الوكيل - تجبر التغيرات المناخية وآثارها المتمثلة بتراجع الهطول المطري في المملكة, على البحث عن افضل البدائل والحلول من أجل التكيف مع هذه الظاهرة العابرة للحدود.
وحاولت الاردن ايجاد الحلول لها من خلال مجموعة من المشاريع مثل جر مياه الديسي والترشيد في استهلاك المياه ومشروع قناة ناقل البحرين الا أن هذه الحلول لم تكن كافية خاصة وأن كل هذه المشاريع لم تأخذ بعين الاعتبار مسألة اللجوء السوري التي رفعت الطلب على المياه الى أكثر من 20% في مختلف مناطق المملكة و40% في مناطق الشمال الاكثر تأثرا باللجوء.
ولمواجهة مشاكل التغيرات المناخية وللتكيف معه كان لا بد من حلول خلاقة وسريعة وأقل كلفة تعمل على زيادة كمية الهطول وهو الامر الذي يتحقق بتقنية الاستمطار الاصطناعي الذي تعمل على تنفيذه دائرة الارصاد الجوية.
وتشير أرقام دائرة الارصاد الجوية بحسب مدير عام دائرة الارصاد المهندس محمد سماوي أن معدلات الامطار في المملكة تتراوح بين 20ملم و580 ملم كأعلى نسبة أمطار سنوية في منطقة رأس منيف/عجلون وهذه الكميات غير كافية لكافة الاستخدامات (الشرب، الري، الزراعة، المنزلية).
وبين سماوي أن دائرة الارصاد الجوية من خلال مسؤوليتها الوطنية كمؤسسة تعمل على ايجاد الحلول المبتكرة في قضايا الهطول المطري وانطلاقا من دورها الوطني الذي يتعدى اصدار النشرة الجوية والتحذيرات حولها فإنها شرعت في البحث عن أفضل البدائل لمواجهة تراجع الهطول المطري في الاردن خاصة أن المياه في الاردن أصبحت تستنزف بشكل حاد إضافة إلى زيادة الطلب من قطاع الصناعة والانشاءات نتيجة التطور الصناعي والعمراني الذي تشهده المملكة.
وبين سماوي أن الاردن تعتبر من أفقر دول العالم في مصادر المياه، حيث تعتمد بالدرجة الأولى على كميات الأمطار والتي تتذبذب من عام لآخر حسب الأنظمة المناخية المؤثرة على المملكة والتي أصبحت بالمجمل أقل من معدلاتها طويلة الأمد نتيجة عوامل كثيرة أهمها التغيرات المناخية الناجمة عن الاحترار العالمي نتيجة تزايد الأنشطة البشرية والاستخدام غير المتوازن لمصادر الطاقة, مشيرا إلى أن الدائرة ستعمل على الشروع في تجربة فريدة وهي الاستمطار الصناعي معتمدة على التجربة التايلدنية وهي من أكثر التجارب العالمية نجاحا في هذا الاطار.
وقال سماوي إن الاستمطار هي عملية فيزيائية وكيمائية ، يستخدم فيها مواد مسترطبة (أيوديد الفضة، كلوريد الكالسيوم، ملح الطعام، أوكسيد الكالسيوم، اليوريا) ويتم نثر الغيوم بتلك المواد من أجل عمل تغيير أو تحفييز في النمو الطبيعي للغيوم من خلال تجمع بخار الماء والقطرات على تلك المواد التي تشكل ما يسمى نويات تكثف تؤدي إلى زيادة في حجم ووزن القطرات ومن ثم هطولها بفعل قوة الجاذبية الأرضية.
وأشار سماوي إلى أهمية الاستمطار تكمن في زيادة المياه العذبة لتلبية الطلبات المتزايدة على مياه الشرب, وتحسين إنتاجية الأراضي الزراعية البعلية، إما عن طريق زيادة كميات الأمطار أو عن طريق التحكم في التوزيع المكاني والزماني لهطول الأمطار, بالاضافة الى زيادة مخزون المياه السطحية والجوفية.
وبين أن هناك طرقا عدة للإستمطار الا أن الاردن تسعى الى الاستفادة من التجربة التايلدنية التي تعتبر من الدول الرائدة في هذا المجال لما تملكه من امكانات كبيرة وخبرة طويلة ودعم ملكي لا محدود نظراً لأهمية المشروع وجدواه الاقتصادية ولذلك سعياً منا للإستفادة من هذه الخبرات والتي تستخدم تقنية فريدة من نوعها تسمى Super Sandwich والحصول على براءة إختراع فيها.
وأضاف سماوي أنه تم إعداد مذكرة تفاهم بين الحكومة وحكومة مملكة تايلند تتضمن نقل تكنولوجيا استمطار الغيوم المستخدمة في تايلند إلى الأردن وقد تم البدء في تنفيذ بنود الاتفاقية من خلال إرسال طاقم فني متخصص من دائرة الأرصاد الجوية ( 3 متنبئين جويين ومهندس مختص في أنظمة الرصد الجوي) وطاقم من سلاح الجو الملكي الأردني ( طيار،مهندس طيران ومراقبة جوية) لحضور دورة تدريبية عملية عام 2014 في تايلند ولمدة أسبوع وتم كذلك هذا العام 2015 عقد دورة تدريبية عملية لمدة 3 أسابيع في مملكة تايلند.
وبين سماوي أن هذه الدورة شملت تدريباً عالي المستوى على التقنية المستخدمة في الاستمطار وشارك في هذه الدورة 8 متدربين ( 3 متنبئين، باحث ومهندس مختص في أنظمة الرصد الجوي ) وطاقم من سلاح الجو الملكي الأردني ( طيار،مهندس طيران ومراقبة جوية), مبينا أن جميع المتدربين شاركوا في مختلف مراحل عمليات الاستمطار بدءًا من تحليل الخرائط ، إعداد الخطط، تحضير المواد، الطيران ونثر المواد في الغيوم وأخيراً تقييم عملية الاستمطار.
وبين أنه إستمراراً لتنفيذ بنود الاتفاقية فإنه سيتم في نهاية هذا العام إجراء أول تجربة إستمطار بإستخدام هذه التقنية وبمشاركة خبراء تايلند في محيط منطقة سد الملك طلال كمنطقة مستهدفة من اجل زيادة مخزون المياه في السد والتي تستخدم لاحقاً في الزراعة المختلفة في غور الأردن (سلة الغذاء الأردني), كما ان دائرة الأرصاد الجوية قامت برصد مبلغ في موازنة الدائرة من أجل شراء الأجهزة والمواد اللازمة لعمليات الاستمطار.
وبين أن دائرة الارصاد الجوية قامت بإجراء عمليات إستمطار خلال الفترة من 1995-1988 بإستخدام طائرة سيسنا مبينا ان نتائجها اشارت إلى زيادة في نسبة الهطول السنوي للمناطق المستهدفة مابين 15-20%, الا أن المشروع توقف عام 1995 نتيجة تعطل الطائرة والكلفة الباهظة لإصلاحها.
الراي
-
أخبار متعلقة
-
أفضل سيارات مازدا في استهلاك البنزين لعام 2018
-
الفاخوري يعلن تبرع بنك الأردن بمليون دينار أردني لصندوق "همة وطن"
-
توفيق فاخوري يدعم صندوق "همة وطن" بمبلغ نصف مليون دينار أردني
-
شاهد لحظة سقوط الطائرة الأوكرانية بعد اشتعالها في الهواء
-
مدرسة الموقر ترسم أجمل منظر – فيديو وصور
-
مدرسة الموقر ترسم أجمل منظر
-
بـرنامـج الـوكـيـل فـي إجـازة سـنـوية
-
حفرة امتصاصية في جرش .. خطرٌ يُهدد المواطنين و يُضر السياحة | فيديو