الخميس 2024-12-12 10:40 م
 

أميركا تراقب المقاتلين الإسلاميين في سوريا تمهيدا لضربهم

06:24 م

الوكيل - تعرضت الاحياء الجنوبية في دمشق لقصف من القوات النظامية، فيما توالت التعزيزات الى مدينة داريا في ريف العاصمة التي تحاول القوات النظامية السيطرة عليها منذ اشهر. وقال المرصد السوري لحقوق الانسان وناشطون ان احياء دمشق الجنوبية وبينها مخيم اليرموك وجوبر (شرق) وبرزة (غرب) والقابون (شمال) تعرضت للقصف من القوات النظامية، مشيرا الى انتشار امني كثيف في احياء عدة من العاصمة.اضافة اعلان


من جهة ثانية، ذكرت الهيئة العامة للثورة ان تعزيزات عسكرية توجهت الى مدينة داريا الواقعة جنوب غرب دمشق. واوضحت ان هذه التعزيزات «مؤلفة من خمس دبابات وثلاث عربات يرافقها عدد من السيارات وحافلات نقل الجنود من مطار المزة العسكري عبر المتحلق الجنوبي» الذي يشهد احيانا معارك بين القوات النظامية ومقاتلين معارضين يحاولون وقف الامدادات عن مناطق في ريف دمشق تعتبر معاقل لهم.

وفي حلب ، سجل تصعيد خلال الساعات الـ48 الماضية في عدد من الاحياء حيث تزايدت حدة الاشتباكات.وقال المرصد ان الاشتباكات تجددت ايضا في محيط مطاري حلب الدولي والنيرب العسكري (شرق المدينة) اللذين يسعى مقاتلو المعارضة الى السيطرة عليهما. وأعلنت غرفة العمليات العسكرية لعدد من الكتائب المعارضة المسلحة»عددا من الأحياء في مدينة حلب مناطق عسكرية على السكان فيها الانتباه و الحذر من الاشتباكات مع كتائب الأسد المجرمة» وفق تلك الكتائب.

وقال بيان لغرفة العمليات العسكرية للكتائب المقاتلة لنظام الأسد إن «غرفة العمليات العسكرية في حلب تعلن أحياء ومناطق السبع بحرات وميسلون والميدان وباب الفرج وباب جنين وساحة سعد الله الجابري والسليمانية والعزيزية مناطق عسكرية وترجو من المواطنين الابتعاد عن أماكن الاشتباكات في هذه المناطق وعدم التواجد في الشوارع حتى إشعار آخر حفاظا على حياتهم و توخيا للحذر و الحيطة» وفق البيان .

من جهة ثانية، قال عدد من سكان محافظة الحسكة شمالي البلاد امس إن « الجيش الحر بات يسيطر على حوالي 45 % من مساحة المحافظة التي تعتبر ثالث اكبر محافظة في البلاد بعد حمص ودمشق . وأكد نشطاء من الحسكة «صحة كلام السكان ، نحن على الأرض و نؤكد أن اكثر من 45 % بات في أيدي الثوار وان المئات من كتائب نظام الأسد وضباطه انشقوا خلال 24 ساعة الماضية و جرى تأمين قسم منهم ووصلوا إلى الأراضي التركية «. ومن المعروف أن الحسكة محافظة حدودية مع العراق و تركيا و هي توصف بخزان الاقتصاد السوري و تحوي تنوعا دينيا طائفيا وقوميا من الأكراد و المسيحيين و العشائر العربية و بعض الأقليات .

في دير الزور، تدور اشتباكات عنيفة بين القوات النظامية ومقاتلين معارضين في حي الحويقة الذي شهد صباح امس تفجير سيارة مفخخة بالقرب من مبنى تتحصن فيه القوات النظامية، بحسب المرصد الذي لم يشر الى خسائر بشرية في الانفجار.ويسيطر المقاتلون المعارضون على حوالى 30 % من المدينة الاستراتيجية الواقعة قرب حقول النفط وعلى مقربة من الحدود العراقية، بينما القسم المتبقي تحت سيطرة القوات النظامية. وفي تطور لافت، ذكرت صحيفة لوس انجليس تايمز الجمعة ان وكالة الاستخبارات المركزية (سي آي ايه) تجمع معلومات حول المقاتلين الاسلاميين في سوريا لامكانية توجيه ضربات اليهم بطائرات بدون طيار في مرحلة لاحقة.

ونقلت الصحيفة عن مسؤولين اميركيين حاليين وسابقين ان الرئيس الاميركي باراك اوباما لم يسمح بتوجيه اي ضربات في سوريا والامر ليس مطروحا.

لكن الـ»سي آي ايه» التي تدير برامج الطائرات بدون طيار التي تستهدف الناشطين في باكستان واليمن، قامت بتغييرات في صفوف الضباط المسؤولين عن توجيه الضربات، لتحسين جمع المعلومات حول الناشطين في سوريا. وشكل هؤلاء الضباط وحدات مع زملاء لهم كانوا يطاردون ناشطو القاعدة في العراق.

وقالت الصحيفة ان الناشطين القدامى في العراق انتقلوا على الارجح الى سوريا والتحقوا بالميليشيات التي تقاتل الحكومة في هذا البلد. ويتمركز الضباط المكلفين التركيز على سوريا في مقر وكالة الاستخبارات المركزية في لانغلي في ولاية فرجينيا، كما قالت الصحيفة.

وتابعت «لوس انجليس تايمز» ان الوكالة تعمل بشكل وثيق مع استخبارات عربية وغيرها من اجهزة استخبارات المنطقة الناشطة في سوريا. واوضحت الصحيفة ان هذه الاستعدادات تأتي مع تزايد انتصارات المقاتلين الاسلاميين في سوريا. واكدت ان وزارة الخارجية الاميركية تعتقد ان واحدة من اقوى ميليشيات المعارضة السورية وهي جبهة النصرة، هي منظمة ارهابية لا يمكن تمييزها عن تنظيم القاعدة في العراق.

في هذه الاثناء، نددت منظمة «هيومن رايتس ووتش» الناشطة في الدفاع عن حقوق الانسان في بيان امس باستخدام النظام السوري بشكل متزايد للقنابل العنقودية ، ما يتسبب بـ»عدد كبير من الضحايا بين المدنيين». وقال ستيف غوس المسؤول في المنظمة ان سوريا «تلجأ اكثر فاكثر الى استخدام القنابل العنقودية، وهو سلاح محظور، ويدفع المدنيون ثمنه من حياتهم واجسادهم». ووثقت المنظمة 119 نقطة في سوريا استخدمت فيها 156 قنبلة من هذا النوع خلال الاشهر الستة الاخيرة، مشيرة الى مقتل 11 مدنيا واصابة 27 آخرين بجروح خلال الايام الخمسة عشر الماضية في موقعين. وقال غوس ان «حصيلة الضحايا بالنسبة الى هذا النوع من القنابل هي دائما حصيلة اولية، لان هناك قسما كبيرا من القنابل ينفجر لاحقا ويؤدي الى قتل وجرح آخرين».

في هذا الاطار، أعلنت منظمة الأمم المتحدة، أن استمرار تفاقم الأوضاع أدى إلى تقليص المناطق الآمنة التي يمكن للسوريين الفارين من العنف اللجوء إليها.

وأشارت الأمم المتحدة في بيان لها إلى أن «الأزمة السورية تتواصل دون هدنة، وهو ما ينعكس على معاناة المدنيين السوريين، كما أن أعداد المحتاجين للمساعدة داخل البلاد زادت.

سياسيا، قدمت سبع دول عربية الجمعة مشروع قرار الى مجلس حقوق الانسان التابع للامم المتحدة في جنيف يندد بدوامة العنف في سوريا ويطلب من نظام دمشق التعاون مع المنظمة الدولية في تحقيقها حول انتهاكات حقوق الانسان.

وبعد عامين من النزاع الذي اوقع بحسب الامم المتحدة اكثر من سبعين الف قتيل واجبر اكثر من مليون شخص على اللجوء الى الدول المجاورة، يلقي مشروع القرار على دمشق مسؤولية معظم الانتهاكات التي ارتكبت ويطالب بـ»تعاونها الكامل» مع محققي الامم المتحدة الذين لم يتمكنوا بعد من دخول البلاد.

ومشروع القرار الذي عرض على مجلس حقوق الانسان التابع للامم المتحدة من قبل الاردن والكويت والمغرب وقطر والسعودية والامارات يطلب ان يتمكن محققو الامم المتحدة من «الحصول على اذن بالدخول الفوري والكامل ومن دون عراقيل الى كل اراضي الجمهورية العربية السورية».

ومشروع القرار الذي قدمته هذه الدول العربية السبع يشدد على انه يعود للشعب السوري ان يقرر بشأن «طبيعة الاليات التي يوافق على اللجوء اليها للتوصل الى مصالحة واحقاق الحق والرد على الانتهاكات الخطيرة وتقرير التعويضات التي ستمنح للضحايا».

في المقابل، واصلت دمشق عبر اعلامها الرسميامس حملتها على سعي بعض الغربيين الى تزويد المعارضة السورية بالسلاح، معتبرة انها «لعبة قذرة» . فغداة اعلان الاتحاد الاوروبي، بضغط فرنسي، انه سيحاول التوصل الاسبوع المقبل الى «موقف مشترك» في مسألة تزويد المعارضة السورية بالاسلحة، حملت صحيفة «الثورة» الحكومية السورية على اعلان لندن وباريس استعدادهما لتسليح المعارضة حتى من دون موافقة الاتحاد. وقالت ان «الاعلان الفرنسي البريطاني بتزويد المجموعات الارهابية بالسلاح بشكل منفرد وبمعزل عن موافقة الاتحاد الأوروبي، ليس حالة تمرد على قرارات الاتحاد، وليس عصيانا للسيد الأميركي» لكنه «اعلان صريح عن الدخول في لعبة توزيع أدوار قذرة». وفي مكان آخر، كتبت «الثورة» ان اوروبا «تقدم صورة نمطية من العودة الى منطق الاستعمار» .

من جانبها، فادت صحيفة الديلي تلغراف البريطانية أن ورقة سرية أعدّها مكتب مسؤولة العلاقات الخارجية في الاتحاد الأوروبي، البارونة كاثرين آشتون، تحذر من رفع الاتحاد الأوروبي حظر الأسلحة المفروض على سوريا. وقالت الصحيفة أن الورقة السرية شددت على أن رفع الحظر «يمكن أن يغذي عسكرة الصراع في سوريا، ويزيد من مخاطر حصول الجماعات المتطرفة على المزيد من الأسلحة، وانتشار السلاح في البلاد خلال مرحلة ما بعد نظام الرئيس بشار الأسد». وأضافت، أن آشتون وقفت إلى جانب ألمانيا والسويد ودول أخرى في الاعتراض على تسليح المعارضة السورية بسبب المخاوف من أن يؤدي ذلك إلى زعزعة استقرار المنطقة بأسرها.
التاريخ : 17-03-2013


 
gnews

أحدث الأخبار



 




الأكثر مشاهدة