الجمعة 2024-12-13 11:28 م
 

إيران ستمنع الأردن من التحول لحاجز أمام امتدادها

11:36 ص

الوكيل - قال سفير إسرائيلي سابق ومقرب من رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إن ضغوطا إيرانية تزاد على الأردن لتمنعه أن يكون حاجزا جديدا في وجه انتشار التأثير الإيراني الذي سيحاول الالتفاف على السعودية من الشمال وفتح جبهة شرقية مع إسرائيل .اضافة اعلان


وبحسب صحيفة القدس العربي الاثنين، فإن دوري غولد السفير السابق يرى أنه من الواجب على الولايات المتحدة في هذا الواقع أن تعزز قدرات الأردن لتمكينه من مجابهة هذه التحديات الجديدة .

ويشير غولد إلى أنه تمت خطوات في هذا الاتجاه من قبل دول الخليج التي اقترحت ضم الأردن عضوا في مجلس التعاون الخليجي، ولكنها عادت وتراجعت .

وأشار إلى أن زوال حاجز العراق 'يفضي إلى ضغط إيراني يزداد على الأردن لتمنعه أن يكون حاجزا جديدا في وجه انتشار التأثير الإيراني الذي سيحاول الالتفاف على السعودية من الشمال وفتح جبهة شرقية مع إسرائيل '.

وأضاف ان خروج القوات الأمريكية من العراق يعزز المنطق الاستراتيجي في الحفاظ على غور الأردن باعتباره خط الدفاع الأمامي لإسرائيل، وينفي أساس الطلب الدولي لانسحاب إسرائيلي من الضفة الغربية كلها إلى خطوط 1967، على حد تعبيره .

وقال إن لإيران مصالح إستراتيجية واقتصادية ودينية بدأت حثها قُدما في العراق بعد انسحاب القوات الأمريكية، لافتًا إلى أن هدفها الرئيسي سيكون التأكد من ألا يعود العراق أبدا ليصبح قويا بقدر يكفي لتهديدها كما حدث في عهد صدام حسين، وبالتالي، زاد د. غولد، ستحاول طهران لتحقيق هذا الهدف أن تجعل العراق قزما إلى درجة إن يصبح دولة تابعة لإيران تؤيد مطامح الجمهورية الإسلامية في الشرق الأوسط .

وأفادت وسائل إعلام عبرية أن موافقة وزارة الحرب الأمريكية البنتاغون، على تقديم طائرات 'إف 16' المقاتلة للعراق العام الماضي، تفض مضاجع صناع القرار في دولة الاحتلال .

وأوضحت المصادر عينها، كما أفادت صحيفة 'جيروزايم بوست' أن إسرائيل تشعر بقلق متنام إزاء البناء العسكري في العراق، والتقارير الاستخباراتية التي تتحدث عن أن الحرس الثوري الإيراني يعزز وجوده هناك، حسبما قال أحد كبار المسؤولين في الجيش الإسرائيلي، وزادت المصادر عينها قائلةً إن أكثر ما يثير القلق هو بيع 36 طائرة من طراز (F 16) ذات المهارات القتالية المتعددة للعراق، وسيتم تصنيع تلك الطائرات في شركة (لوكهيد مارتن) في الولايات المتحدة، ما يعنى أنها الطائرات نفسها التي تقدمها الولايات المتحدة لإسرائيل من طراز F 16)) أيضا، والتي يطلق عليها اسم عاصفة .

وأوضح المسؤول أن إسرائيل تراقب بحذر التطورات في العراق، وأضاف أن التطورات المحتملة هناك لا تحدث بشكل فوري، لكن منذ الانسحاب الأمريكي من العراق لا نعرف ما التطورات هناك .

وتأتى تلك المخاوف الإسرائيلية في ظل التقارير الاستخباراتية التي تتحدث عن تواجد الحرس الثوري الإيراني في العراق، هذا إلى جانب التحليل الاستراتيجي للشرق الأوسط من جانب الجيش الإسرائيلي، الذي ذهب إلى أن العراق يمثل مرة أخرى تهديدا محتملا لإسرائيل، وهو ما لم يكن عليه الأمر كذلك منذ عام 2003، أي منذ الغزو الأمريكي .

أما د. غولد فقال كيف ينبغي أن ننظر إلى العراق الآن مع انسحاب القوات الأمريكية؟. لافتًا إلى أن الدور الذي سيؤديه العراق في الشرق الأوسط ستحدده إيران بقدر كبير، وصعود الأحزاب الشيعية في العراق بعد الغزو الأمريكي في 2003 أمد إيران بقنوات تأثير جديدة .

وأضاف: تدخلت إيران في السياسة العراقية بقوة أكبر في المدة بعد صدام، وقد عملت من وراء ستار لإنشاء تحالف الأحزاب الشيعية التي اختارت المالكي مرشحها لرئاسة الحكومة في 2006. ونوه إلى أن قائد القوات الأمريكية في العراق، الجنرال ري اودييرنو، كشف في مقابلة صحفية أجراها مع صحيفة 'واشنطن بوست' عن أنه يملك تقارير استخبارية تشير إلى أن طهران رشَت قادة شيعة بقصد منع اتفاق جديد بين الولايات المتحدة والعراق، كان يُمكن قوات أمريكية من البقاء داخل العراق .

وكذلك حثت إيران شركاءها في العراق على الإصرار على أن يكون الانسحاب الأميركي كاملا ويستكمل حتى كانون الأول 2011 .

علاوة على ذلك، قال الباحث الإسرائيلي إنه كانت لإيران طرق أخرى للتأثير فيما يحدث في العراق .

فبعد 2003 أدخلت إيران آلافا من جنود حرس الثورة إلى العراق لمساعدة العصابات المسلحة الشيعية، مشيرًا إلى أن لا شك بأن الإيرانيين يستطيعون من غير وجود أمريكي في العراق أن يتسللوا مرة أخرى إلى العراق وان يؤثروا في استقراره من الداخل، مشيرًا إلى أنه في السابع من كانون الأول اعترف فرانك هيلمك، نائب قائد القوات الأمريكية في العراق انه ما تزال توجد فجوات أمنية في الجيش العراقي الجديد .

ويثير هذا الأمر أسئلة عن قدرة العراق على مجابهة التحدي الإيراني من غير مساعدة عملياتية أمريكية، كما قال إن إيران تطور أيضا علاقاتها بالمؤسسات الدينية الشيعية في العراق في مدن الشيعة المقدسة مثل النجف حيث يوجد قبر علي الإمام الشيعي الأول، وكربلاء حيث يوجد قبر ابنه الحسين الإمام الثاني، وكذلك الأمر في سامراء حيث دفن الإمامان العاشر والحادي عشر، والمكان الذي اختفى فيه الإمام الثاني عشر الذي سيرجع بصفة المهدي بحسب الإيمان الشيعية .

وساق قائلاً: يحج عشرات الآلاف من الإيرانيين إلى هذه الأماكن كل شهر. وإيران وكسلوكها مع الأحزاب السياسية تنقل أموالا الى قادة شيعة ومؤسسات وذلك برغم أن الزعيم الشيعي الأعلى آية الله السيستاني عبر في الماضي عن معارضة السياسة الإيرانية في العراق .

وأوضح د. غولد أن إيران أصبحت تطلب الآن أن يؤيد المالكي نظام بشار الأسد الهش في سورية بدل المعارضة السورية التي تؤيدها تركيا، وقد تبنى المالكي الموقف الإيراني .

كما قال إن الانسحاب الأمريكي من العراق يحدث تغييرا استراتيجيا لوضع إسرائيل في الشرق الأوسط. بين السنتين 1980 ـ 1988 صُدت إيران عن التوسع بسبب الحرب مع العراق ما عدا لبنان الذي استغلته طهران باعتباره جبهة تواجه إسرائيل والغرب .

في السنين 1991 ـ 2001 كان العراق حاجزا استراتيجيا دون إيران تلقى تعزيز جيش الولايات المتحدة في 2003. ويبدو الآن أن الحاجز العراقي أُزيل وانتقل إلى تأثير إيراني وبقي الحاجز الأردني .


 
gnews

أحدث الأخبار



 




الأكثر مشاهدة