لأن هذه المنطقة تمر بظروف إستثنائية، لا أحد يستطيع التنبؤ متى تنتهي وكم ستستمر، ولأن بلدنا، المملكة الأردنية الهاشمية، مثله مثل العديد من الدول الشقيقة والصديقة المجاورة، القريبة والبعيدة، في حالة ووضعية حرب حقيقية وفعلية فإنه يجب وبالضرورة ضبط هذا الإنفلات الإعلامي الذي تجاوز بعضه، وبخاصة الإلكتروني منه «وسائل التواصل الإجتماعي»، كل الحدود وغدا يشكل عبئاً ثقيلاً وفعلياً على «الأمن الوطني» الذي في مثل ظروفنا وأوضاعنا يجب أن تكون له الأولوية ويجب حمايته حتى بالقوة الزاجرة إذا استدعت الأمور ذلك.. ونتمنى ألاّ نحتاج إلى هذا اعتماداً على وعي ووطنية المعنيين والذين يهمهم هذا الأمر.
حتى في الدول الديموقراطية العريقة، وفي مقدمتها بريطانيا العظمى، فإن الأمن القومي له الأولوية ويقدم على الديموقراطية وأيضاً على الحريات العامة وبالطبع على الحريات الإعلامية وهذا بالتأكيد يعرفه الذين عاشوا في هذا البلد العريق خلال المواجهة مع ظاهرة الجيش الجمهوري الإيرلندي (I.R.A) وحيث كان ممنوع على أي صحافي وأي وسيلة إعلام الإتصال بهذا التنظيم الذي كان يعتبر إرهابياً أو إجراء أي حديث مع أي من قادته ومسؤوليه وأيضاً أعضائه أو نشر أو نقل أي خبر وأي تحقيق عنه لا يخضع للرقابة المسبقة.
كانت تجربة ما جرى في الكرك العزيزة، حماها الله بل حمى بلدنا الأردن كله من أي سوء، سيئة ومرة ومربكة بالفعل فـ»المعمعة» الإعلامية المنفلتة من كل عقال قد شكلت عبئاً ثقيلاً فعلياًّ على الأمن وذلك في حين أن المفترض أن تكون الأولوية للجوانب الأمنية وبخاصة في اللحظات الإشتباكية التي كانت فيها «أجهزتنا» الأمنية في ذروة مواجهتها مع الإرهابيين.. والآن إذْ نعود إلى ملفات تلك الفترة فإننا نجد أن الإنفلات الإعلامي، وبخاصة في وسائل الإتصال الجماهيري، كان في ذروته وحيث جرى تناقل معلومات «مفبركة» معظمها من نسج الخيال بعيدة عن المصداقية والصحة بعد السماء عن الأرض مما أحدث بلبلة بين الأردنيين ونقل صورة مشوهة إلى الخارج إلى المبغضين وإلى المحبين على حدٍّ سواء .
إن هذا مثال يجب التوقف عنده طويلاً حتى لا تتكرر «الحكاية» مرة ثانية وثالثة وعاشرة... وألف ثم وإن هناك ما جرى قبل أيام قليلة حيث نشر «موقعٌ» مهاجر خبراً ثبت عدم صحته عن أنَّ الشقيقة قطر رفضت استقبال الدعوة الأردنية للقمة العربية المقبلة وأن أميرها الشاب لن يحضر هذه القمة وهنا فإن المشكلة أن بعض الوسائل الإعلامية بادرت إلى تبني هذا الخبر وذهبت بعيداً في حبك قصص وتحليلات إفتراضية وخيالية حوله والهدف هو صبُّ الزيت على ما اعتبرته هذه الوسائل ناراً وذلك مع أن المفترض أن يتم تحري الدقة وأن تؤخذ المعلومات من مصادرها الفعلية المسؤولة وألا تترك الأمور للنفوس المريضة والنوايا السيئة الخبيثة.
وأكثر من هذا كله فإنه بينما من المفترض أن تلتزم بعض وسائل الإعلام بالقيم الأردنية النبيلة وتخفف على ذوي ضحايا العملية الإرهابية التي استهدفت مطعماً شهيراً في اسطنبول وتواسيهم بالكلمة الطيبة بادرت إلى الإساءة المتعمدة لهؤلاء والتهكم عليهم وكأنه عيب أن يحتفل أي إنسان برأس السنة الجديدة سواء في أحد مطاعم أو أحد نوادي عمان.. أو القاهرة أو بيروت أو في هذه المدينة التركية التاريخية الجميلة التي كانت ذات يوم غير بعيد في حسابات الزمن عاصمة العرب كلهم ومعهم كل الشعوب والأمم المنضوية في إطار الإمبراطورية العثمانية .
مرة أخرى.. إن بلدنا المزنر بالنيران المتأججة من كل جانب يعيش حالة حرب فعلية ومواجهات يومية مع الإرهاب وهذا يتطلب أن تكون الاولوية للأمن.. أمن أطفالنا ومؤسساتنا وكل أبناء شعبنا وذلك وحتى وإن اضطرننا إلى الإمساك ببعض «المواقع الإلكترونية» من أطراف آذانها وإفهامها أن بعض ما تقوم به هو فوضى هدامة وهو تلاعب بأوضاعنا الأمنية وذلك في حين أن أمن الوطن والمواطن له الأولوية المطلقة حتى على ما يعتبره بعض المتطفلين على الإعلام والصحافة حريات عامة !!.
-
أخبار متعلقة
-
أفضل سيارات مازدا في استهلاك البنزين لعام 2018
-
الفاخوري يعلن تبرع بنك الأردن بمليون دينار أردني لصندوق "همة وطن"
-
توفيق فاخوري يدعم صندوق "همة وطن" بمبلغ نصف مليون دينار أردني
-
شاهد لحظة سقوط الطائرة الأوكرانية بعد اشتعالها في الهواء
-
مدرسة الموقر ترسم أجمل منظر – فيديو وصور
-
مدرسة الموقر ترسم أجمل منظر
-
بـرنامـج الـوكـيـل فـي إجـازة سـنـوية
-
حفرة امتصاصية في جرش .. خطرٌ يُهدد المواطنين و يُضر السياحة | فيديو