الأربعاء 08-05-2024
الوكيل الاخباري
 

"أنا خائفة على طفلي الذي لم يولد بعد".. غزاويات يستعدن للولادة في منطقة الحرب

20220808081252afpp-afp_32g793e


الوكيل الإخباري - استيقظت خلود خالد على صوت الغارات الجوية التي شنها الاحتلال على غزة بينما كانت نائمة بجانب ابنها الأسبوع الماضي، ملأ الدخان الأسود الغرفة، مما جعل من الصعب عليها التنفس، شعرت بحالة من الذعر، أعقبها ألم في بطنها، ظنت أنها ستدخل في مرحلة المخاض المبكر.

مع استمرار القصف، قررت الشابة البالغة من العمر 28 عاما، وهي حامل في شهرها الثامن وتشعر بالقلق على جنينها، مغادرة منزلها في حي الكرامة شمال قطاع غزة في اليوم التالي.

وقالت لـCNN: "شاهدنا المنازل وهي تنهار بينما كنا نقود السيارة، معتقدين أننا يمكن أن نموت في أي لحظة"، وفي الطريق، رأت لاجئين يتعرضون للقصف من قبل طائرات الاحتلال "على بعد أمتار قليلة"، فعانقت ابنها قائلة: "حتى نموت معا".

اضافة اعلان


وصلت خلود في النهاية إلى مدينة خان يونس الجنوبية، لكنها تعيش الآن على "قطعة خبز جافة"، حيث تواجه المنطقة نقصا في الغذاء وانعدام الكهرباء أو المياه، وقالت: "لا أعرف ما إذا كان الخبز سيكون متاحاً غداً !".

تشير تقديرات صندوق الأمم المتحدة للسكان إلى أن نحو 50 ألف امرأة حامل في غزة، من المتوقع أن تلد 10% منهن خلال الشهر المقبل.

وقال ممثل صندوق الأمم المتحدة في الأراضي الفلسطينية دومينيك ألين، إن هؤلاء النساء يواجهن "كابوسا مزدوجا" بعد أسبوع مروع من الغارات الاحتلال.

ويواجه سكان غزة غارات جوية من الاحتلال في عدة جولات من الصراع خلال السنوات القليلة الماضية، لكن الأمر مختلف هذه المرة، حيث قالت حكومة الاحتلال انها في حرب، بعد أن نفذ مقاتلو المقاومة عملية طوفان الأقصى في 7 تشرين أول الجاري، وأسفر عن مقتل 1400 شخصاً في مناطق المستوطنات بغلاف غزة. وكان الاحتلال قد أسقط في الفترة ما بين 7 و12 تشرين أول 6000 قنبلة على القطاع، وهو ما يعادل العدد للقنابل التي أُسقطت في إجمالي للغارات الجوية على غزة خلال كامل الصراع عام 2014، والذي استمر 50 يومًا. 


وفرض الاحتلال حصارا كاملا على قطاع غزة، ومنع إمدادات المياه والكهرباء والسلع والوقود، وقد أدانت منظمات حقوق الإنسان هذه الخطوة ووصفتها بأنها "عقاب جماعي" و"جريمة حرب".


واستجاب العديد من سكان غزة لدعوة الاحتلال للإخلاء من شمال غزة، حيث شق مئات الآلاف طريقهم جنوبا، لكن التنقل لم يكن سهلاً على الجميع، بما في ذلك المرضى وكبار السن والحوامل.

"ناردين فارس" سيدة حامل في شهرها التاسع بطفلها الأول، سافرت الفتاة البالغة من العمر 27 عاما مع زوجها من حي الرمال في مدينة غزة إلى خان يونس، على بعد حوالي 16 ميلاً في أعقاب نداء جيش الاحتلال الإسرائيلي للمدنيين بالفرار.

ومع اقتراب موعد ولادتها بسرعة، تقول فارس إنها تخشى ما يخبئه المستقبل.
وقالت فارس: "في الوقت الحالي، هناك نزوح جماعي... نصف سكان قطاع غزة ينتقلون إلى خان يونس"، مضيفة أنها تتقاسم الآن مسكنا مكونا من 6 غرف نوم مع أكثر من 80 شخصا آخرين.

وبينت فارس: "كامرأة في شهرها الأخير من الحمل، الله وحده يعلم متى سيحدث ذلك وكيف سيكون الوضع حينها، لا تعرف ماذا سيحدث بعد ذلك".


وأوضحت أنها تشعر بالقلق من أن المستشفيات في خان يونس لن تكون مجهزة لعلاجها إذا دخلت في المخاض نظراً للعدد الهائل من الأشخاص الذين يأتون إلى المدينة.

وتقول :" إنها سمعت أن المستشفيات في المدينة بالكاد تعمل وأن الخدمات الطبية "كادت أن تختفي" وسط نقص الوقود.

وكانت منظمة الصحة العالمية قد حذرت الأسبوع الماضي من أن النظام الصحي في القطاع بأكمله قد وصل إلى نقطة الانهيار، مضيفة أن التأثير سيكون مدمراً على المرضى الأكثر ضعفاً، بمن فيهم الجرحى الذين يحتاجون إلى جراحة لإنقاذ حياتهم، والمرضى في وحدات العناية المركزة، والأطفال حديثي الولادة الذين سيحتاجون إلى الرعاية في الحاضنات.

وقال ألين من صندوق الأمم المتحدة للسكان إن النساء الحوامل في غزة "يواجهن تحديات لا يمكن تصورها"، قائلا إن القصص التي سمعها من غزة مروعة.

وبين ألين: " المرور بهذه الحالة في المراحل النهائية والأشهر الثلاثة الأخيرة من الحمل قبل الولادة، مع حدوث مضاعفات محتملة، دون ملابس، دون نظافة ودعم، غير متأكدين مما سيجلبه اليوم التالي والساعة التالية والدقيقة التالية لنفسهم ولطفلهم الذي لم يولد بعد".

وحذرت وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا) من أن الوضع الإنساني في غزة يصل إلى مستويات كارثية، حيث حذر الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش من أن الشرق الأوسط "على حافة الهاوية".
"منى عاشور" سيدة غزاوية حامل في شهرها السابع، بقيت في شمال القطاع، ولكن ليس بمحض إرادتها.

وقالت:" إن عائلتها لا تملك الموارد المالية للسفر جنوبا، مضيفة أنه حتى لو تمكنوا من السفر، فليس لدى الأسرة المكونة من 4 أفراد من يقيمون معه في الجنوب".


وقد خفضت عاشور تغذيتها إلى الحد الأدنى مع تضاؤل إمدادات الغذاء والمياه بسبب حصار الإحتلال الإسرائيلي، وأنها تعلم أن هذا قد يؤثر على طفلها الذي لم يولد بعد، وهذا يسبب لها الكثير من التوتر.


ولدى عاشور ابنتان، وتعيش الأسرة في منزل له سقف مؤقت مصنوع من ألواح الصفيح، مما يجعلهم عرضة للشظايا من الصواريخ الإسرائيلية المحتملة.
وقالت: "أحتاج إلى الكثير من المكملات الغذائية"، مضيفة أن زوجها، الذي كان يعمل بأجر يومي قبل الحرب، لم يعد قادراً على تحمل تكاليفهم.


وتطالب جماعات الإغاثة والأمم المتحدة بوصول المساعدات إلى غزة، التي وصل بعضها إلى شمال سيناء في مصر، لكن لم يعبر بعد إلى غزة عبر معبر رفح .

السيدة الغزاوية خلود، والتي فرت من شمال غزة، قالت إنها لا تعرف إلى أين تذهب عندما يحين موعد ولادتها.

وأضافت: "أنا خائفة من أجل ابني وطفلي الذي لم يولد بعد ومن أجلي لا أريد أن أموت، أريد أن أرى ابني يكبر... لكن لم تعد هناك حياة هنا. لقد تحولت غزة إلى مدينة أشباح". CNN عربية