أبيات "خطيرة" .. منعني الراحل حبيب الزيودي من نشرها

الوكيل- كتب مجدي الباطية - احيانا عندما تجالس الكبار ومن هم على حجم شاعر الاردن حبيب الزيودي الذي رحل الى الباريء الاعلى صباح اليوم ، تحاول 'اصطياد اية كلمة قد يقولها الرجل .اضافة اعلان


خاصة اذا كنت في جلسة يكون فيها عشق الوطن محور الجلسة المستديرة ، وترانيم حبه هي الوجبة التي يتعاطاها الحضور ، والبوح عن الاردن وزواياه هي الخارطة التي ترسم محاور الحديث.

وفي احد الليالي 'تشرفت' بالجلوس في مثل هذه الجلسة ، وكان المرحوم الزيود في اوج عشقه للوطن وخوفه عليه ، وبدأ ينظم شعراً ، لم استطع سوى ان ادونه خلسةً عنه ، وعندما حاولت نشره وقتها ، قال لي الزيود هذا الكلام بيننا وليس للنشر.

وعندما صعقت اليوم بخبر وفاة 'استاذنا' ، وكبيرنا حبيب الزيود ، اصبح رفضه امراً من الماضي ، واصبحت هذه الابيات التي من الممكن ان تكون الاخيرة التي صدحت بها حنجرته امانةً في عنقي ، لا املك الا ان اشارككم بها ،فعذرني ياحبيب انني لم استطع تنفيذ وعدي بعدم نشرها .. واسمح لي ان اشارك الناس في هذه الكلمات التي قلتها في لحظة غضب ووجع على وطن رحلت انت عنه اليوم ولكنك ستبقى عالقا في كل زاوية من مدنه وبداويه وقراه ومخمياته عبر شعرك الذي خاض فيه من شماله الى جنوبه ... وعليك رحمة الله ايها الاستاذ الكبير : 



* هذه الابيات التي منعني المرحود الزيود من نشرها :


و يا عبد الودود الأمر يعيِ فهاك وهات يا عبد الودود

مللت من الغناء وجفَ عودي وعدت اجرً للفصحى برودي

قصائد لم ينادمها نديمُ تلألأ بالجواهر والعقود

فرائد كم تمناهنً حرٌ تفيض بسحرها عين الحسود

عذارى لو يمسن على حرير لذاب وذاب من ميس القدود

لهن رهافة الخلً المداني وتجفل جفلة الظبي الشرود

يشحُ تعاليا شعري ويهفو له غيم يهل من الرعود

اذا نودي عليه بيوم خطب يقول الطالبون النهر نودي

يطفن على الديار بشعر نمر ويرويهن ايقاع الزيودي

تهشُ لهن اسماع الحجايا ويلقين الندى عند السعود

ومالاقين من عمان ودا يجود به الودود على الودود

ومثلي لا يكافأ في جحود فكوفيء بالجحود وبالجحود

ويا عبد الودود الامر يعيِ فهاك وهات يا عبد الودود

بلاد لا يجوز لها بقاء لحرِ فهي ميدان العبيد

توارثها يزيد عن زياد وأورثها زياد إلى يزيد

وقوم لو تسود بهم قرود لصاح القوم سبحان القرود

كأن الله لم يخلق سوانا عبادا للركوع وللسجود

بلى ان الهنود الحمر ضاعوا وقد جار الزمان على الهنود

وياعبد الودود الأمر يعيِ فهاك هات ياعبد الودود

تعفف عن يدي يد ابن عمي فكيف تجور يافأسي بعودي

وإن بعث الأله بنا نبيا... يعلمنا يجازى بالجحود

بنا نسب يقرِبنا لعاد ونكران قديم من ثمود