يوم الأحد 6 آب / أغسطس 2017. نشرت في هذا المكان مقالا حمل عنوانه سؤالا: هل هناك حرب وشيكة؟ تحدثت فيه عن سيكلوجيا النخبة الصهيونية في كيان العدو، القائم على القتل والعدوان، و»استعمال» الدم العربي لحل مشكلات الداخل الصهيوني، ففي كل مرة تتأزم «إسرائيل» وتصبح على شفير انفجارها الداخلي، يتحرك العقل الباطن الصهيوني، لإنقاذ الموقف بتصدير الأزمة إلى الخارج، والطريقة الفضلى لهذا التصدير، شن حرب على العرب، اي عرب، وفي حالتنا هذا، العدو المتيسر هو: غزة بحجة حماس، ولبنان بحجة حزب الله!
ولنتحدث هنا بشيء من الشفافية، والأمانة، ففي العموم، الأمم «الحية» لا بد لها من عدو ما، تعلق على مشجبها مشكلاتها الداخلية، وتستعمله لعامل رص الصف الداخلي كلما شارف على التصدع، بل إن العقل والمنطق يقولان إن عليك أن تبحث عن عدو إن لم يكن لديك، فكيف إذا كنت أقمت كيانا كاملا على السلب والنهب والعدوان، كما هو الحال في مشروع إسرائيل العدواني الاستيطاني المتوحش، ولم تكن أصلا بحاجة لصناعة عدو، فصاحب الأرض لم يزل موجودا، ولم ولن يستسلم، وهو مستعد –ما وسعه الأمر- باستمرار لوضع يده على الزناد وحتى الضغط عليه، كلما كان ذلك ممكنا، في ظل نظام عربي رسمي استمرأ الاستسلام ؟
لم يطل انتظار الجواب على سؤالنا أعلاه، فقد تبين أن العدو يعد العدة للعدوان، ولكن هذه المرة تحت ستار «تشريعي» يخول «ملك إسرائيل» غير المتوج بعد (نتن-ياهو) للانفراد بقرار إعلان الحرب، بعد أن كان الأمر مناطا بمجلس وزرائه المصغر المسمى «الكابينت»، عملية تشريع تلك كانت تجري وراء ستار حديدي، إلى أن فضحها الإعلام، حيث تبين أن وزارة «عدل» القتلة تعمل منذ الأشهر الأخيرة على إدخال تعديل في قانون أساس خاص بالحكومة يتيح الإعلان عن شن حرب أو شن حملة عسكريّة قد تؤدي إلى حرب دون الحاجة إلى مصادقة الحكومة، «السر» كشفه الصحفي، عميت سيغل، في أخبار النشرة الثانية في التلفزيون العبري. وحسب ما قيل في إعلامهم، فمن المفترض أن يسمح التعديل الجديد في حالات معنية الإعلان عن شن حرب دون أن يشارك المجلس الوزاري الإسرائيلي المُصغّر للشؤون الأمنية والسياسية في اتخاذ القرار.
ويقولون إن هذه الخطوة جاءت في ظل إحباط الاستعدادات لشن هجوم على إيران، كان نتن-ياهو أعدها ووزير الخراب والحرب سابقا، إيهود باراك، قبل زهاء سبع سنوات. حيث اعترض مئير داغان، رئيس الموساد، وجابي أشكنازي، قائد الأركان، في ذلك الحين على الاستعدادات، بزعم أن شن معركة كهذه قد يؤدي إلى حرب غير قانونية؛ لأن الحكومة لم تصادق عليها.
ووفق التقارير في نشرة أخبار القناة الثانية قبل شهرين صادق المجلس المُصغّر، الذي يشارك فيه ممثلون عن ائتلاف نتن-ياهو، على تعديل في القانون يسمح لرئيسه أي رئيس الحكومة شن حملة عسكريّة هامة أو حرب دون الحصول على مصادقة الحكومة. وفي تقديرات الخبراء بالشأن الصهيوني، سيوافق الكنيست فور استئناف عمله بعد العطلة الصيفية على هذا التعديل، وهكذا سيتوفر قائد عصابة القتلة على سلاح فوري للخروج من أزماته الداخلية الطاحنة، وملاحقاته القضائية وتهم الفساد والإفساد، بالضغط على الزناد إما باتجاه غزة أو باتجاه لبنان، (إيران الآن ليست في البال، لأن تأديبها سيحرم العدو من فرصة انشغال النظام العربي الرسمي بالخوف منها!) وهكذا يعيد قائد عصابة القتلة التفاف المذعورين من حوله بإجماع «وطني!» إذ من يجرؤ أن يعارض داخل مجتمع الكراهية والسلب والنهب «بطل القتل والإرهاب الرسمي» في مواجهة «أعداء إسرائيل»؟؟
-
أخبار متعلقة
-
أفضل سيارات مازدا في استهلاك البنزين لعام 2018
-
الفاخوري يعلن تبرع بنك الأردن بمليون دينار أردني لصندوق "همة وطن"
-
توفيق فاخوري يدعم صندوق "همة وطن" بمبلغ نصف مليون دينار أردني
-
شاهد لحظة سقوط الطائرة الأوكرانية بعد اشتعالها في الهواء
-
مدرسة الموقر ترسم أجمل منظر – فيديو وصور
-
مدرسة الموقر ترسم أجمل منظر
-
بـرنامـج الـوكـيـل فـي إجـازة سـنـوية
-
حفرة امتصاصية في جرش .. خطرٌ يُهدد المواطنين و يُضر السياحة | فيديو