يا حجة.... انتي فوتي ع المستشفى واستنيني، أنا بجيب لك الطلبيةع غرفة المراجعين.

هكذا كانت تفعل في بلدتنها، عندما كانت تحتاج شيئا من الدكان، فأول (مرّاق طريق) كان تطلب منه ما تريد وكان يخدمها بعيونه. مارست المريضة هذه الطريقة في التعامل مع أهل العاصمة.

ناولت الشاب دينارها العزيز. أخذه وانطلق.

لم يعد الشاب وانتظرته على الرصيف، خافت عليه قليلا، لربما حصل له حادث ما، بينما الجوع ينهشها.

أظلمت الدنيا في وجهها، وغابت الشمس وهي تنتظر، ثم أدركت أنها ربما تعرضت لخديعة من الشاب.

حاولت ان تشتمه أو (تدعي) عليه

-الله يجازي...

لكنها تراجعت:

- لأ حرام.... ممكن يكون جيعان مثلي...اشتراها وأكلها .... الله يسامحه على كل حال.

عندما عادت منهكة إلى البلدة حكت القصة...قالت ابنتها:

- الله لا يسامحه.ريته للسمّ الهاري

قالت جارتها:

- ريته تجيه نقطة ع راس قلبه.

قالت المريضة:

- حرام عليكو.يا ريتني ما قلتلكو.