إعلام الديوان الملكي والرد الخجول

تمارا الدراوشه

تابعت كما الكثير من أبناء هذا الوطن الذين يعشقون ترابه ويفدون قائده بكل ما يملكون ....تابعت ما ذكره الصحفي الأمريكي جيفري جولدنبرغ من حديث ادعى انه منسوب إلى جلالة الملك ، واستهجنت كما الكثيرين أيضا بعض العبارات التي ذكرها وادعى أنها لجلالة الملك ، لكن ما أن نفكر قليلا بهدوء حتى نشتم رائحة الفتنة التي يراد ايقاذها في هذا الوطن وفي هذه المرحلة بالتحديد والدليل على ذلك الطريقة التي تم فيها تسريب الخبر من هذا الصحفي.

فقد نشر في البداية مقتطفات منه كان الهدف منها إثارة الفتنة النائمة التي لعن الله من ايقذها وهذه المقتطفات جعلت الناس بين مكذب ومستهجن ومستغرب فجلالة الملك الأب والأخ والأقرب لقلوب وعقول الأردنيين من شتى الأصول والمنابت، هذا الملك الذي عرفناه الأقرب والأعرف بهموم الأردنيين والاحرص على التخطيط لمستقبل أفضل لهم جميعا .

لكل هذا إننا نستغرب كيف يمكن أن يسمح البعض بمرور هكذا مؤامرة مخطط لها لإثارة الفتنه خصوصا بعد أن تبين فيما بعد وعند نشر المقال كاملا أن المقتطفات التي أوردها ما كانت إلا بذرة فتنه أرادها ومن خلفه للإساءة لهذا الوطن الذي عرف بتلاحم القيادة والشعب رغم الربيع العربي الذي عصف بالكثيرين .

لكن ما يحزن فعلا هو أسلوب التعامل مع تفاصيل الخبر والطريقة التي أورده بها الصحفي، واقصد هنا الدائرة الإعلامية في الديوان الملكي التي حتى في بيانها كانت خجولة وكأنها لا تعرف كيف تتصرف ، وهذا ما جعل الصحفي الأمريكي يهدد مرة أخرى بأنه سينشر التسجيلات الكاملة.

والذي بين بدوره ان الديوان كان يعلم ما نشر قبل أن ينشر وهنا اعتقد أن البيان الخجول الذي أصدرته الدائرة الإعلامية في الديوان الملكي دليل على أنهم كانوا كما يقول المثل ((غايبين فيله )).

كنا نطمح بان نسمع ردا تفصيليا واضحا من الديوان على هذا الصحفي يتم الشرح فيه للناس ووسائل الإعلام حقيقة ما يدعيه الصحفي الأمريكي وكيف تجرأ إلى هذا الحد ،حتى الناطق الرسمي باسم الحكومة وعلى شاشة التلفزيون الأردني لم يستطيع تقديم التفاصيل والحجة المقنعة للمشاهدين.

اعتقد أننا كمواطنين واعيين جدا لأي مخطط يستهدف بلدنا أو قيادتنا، لأننا الشعب والقيادة كالبنيان المرصوص وهذا ما غاب عن ذهن الصحفي ومن يقف خلفه، لكننا عاتبون على أصحاب العلاقة والاختصاص في طريقة ردهم على الصحفي وما نشر أو حتى غياب الجهات المعنية عن توضيح ذلك لعامة الناس .

فلسنا بحاجة إلى بيانات هنا وهناك ترفض وتستنكر و تجدد الولاء والانتماء لان ولاءنا ثابت لا رجعة عنه .

أخيرا أنا أقول ليتحدث الصحفي كما شاء ، فنحن نعلم أي فتنه يريدونها في هذا البلد ، ونحن أيضا نعرف قائدنا ومليكنا أكثر منهم وعلاقتنا الممتدة مع جلالة الملك عبر التاريخ لن يؤثر عليها كلام قاله صحفي هنا أو مقال نشرته صحيفة هناك ، لكن ما نريده فقط أن نجد الجهة التي تشفي غلنا وتجعلنا نشعر بأن لدينا فعلا من يستطيع أن يرد ويفصل ويشرح فكرة أي شخص أوجهة تحاول النيل من أمن واستقرار هذا الوطن .

فهذا كلام موجه لأصحاب العلاقة في هذا الوطن وهي وجه نظر لا خير فينا إن لم نقلها ولا خير فيكم إن لم تسمعوها ،حمى الله الوطن وقائده من الفتن ما ظهر منها وما بطن .