الوكيل الاخباري - وعد زعماء العالم بتشديد السيطرة على الحدود وزيادة تبادل معلومات المخابرات والتضييق على تمويل الإرهابيين في قمة منعقدة في تركيا امس لكن لم يظهر مؤشر يذكر على تحول كبير في إستراتيجية مكافحة عصابة داعش في سوريا.
وخيم على قمة العشرين التي تعقد في منتجع بيليك بإقليم أنطاليا الساحلي في تركيا هجمات الانتحاريين يوم الجمعة في باريس التي قتل فيها 129 شخصا والتي أبرزت الخطر الذي تشكله العصابة المتشددة بعيدا عن معاقلها في سوريا والعراق.
وقال رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون في مؤتمر صحفي «الهجمات المروعة في باريس مساء الجمعة بعد وقت قصير من كارثة طائرة الركاب الروسية وبعد تفجيرات أنقرة وهجمات تونس ولبنان تؤكد الخطر الذي نواجهه.»
وقال «اتفقنا على اتخاذ خطوات مهمة أخرى لقطع التمويل الذي يعتمد عليه الإرهابيون ومواجهة الفكر المتطرف للدعاية الإرهابية وتوفير حماية أفضل لنا من خطر المقاتلين الأجانب من خلال تبادل معلومات المخابرات ومنعهم من السفر.»
وقصفت طائرات حربية فرنسية مواقع يسيطر عليها تنظيم الدولة الإسلامية في سوريا يوم الأحد. ووصف وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس الضربات الجوية بأنها عمل من أعمال الدفاع عن النفس بعد هجمات باريس.
وقال للصحفيين «فرنسا قالت دائما انه في ضوء الطريقة التي تعرضت بها للتهديد بل وللهجوم من داعش فإنه من الطبيعي تماما أن تأخذ زمام المبادرة وأن تتخذ اجراء في إطار الدفاع المشروع عن النفس.» وداعش هو الاختصار غير الرسمي للاسم السابق لتنظيم الدولة الإسلامية.
وتعهد أوباما الأحد بتكثيف الجهود للقضاء على داعش ومنع وقوع مزيد من الهجمات مثل تلك التي شهدتها العاصمة الفرنسية بينما حث بوتين في اجتماع غير رسمي بتركيز حملته العسكرية في سوريا على محاربة الجماعة الارهابية.
وقال المتحدث باسم الكرميلن ديمتري بيسكوف امس ان الاجتماع مع أوباما كان بناء لكنه لم يسفر عن انفراجة.
وقال كاميرون الذي عقد اجتماعا استمر ساعة مع الرئيس الروسي ان الخلافات في الرأي بشأن مستقبل الأسد ضخمة لكنها تضيق فيما يبدو.
وقال كاميرون «توجد خلافات كبيرة. ونحن لا نخفي ذلك. إننا نبحثها. لكن من المهم في كل هذه الحالات إجراء حوار مناسب مع أشخاص مثله.»
وقال مسؤولون أمريكيون ان واشنطن تريد تكثيف الجهود الحالية لمكافحة «داعش» ومنها حملة القصف الجوي وتسليح معارضين سوريين. وسيجتمع أوباما مع حلفاء أوروبيين في نهاية القمة في محاولة لدعم جبهتهم المشتركة.
لكن المسؤولين قالوا انه لا توجد خطط فورية لأي تحول كبير في الإستراتيجية مثل نشر قوات برية كبيرة. وقالوا ان المعضلة باقية بشأن كيفية حشد التحالف دون جر الولايات المتحدة بدرجة أكبر في حرب سوريا.
واكد الرئيس الاميركي باراك اوباما امس ان على الولايات المتحدة عدم اغلاق الباب امام اللاجئين خوفا من اعتداءات ارهابية.
وقال اوباما في مؤتمر صحافي بعد قمة مجموعة العشرين في تركيا ان «الذين يهربون من سوريا هم اكثر المتضررين من الارهاب، هم الاكثر ضعفا».
واضاف انه «من الضروري جدا الا نغلق قلوبنا لضحايا عنف كهذا او ان نمزج بين ازمة اللاجئين وأزمة الارهاب».
من جهته اعلن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين امس ان اعتداءات باريس اثبتت «صوابية» دعوة روسيا الى تشكيل تحالف دولي لمكافحة الارهاب، داعيا فرنسا ضمنيا الى اعادة النظر في موقفها حيال ضرورة الرحيل الفوري للرئيس السوري بشار الاسد.
وقال بوتين في اعقاب قمة مجموعة العشرين في انطاليا التركية «من الضروري» تشكيل تحالف دولي لمكافحة الارهاب.
واضاف «لقد تحدثت خلال جلسة الامم المتحدة احتفالا بعيدها السبعين، لقد تحدثت تحديدا عن هذا الامر، والاحداث المأسوية التي تلت ذلك اثبتت اننا كنا على صواب».
واعتبر الرئيس الروسي ان «فرنسا هي احدى الدول التي تبنت موقفا متشددا حيال رحيل الرئيس الاسد شخصيا. لقد سمعنا مرارا من اصدقائنا الفرنسيين ان حل مسألة رحيل الرئيس الاسد شرط مسبق لاي تغييرات سياسية».
وتابع «لكن هل حمى هذا باريس من اعتداء ارهابي؟ كلا».
واوضح بوتين «بالنسبة لي لا يجب ان نضع في اولوياتنا مسائل هي بطبيعها ثانوية! اول ما يجب القيام به هو توحيد جهودنا في مكافحة الارهاب والمنظمات الارهابية. ويجب على هذا الاساس الاتفاق على اصلاح سياسي» في سوريا.
* فشل مخابراتي
اتفق زعماء مجموعة العشرين الذين يشعرون بالقلق من «التدفق المتنامي» للارهابيين على تكثيف السيطرة على الحدود وأمن الطيران وذلك وفقا لما ورد في مسودة البيان التي من المتوقع ان تكون صدرت ليلة امس.
ونددوا بهجمات باريس على أنها «بشعة» وقالوا انهم ما زالوا ملتزمين بمكافحة تمويل الإرهابيين.
وقالت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل «اتفقنا على أن التصدي لهذا التحدي يجب ألا يكون عسكريا فحسب وإنما بالعديد من الإجراءات.»
وأضافت أن هذه الإجراءات تتضمن التعاون بين أجهزة المخابرات ومراقبة الاتصالات على الانترنت.
وحذر الرئيس التركي طيب إردوغان امس من الخلط بين أزمة الهجرة التي تواجهها أوروبا والخطر الناجم عن الإرهاب العالمي قائلا إن الخلط بين الأمرين معناه التخلي عن مسؤولية إنسانية.
وقال إردوغان في كلمة بعد قمة مجموعة العشرين للدول صاحبة الاقتصادات الكبرى في تركيا إن الاتفاق الذي توصل إليه وزراء خارجية في فيينا بشأن انتقال سياسي محتمل في سوريا هو «خطوة للامام تبعث على التفاؤل» لكن يجب ألا يكون هناك مكان للرئيس بشار الأسد في مستقبل سوريا.
وقالت مصادر بالرئاسة ان الرئيس التركي رجب طيب اردوغان حث الزعماء خلال مأدبة عشاء يوم الأحد على تعميق تبادل معلومات المخابرات وقال ان الزعماء في العالم الإسلامي يجب ان يفعلوا المزيد لكسر مفهوم أن الارهاب مرتبط بالإسلام.
وقال مسؤول تركي كبير ان أنقرة أبلغت مرتين فرنسا بشأن أحد مهاجمي باريس لكنها لم تتلق إلا طلبا بتزويدها بمزيد من المعلومات بعد وقوع الهجمات.
ووفقا لمسودة الوثيقة أكدت القمة أيضا على ان الإرهاب يجب ألا ينسب الى أي دين أو جنسية أو جماعة عرقية.
وسارع زعماء شعوبيون في أنحاء أوروبا الى المطالبة بوقف تدفق اللاجئين والمهاجرين من الشرق الأوسط وأفريقيا في الساعات التي أعقبت هجمات باريس. رويترز
-
أخبار متعلقة
-
أفضل سيارات مازدا في استهلاك البنزين لعام 2018
-
الفاخوري يعلن تبرع بنك الأردن بمليون دينار أردني لصندوق "همة وطن"
-
توفيق فاخوري يدعم صندوق "همة وطن" بمبلغ نصف مليون دينار أردني
-
شاهد لحظة سقوط الطائرة الأوكرانية بعد اشتعالها في الهواء
-
مدرسة الموقر ترسم أجمل منظر – فيديو وصور
-
مدرسة الموقر ترسم أجمل منظر
-
بـرنامـج الـوكـيـل فـي إجـازة سـنـوية
-
حفرة امتصاصية في جرش .. خطرٌ يُهدد المواطنين و يُضر السياحة | فيديو