قبل الولوج في مضامين اللقاء الملكي مع نخبة من القيادات الاعلامية , لا يمكن المرور عن نُبل اللقاء الملكي بمجموعة من القيادات الاعلامية وتحديدا تلك التي سلّمت راية القيادة لجيل جديد , ورسالة النُبل في اللقاء يجب ان يجري تعميمها على كل مؤسسات الدولة , بحيث تستعيد المؤسسات علاقتها مع القيادات السابقة , فهذه اللقاءت ستحقق هدفين بحد ادنى , اولهما الاستفادة من التجارب السابقة وثانيها البقاء على التواصل لرفع الروح الوطنية وتعزيزها في ظرف نحتاج الى كل ساعد والى كل رأي , فالاردني تحكمه العواطف وهذه رسالة عاطفية مضمونة النتائج .
من جديد يعاود الملك محاولته توحيد اولويات المنطقة وتحديد الاولويات الوطنية , فليس معقولا ولا مأمولا ان تنحرف بوصلة الصراع الوطني والقومي نحو الصراع المذهبي لابناء الوطن الواحد او لابناء الامة الواحدة , فالعدو الداخلي واضح وكذلك الخارجي وكل حرف للبوصلة يعني الانزلاق اكثر واكثر في غياهب البئر الدولي الذي تجاوز المنطقة بمجملها بمفرداته في التنمية والدمقرطة والرفاه الاجتماعي لمواطنيه الذين ينتمون الى اعراق وديانات وتركيبات اثنية تفوق في بلد غربي واحد كل التركيبات في الامة العربية مجتمعة .
الرسالة الاردنية كانت واضحة الدلالة في الرد على هواجس الجوار , فالجيش الاردني قادر على حماية عمقنا الوطني دون الحاجة الى الدخول في مواجهات على ارض الجوار ولا شيئ يعني الاردن اكثر من استقرار الجوار وحماية عمقه الوطني , فاستقرار الجوار يعني عودة اللاجئين الى ديارهم وتخفيف الاعباء على البنية التحتية الاردنية والواقع الاقتصادي والاجتماعي , وعلى الجوار ان يفهم جيدا ان المصلحة الاردنية العليا في استقرار ه وتوافق مكوناته على المصالحة والحل السياسي الذي يضمن مشاركة الجميع , فالمصلحة الاردنية العليا مصلحة قومية بحكم ارتداد ازمات الجوار على الاردن .
رغم قسوة الرسالة القادمة من الجوار السوري وبعض مكونات الجوار العراقي الا ان الرد الاردني كان نبيلا جدا , وهذه ظاهرة يتفرد فيها الاردن وتنفرد بها قيادته التي اختارت النُبل في السياسة رغم الجفاء الكبير بين المواقف السياسية والمواقف النبيلة , ولكن فرادة السياسة الاردنية في هذا الاقليم كانت عنصر قوته ومنعته وعنصر استقراره , فاللقاء تشكل بمجمله على نبل المقاصد بالحضور واعادة الامل لجيل من الاعلاميين بأن الدولة على وعدها وعهدها مع رجالاتها , وعلى نبل المقاصد في الردود على هواجس الجيران والاشقاء , فالاستراتيجية الاردنية واضحة في حماية العمق الوطني والتحوط من ارتدادت ازمات الجوار على هذا العمق , دون الانجرار الى الجغرافيا المجاورة الخالية من السيادة .
فالاردن مسكون بمعالجة تداعيات الاقليم عليه وارتداد هذه التداعيات على اقتصاده ومعيشته سواء بالحدود المغلقة او بالقنابل الموقوتة التي تأتي من الخارج او تخرج اليه كي تعود , ولهذا كانت الرسالة اكثر من واضحة للجوار , الذي يتحرك وفق ايقاع غير منضبط ولحسابات اقليمية اكثر منها حسابات محلية داخلية لاقطاره فالنفوذ الخارجي يتصاعد بشكل ملفت ومقلق في دول الجوار وهذه الخشية التي يجب ان تلفت اليها دول الجوار وسياسييها وليس مناكفة ومماحكة الاردن بتصريحات ارضائية لذاتها اولا وارضائية للقوى الاقليمية الضاغطة على اعصاب الجوار نفسه .
رسائل الملك متصلة وتحت نفس اللافتة النبيلة للاردنيين الذين يعيشون حالة صعبة بدأت تظهر على سلوكهم المتباين في الداخل والخارج , فنحن ننضبط خارج الوطن ونمارس الانفلات داخليا من قيادة المركبة الى رمي النفايات وصولا الى المنشورات على مواقع التواصل الاجتماعي التي تحترم اصغر تفاصيل بلد الاقامة وتتغنى بها مقابل رشق الوطن بكل القذائف اللفظية دون ادنى مراعاة لحساسية الظرف العام .
-
أخبار متعلقة
-
أفضل سيارات مازدا في استهلاك البنزين لعام 2018
-
الفاخوري يعلن تبرع بنك الأردن بمليون دينار أردني لصندوق "همة وطن"
-
توفيق فاخوري يدعم صندوق "همة وطن" بمبلغ نصف مليون دينار أردني
-
شاهد لحظة سقوط الطائرة الأوكرانية بعد اشتعالها في الهواء
-
مدرسة الموقر ترسم أجمل منظر – فيديو وصور
-
مدرسة الموقر ترسم أجمل منظر
-
بـرنامـج الـوكـيـل فـي إجـازة سـنـوية
-
حفرة امتصاصية في جرش .. خطرٌ يُهدد المواطنين و يُضر السياحة | فيديو