الثلاثاء 2025-03-04 07:52 م
 

ارحموا من في الأرض

10:26 ص

د/زيد خضر - إن الناظر إلى أحوال المواطنين في بلدنا الحبيب لا يملك إلا أن يدعو لهم بالصبر والثبات ويقول لهم ' أعانكم الله ' ثم يعذرهم على ' كشرتهم ' وتقطيب حاجبيهم ، فظروف الحياة التي نحياها صعبة من كل النواحي :الاقتصادية ، والاجتماعية والسياسية .. اضافة اعلان


فالأسعار في ازدياد مستمر ،فلا تكاد تجد سلعة إلا وتضاعف سعرها في الأشهر الأخيرة ،فمن كان يتوقع أن كيلو البندورة أصبح بدينار ،وقس على ذلك البطاطا التي أصبح الناس يكتفون بصورها لتزيين مطابخهم بها ، أما الفواكه فأصبحت في برج عاجي لا يصلها إلا أصحاب الجيوب المليئة .

أما الملابس الجديدة فقد أصبحت حكراً على الطبقة الغنية وبخاصة بعد فرض الضرائب عليها ، أما بقية خلق الله من طبقة العامة أعني طبقة الفقراء والمساكين – لأنه لم يعد في بلدنا إلا طبقة غنية وطبقة فقيرة – فليس أمامها إلا سوق البالة لتشتري منه الملابس والأحذية ،مع ملاحظة أن بالة عمّان غالية الثمن فيضطر الناس للذهاب إلى بالة مخيم الزرقاء فهي أرخص وتطيقها جيوبهم المثقوبة .

أما أسعار المحروقات فحدث ولا حرج ، فقد حَرقت جيوب أصحاب السيارات والمنازل سواء بسواء ، فمنذ حوالي سنة ما رأيت مواطناً واحداً يقف أمام المحطة ويملأ خزان سيارته كاملاً ( فل ) بالبنزين لغلاء سعره ، وحدثتني ربة بيت أنها تدخر كل يوم نصف دينار حتى تجمعها وتشتري اسطوانة غاز ، فقلت ،والدعم الحكومي للمحروقات ألا يكفي .

فقالت : يا حسرة نحن عشرة أفراد يأخذ منا الدعم ستة فقط ، ومولودي الجديد لم يسجلوه في كشوفات الدعم ، والأمر من ذلك أنهم خصموا هذه الدفعة - التي أرجو أن لا تكون الأخير - من كل نفر دينارين بحجة دعم المنتخب الرياضي .

أيتها الحكومة ، أيها المسؤولون :لماذا هذا الغلاء الفاحش ،هل نحن بعدد سكان الصين أو الهند حتى يصعب عليكم إشباعنا ، أم نحن من دول الخليج النفطية امتلأت جيبوبنا بالدنانير حتى ترفعوا علينا الأسعار ، هل قضية رفع الأسعار سياسية أم سوء إدارة ، أم جشع تجار ، أم ماذا ؟ .

يجب دراسة الظاهرة ومعالجتها علاجاً جدياً وجذرياً ، حتى لا يستفيق الشعب الأردني فيرى نفسه أمام حاويات القمامة أو يتظاهر في الشوارع رافعاً بيده رغيف الخبز وصورة لقطعة لحم ، فارحموا من في الأرض يرحمكم من في السماء .


 
gnews

أحدث الأخبار



 




الأكثر مشاهدة