الإثنين 2024-12-16 12:39 ص
 

أطفال عرب ماتوا ضحية للمحقق كونان!

11:44 ص

الوكيل الاخباري - كان المفترض أن يتم 15 يافعا جزائريا اجتياز امتحاناتهم النهائية في نيسان 2012 قبل أن يقضوا في ظروف مشابهة سببها الانتحار بسبب تأثرهم بفيلم الرسوم المتحركة 'المحقق كونان' وانتحاره في الحلقة الأخيرة من أجل أن يحيا حياة جديدة مليئة بالسعادة والأمل، ولكن ما حدث مع الاطفال الذين تأثروا بقصته عكس ذلك تماما.. وهو ما فتح الباب أمام الخوف من تكرار هذه المشاهد المؤلمة في حياتنا مجددا.

ووفقا لتوصية معظم الجمعيات العلمية في العالم يجب ألا تزيد مشاهدة الطفل للتلفاز عن ساعة ونصف في اليوم، بينما أغلب الدراسات تشير إلى أن أطفالنا العرب يجلسون أكثر من 6 ساعات أمام التلفاز يوميا.

اضافة اعلان

ورغم أن دراسة بريطانية نشرت في البي بي سي أن مشاهدةَ التلفاز لا تؤثر سلباً على صحة الأطفال، إلا أنها لم تخف النزعة الخفيفة إلى العنف أو الكذب، الذي يمكن أن تنتجه تمضية ساعات طويلة أمام أي شاشة إلكترونية.

وقال الباحث الاجتماعي محمد توفيق إن 'تحليل عقل الطفل لمشاهد العنف الذي يشاهده مختلف عنا ككبار وواعين، فهو يعتبر أن محاكاة هذه المشاهد سيكسبه ثقة أكبر بالنفس ويظهره أمام الكبار كأنه اكبر سنا، فضلا عن أنه لا يقدر العواقب الحقيقية لما يفعله، وهنا تقع المسؤولية كاملة على الأهل من أجل بناء شخصية واضحة للطفل ومراقبة ما يشاهده'.

تحليل عقل الطفل لمشاهد العنف الذي يشاهده مختلف عنا ككبار وواعين، فهو يعتبر أن محاكاة هذه المشاهد سيكسبه ثقة أكبر بالنفس ويظهره أمام الكبار كأنه اكبر سنا
الباحث الاجتماعي محمد توفيق


وقد أثبتت الدراسات أن برامج الأطفال تظهر مشاهد عنف أكثر بـ (50- 60 مرة) من برامج الكبار ولا يخلو الأمر من أفلام الكرتون التي تتضمن أكثر من 80 مشهد عنف في الساعة.

فضلا عن أن باحثين من جامعتي ميتشيغان في الولايات المتحدة ومونتريال الكندية أشاروا إلى أنه كلما شاهد التلاميذ التلفزيون، كلما تراجع تحصيلهم في المدارس وتأثرت صحتهم سلبا عندما يكونون في العاشرة من العمر.

الأرقام التي عكسها موت الأطفال العرب بسبب التأثر بما يشاهدونه على الشاشة ليست بالقليلة ولا الكثيرة في آن واحد إذ سردت وسائل الإعلام قصصا مأساوية لحالات انتحار أطفال تأثرا بالأبطال أعمالهم المفضلة على التلفاز نسرد بعضا منها:

في فبراير 2010 أقدم طفل تونسي 12 عاما على الانتحار، تقليدا لأحد المشاهد في مسلسل تركي يحمل عنوان 'دموع الورد'؛ الذي عرضته القناة السابعة بالتلفزيون التونسي.

ونقلت صحيفة تونسية عن أم الطفل قولها: إن ما دفع ابنها إلى الانتحار هو محاولته محاكاة مشهد انتحار أحد أبطال مسلسل .

وتعد هذه هي الواقعة الثانية منذ عرض المسلسل في الفضائيات العربية؛ إذ أقدم طفل إماراتي في العام الذي سبقه على الانتحار أيضا، محاولا محاكاة نفس المشهد من المسلسل.

ونقلت صحيفة إماراتية عن أم الطفل قولها: إن 'ما دفع ابنها للانتحار هو محاولته محاكاة مشهد انتحار لأحد أبطال مسلسل تركي'، بينما عزت خالة الطفل انتحاره إلى رغبته في تقليد مشهد انتحار شخصية 'الكرونجي' في مسلسل 'دموع الورد' في أثناء سجنه.

وكان طفل عراقي أقدم منذ أكثر من عام على شنق نفسه بحبل بمنزل عائلته في قرية جنوبي العراق متأثرا بمسلسل تلفزيوني تركي بوليسي، حيث تأثر الطفل العراقي بأحداث المسلسل 'وادي الذئاب'، حيث ربط حبلا في سقف الغرفة بمساعدة شقيقه ثم انتحر شنقا.

وفي مايو 2012 أقدم طفل يبلغ من العمر 9 سنوات في قرية بإقليم 'اليوسفية' جنوب المغرب على شنق نفسه بحبل داخل غرفة بمنزل أسرته محاولا تقليد شخصية بمسلسل 'خلود' التركي الذي تبثه القناة المغربية العامة الثانية.

وكانت أخبار مقتل 15 طفلا جزائريا انتحارا في غضون 3 أسابيع في محاولة لمحاكاة مشهد انتحار المحقق كونان لكي يعود للحياة الجميلة والمليئة بالأمل والحب.

وعلى مواقع التواصل الاجتماعي غرد المئات من العرب داعين لحماية الأطفال من عواقب ما يشاهدونه، فغرد الشاب محمد السامي على تويتر ' الحمدلله الله لا يبلانا وين الأهل عن اطفالهم وتوعيتهم ومراقبتهم والجلوس معهم الحين يلومون فيلم الكارتون وهم ما عطوهم أي توعيه وتعريف بوش يشوفون البلا في الاهل ومهوب فالاطفال الله يخلف عليهم'.

وأيدها جابر الأحمد بالتغريد: 'لم يعد الأمر يتعلق بالتلفاز وحسب بل بالهواتف الذكية التي يحملها الأطفال كل الوقت ويشاهدون أشياء لا تتناسب مع أعمارهم أبدا.


 
gnews

أحدث الأخبار



 




الأكثر مشاهدة