الإثنين 2024-12-16 05:24 ص
 

الأسئلة الأربعة .. كيف خسرت إسرائيل؟

08:24 م

الوكيل - يطرح الكاتب الأمريكي ريتشارد بن كريمر في كتابه الجديد «كيف خسرت إسرائيل؟ أسئلته الأربعة وهم ما سبب اهتمام أمريكا بإسرائيل؟ وما الدولة اليهودية؟ لماذا لم يتحقق سلام مع العرب؟ ولماذا لا يحصل الفلسطينيون على دولة؟ .اضافة اعلان

والكتاب صدرت ترجمته العربية عن المركز القومي للترجمة بالقاهرة ترجمة ناصر عفيفي وهو كتاب يفضح الممارسات الإسرائيلية ضد الفلسطينيين.
بدأ المؤلف الكتاب عن «أسطورة الدولة اليهودية» وتتبع تطورها منذ إقامتها على أرض فلسطين سنة 1948 مشدداً على أن الإسرائيليين أصبحوا ضحايا توسعهم واحتلالهم الضفة الغربية وغزة سنة 1967 بحيث فقدوا روحهم كما بلغ هذا الكاتب ذروة انتقاداته اللاذعة عندما تحدث عن الجنرال أرييل شارون الذي كان رئيساً للحكومة آنذاك فاستعار وصف جنرال إسرائيلي لشارون بأنه « سافل وكذاب ومنافق وغشاش وقاتل يتفنن في سفك الدماء « واختتم كتابه الذي حاز على جائزة بوليتزر الأمريكية للصحافة ببحث شجاع عن الانتفاضتين الفلسطينيتين والقمع والإرهاب الإسرائيلي وسياسة العقاب الجماعي ضد الفلسطينيين. ومن حديثه عن تسويق أكذوبة «أسطورة الدولة اليهودية» عالمياً منذ التزم هو بها لدى قيامها مخدوعاً بالدعاية الصهيونية المضللة إلى اكتمال سقوط الأقنعة عن المشروع الصهيوني الذي مضى يوغل في ارتكاب جرائم وحشية ضد الإنسانية، وفق ما ذكر الكاتب، كان الجنون سمة ملازمة للسلوك الصهيوني على امتداد عمر هذا المشروع الاستعماري، بحيث أدرك المؤلف شيئاً فشيئاً أنه مشروع لا يستطيع الاستمرار .
يحمل الكتاب الكثير من الإدانة للسياسة الإسرائيلية الفظة ضد الفلسطينيين على مدار سنوات الاحتلال التي تجاوزت 43 عاما لأن ذلك الأمر بات معلومًا للقاصي والداني ولم يعد بمقدور أكثر المدافعين عن إسرائيل والمؤيدين لها أن يجادل في عدوانيتها المفرطة ووحشيتها غير المبررة ، و يقول المؤلف لو كان الإسرائيليون جادون في السلام لأعادوا لأهل فلسطين كل أراضى الضفة الغربية وغزة والقدس الشرقية كدفعة أولى ضمانًا لتحقيق السلام.
ينتقل المؤلف إلى توصيف عميق الجذور لأسباب هذا التشدد الاسرائيلى قائلا: لقد أصبح معظم جنرالات إسرائيل يفكرون فى مستقبلهم بعد التقاعد إما بقيادة الأحزاب السياسية أو المؤسسات العامة أو الشركات الخاصة، وبمجرد وصولهم إلى مراكز القيادة هناك ينقلون إليها ثقافتهم وخبرتهم العسكرية ويستخدمون وسائل القوة لحل المشكلات المادية طبقا للمأثور العسكري فإذا لم يجدى استخدام القوة لحل المشكلة فمن الممكن استخدام قوة اكبر، ولا يوجد ضابط في إسرائيل وصل إلى رتبة جنرال من دون أن يفهم أن أعداؤه وأعداء إسرائيل هم العرب، وان استخدام القوة والقوة الأكبر هو الكفيل بحسم الأمور.
وهكذا يفسر لنا السؤال الأكثر شيوعا كيف تتغير الحكومات في إسرائيل ما بين تحالف يقوده حزب العمل وأخر يقوده حزب الليكود دون أن تتغير نظرتهم نحو العرب وإمكان تحقيق سلام معهم، الحقيقة المرة هي أن قناعة الجنرالات العميقة هي أنه إذا دخل السلام فلا أحد يحتاج إليهم في إسرائيل ولذلك يحاربون كل إمكانات احتمال السلام.
أشار المؤلف أن الكتاب قد لقي بعض المعاملة الخشنة على الأقل في أمريكا حيث تم تصنيفه على أنه معاد لإسرائيل وأن الصهاينة الأمريكيين الذين لا يشغلون أنفسهم بالحقيقة رأوا فيه مؤامرة دنيئة لتشويه الدولة اليهودية ولكنه يعتقد أن معظم القراء سوف يدركون عند قراءة الكتاب أنه يريد فرصة حقيقية لتحقيق العدل والسلام وأن هدفه الوحيد هو أن يعيش الجميع حياه بلا خوف وأن هذا هو بالتحديد ما خسرته إسرائيل... معيشة أفضل لشعبها.
جدير بالذكر أن المؤلف ريتشادر بن كريمر، كاتب وصحفي أمريكي عمل صحفيا في العديد من الصحف الشهيرة مثل فلادلفيا انكويرر وبالتيمور صان وسكوير مجازين ورولينج ستون حصل على جائزة بوليتزر في المراسلات الصحفية الدولية في العام 1979 وذلك عن تقاريره الصحفية من منطقة الشرق الأوسط توج مجهوداته الصحفية بكتاب « ما الذي يتطلبه الأمر:الطريق إلى البيت الأبيض» عام 1988 الذي يتناول الانتخابات الرئاسية الأمريكية ويعد من الأعمال الأصيلة التي تتصدى لموضوع سياسة الانتخابات الأمريكية، كان كتابه « جو ديماجو : حياه بطل « صدر عام 2000 من أكثر الكتب مبيعا في نيويورك تيمز.


 
gnews

أحدث الأخبار



 




الأكثر مشاهدة