الثلاثاء 07-05-2024
الوكيل الاخباري
 

وطن من لون واحد !!



تخيلوا حياتنا بلا معارضة راشدة جسورة تقول الحق ولا تبالي لومة لائم !

تخيلوها ذات لون واحد ليس فيه اتجاهان، ليس فيه ذهاب وإياب. ليس فيه قادم ومغادر. موت وميلاد. مهد و لحد !!اضافة اعلان


تخيلوا أن ينجح مختطفو المعارضة في الجنوح بها إلى الافتراء والتشويه والتشويش، فتتخلى عن دورها الوطني لتصبح نوّاحة ردّاحة، في قبضة تجار السوشيال ميديا وفُجّارِها !!

يحاول المحرضون تصدر المشهد وإحلال المعاضضة محل المعارضة.

والمصالح الخاصة والبحث عن النجومية محل المصالح الوطنية الملحة.

تخيلوا أنْ يحاول «الهيلمجية» وفقراء الأخلاق والوطنية، لعب دور المعارضة فيبثون ضحالتهم وغثاءهم ويسطّحون المعارضة ويتنزّلونها إلى الدرك الأسفل، ويدفعون إلى الخلف مناضلي المعارضة الوازنين المحترمين الشجعان !!

لقد انحدر الهدامون بالوعي الوطني، فحلّ اللمّاعُ محل الذهب. و حلّ الدخيلُ محل الأصيل.

بعض الناس لا يعرفون المعارضين المناضلين الشرفاء الصادقين، لكنهم يعرفون حفنةً من «بتوع» الفيديوات واللايف والسوشيال ميديا، يتابعونها بانتظام، لأن ذوقهم قد انعطب وانشطب.

ومن هؤلاء وزراء سابقون وجنرالات متقاعدون ومدراء وأمناء عامون، لا يكتفون بمتابعة الرداءة والفحش والدونية، بل يعممون الإنحطاط والسّفه.

تخيلوا الحياة بلا تكاملها و بلا توازنها. تخيلوها بلا رجل وامرأة، خنثى، لا ذكرَ ولا أنثى.

تخيلوا حياتنا على نسقٍ واحد. بلا خير و لا شر. بلا حَرّ و لا قر. بلا مرض و لا ترياق.

تخيلوها بلا هذه الثنائية الساحرة التي في حياتنا وفي الطبيعة وفي الكائنات كلها.

تخيلوا سِحرَ و سِرّ تعاقب فصول العام وتغيراته وانقلاباته، التي تحمل بذورَ التلقيح وبشائر الخصب وصرخة الميلاد وفرحَ الألوان.

تخيلوا حياتَنا وليس فيها من كل زوجين اثنين. قال تعالى: «قُلْنَا احْمِلْ فِيهَا مِن كُلٍّ زَوْجَيْنِ اثْنَيْنِ».

لن اتخيل وطننا الحبيب بلا معارضة وطنية راشدة تسهم في تطوير الحياة ومراقبة الأداء وكشف الأخطاء.

واعتز أنني من قال عام 2004 وآمن بأنّ «المعارضة ضرورة وليست ضررا».

إنها نعمةُ الله الكبرى، أنّ الواحدية له فقط. وان ما عدا ذلك يحمل الثنائية المصممة لجعل الحياة جميلة وممكنة.