الإثنين 2024-12-16 05:20 ص
 

أقوال في القمة العربية

07:07 ص

يأتي موعد انعقاد القمة العربية في مرحلة ضبابية غير واضحة على الصعيد العربي، فهي أقرب إلى معالم المرحلة الانتقالية التي تفصل مرحلة الصراعات عن مرحلة التسويات والتواقفات القُطريّة والعربية والإقليمية، فقد مرت خمس سنوات عجاف شهدت صراعاً دامياً وقتالاً شرساً داخل القطر الواحد على السلطة، وبعد مرور هذا الوقت الثقيل لم يتحصل الحسم القاطع، ولكن يمكن القول أن هناك توافقاً على ضرورة وقف حمام الدم، وضرورة الذهاب إلى التفاوض والحل السياسي.

اضافة اعلان


الصراع الداخلي العربي كان عنواناً لنهاية مرحلة تاريخية بكل مكوناتها وأنظمتها وأحزابها وتشكيلاتها السياسية، وأثبت الصراع بما لا يدع مجالا للشك أن صيغة النظام الرسمي العربي القديمة لم تعد صالحة لمواجهة المستقبل ومواجهة التغيرات الكبيرة التي اجتاحت الإقليم وتكاد تطيح بكل البنى الاقتصادية والسياسية المتهالكة، لأنها لم تستطع بناء الدولة الحديثة القادرة على استيعاب طاقات أبنائها في محصلة انتاجية متصاعدة، تملك عناصر البقاء والديمومة والمنافسة في حلبة الصراع الدولي.


القمة العربية حتى تنجح لا بد أن تكون حصيلة لجهود مبذولة سابقة، لأنها في الأصل يجب أن تكون مناسبة لجمع الجهود التي بذلها الزعماء والقادة العرب من أجل تقويم هذه الجهود والنظر فيها على طريقة الفلاحين في جمع حصادهم طوال الأشهر الماضية، لتظهر النتيجة في حجم (البيدر)، الذي يعد نتيجة لكل حسابات الحقل.


ولذلك يذهب بعض المتشائمين إلى القول بأن النتيجة لم تتضح بعد على صعيد سوريا، ومن هو المخول للحضور والحديث في الشأن السوري على مائدة القمة العربية، كما أن الأمور ما زالت غائمة في اليمن، ولم تفرض الشرعية سيادتها على البلاد، وهذا ينطبق على ليبيا تماماً، فما زالت ليبيا بلا رأس وبلا إدارة شرعية قادرة على تمثيل الشعب الليبي تمثيلاً حقيقياً، وهذا سوف ينعكس على القمة، من حيث الحضور ومن حيث التمثيل ومن حيث فرض معالم الحل المقبول كذلك وهو الأهم.


هناك قول آخر وجيه يذهب إلى القول بأن الحالة العربية الصعبة والحالة الحرجة التي تمر بها المنطقة والإقليم، تحتم ذهاب العرب إلى القمة من أجل مواجهة الأزمة وليس الهروب منها، ولا تأجيلها ولا التغافل عنها، ولكن هذا يقتضي دفع ضريبة مواجهة الأزمة ودفع ثمن ذلك عبر مسارين مهمين:


المسار الأول : البحث عن مبادرة ناجزة يتم طرحها في القمة، تنقل العرب إلى فرض أنفسهم على خارطة التسوية القادمة، والجلوس على الطاولة وعدم ترك الفرصة بطريقة سلبية، وهذا يقتضي محاولة إنجاز موقف عربي موّحد إزاء القضايا المطروحة بوضوح، يتم من خلاله تجاوز حالة الانقسام والاستقطاب السابقة بمسؤولية ومرونة سياسية.


المسار الثاني : الانتقال الطوعي الجماعي من مرحلة الصراعات إلى مرحلة التسويات، ومرحلة التسويات تقتضي قدراً من الجرأة والشجاعة في التخلي عن كل المواقف السابقة وتوابعها، من أجل إنجاح عملية الانتقال الناجح، لأنه لا مجال إلّا أن يكون الجهد العربي في محصلة واحدة قادرة على حماية مصالح الشعوب العربية، ومواجهة المشاريع الإقليمية والتدخلات الخارجية بمهارة سياسية وذكاء ومسؤولية من أجل تخطي أخطار الفناء والتلاشي.


 
gnews

أحدث الأخبار



 




الأكثر مشاهدة