السبت 2024-12-14 09:10 ص
 

أعدَني إلى الأرض كي أستريح..!

12:03 م
سهرت كثيرأ لكي أحرس الحلم. طردت الليالي التي مرت بي دون أن نلتقي. انتظرت كثيراً أن يزورني الحلم في منامي. سئمت انتظار كل الذي لا يصل. تغربت عن نفسي وعلقتها على عنق لا تجيد العناق.اضافة اعلان


إلى أين قررت أن تأخذيني أيتها الحياة، رفقك بي لا تبعديني عن سريري فقد يمر الحلم فلا يجدني في غرفة الانتظار. إلى أين ستأخذيني وأنا كسرت ضلعي وما عدت أجيد الفرار.

لا تتركيني في طريق الهواء فيمزقني. ابعدي عني المرايا فما عدت أجرؤ على رؤية الحزن الساكن فيها. لا تعبثي بخزانة عمري ففيها ثيابي التي تستر خوفي وحزني.

أطوع روحي على الصمت فيضجر الصمت مني ولا يلبث أن يحك جرحي ليقف الكلام على أطراف أصابعي يسيل كدم طير جريح يتبعثر من الألم وفي ذروة الحزن يعلن ثورة بيضاء حرة على كل ما يعتمل في خبايا الروح والنفس من ألم وحزن ويرسل الروح إلى البعيد تستلها سحب السماء معلنة حضور السكينة والسلام.

تحلق الروح بعيداً. في الفراغ الأبيض هناك هدوء وهمس يأتي من البعيد يقول برقة المحب الواثق الصادق سيكون كل شيء على ما يرام لا تخافِ تزداد الروح رهبة وتهمس كأني اعرف هذا الصوت نعم اعرفه! هل هو لقاء الأرواح أم أنني في المنام!

يهمس الصوت مره أخرى كن أنت حيث تكون واحمل عبء قلبك وحدك، سماء واحدة تظلنا مهما ابتعدنا مروج خضراء واسعة. بياضٌ.. بياض وطيور بيضاء محلقة. أين أنا! ماذا تركت خلفي أين منزلي أين الأشياء التي كنت اركض للحصول عليها! أين أحلامي التي كنت أنتظرها! مالي ما عدت أرغب بشيء. أين فوضى الحياة. يا لهذا الهدوء والسكينة والسلام!

عشر زنابق بيضاء تضيء السماء وبرق يلمع بغضب وصوت رعد يزمجر ومطر غزير يتساقط. هل سيجرحني الضوء أو سيجرح الماء خدي. زارني أبي في منامي أناديه ودائماً يلبي النداء. روحك النقية الطاهرة قد ضللتني في حياتك وما فتئت ترسلها كلما شعرت بقسوة ما تفعله الحياة.

أراك فأنجو وأتمسك بذاك النور والبهاء. روحك مرفأ عمري وانت الحارس والملاك سأبكي عليك لأنك سطح سمائي وجسدي روحك في الأرض وأنت الحياة.

صحوت من الحلم وعدت لأكمل قصة عمري على جسر الحياة. يكفيني من الكون رقة روح أم وأب وعلى ما تبقى ألف سلام.

عندما نحب الأشياء بصدق نتقن كيف نندمج بها ومعها. في ديوان محمود درويش حصار لمدائح البحر الذي صدر عام 1984 هناك قصيدة مذهلة تسمى ياطير الحمام وقصائد عديدة أخرى تحكي الحكايات الرقيقة المذهلة وفي الجدارية ألف قصة وحياة لقد صورت ما بين الموت والحياة. حلمت كثيراً بارتداء قصائد درويش قرأتها آلاف المرات ملأت روحي منها ثم جربت أن ارتدي القصائد بأحساس قلبي لكنها ستبقى لصاحبها محمود درويش أسطورة الحب والعشق والوطن والحياة والكبرياء.

يقول درويش لا تستطيع القصيدة أكثر مما استطاع الزبد. حالة ذهنية لعلي من خلالها استطعت أن أترك وصف لما صنعه إبداع القصائد بنا في تأكيدِ صريحْ بأن ما بين الحياة والموت هناك شعور وحياة.
 
gnews

أحدث الأخبار



 




الأكثر مشاهدة