في أواخر المرحلة الإعدادية , كان للطالب النجيب أو ما نسميه في لغة المدارس الأول على الصف مواصفات تختلف عن مواصفاتنا , فهو في الغالب يحمل إسما متميزا مثل :- وائل , لؤي , سامر , أيهم ....بالمقابل نحن الذين نحمل أسماء مثل :- عبدالفتاح , عطالله , معروف ...دائما نكون (الكسلانين) ...
وحقيبته مرتبة , بالمقابل حقائبنا تفوح منها رائحة الزيت والزعتر , والأهم من ذلك أنه دائما يجلس في المقعد الأول , ونحن نجلس في المقاعد الخلفية , وكنا نحاول أن نبعد ملل الحصص وبالتحديد الذي تسببه مادة الإنجليزي عبر تخيلاتنا بأن الصف بكم (والرحلايه )هي الصندوق الخلفي .
أيضا من مواصفاته , أن والدته دائما تحضر إلى المدرسة للإطمئنان على إبنها ..وغالبا ما يحظى بإشادة استاذ الرياضيات , أنا أصلا لم يكن يحضر أحد للإطمئنان على تحصيلي الأكاديمي ..وكنت حين أقول لوالدي أن مدير المدرسة يريد حضورك , كان يقول لي دائما :- ( إنت لويش متعب حالك ع الجيش ..) كنت مؤمنا أني سأكون جنديا في القوات المسلحة .
من مواصفاته أيضا , الأدب والأخلاق فهو دائما صامت ويحترم زملاء الصف والأساتذة ,وأنا أعترف أني أدخلت (الهجيني والسحجة) إلى مرتب الأول إعدادي فقد كنا نشعر بالملل بين الحصص ولا بد من ممارسة نشاط غير منهجي بينهما ولهذا تطوعت بتعليم مرتب الأول إعدادي هذا التراث العريق .
أيضا الطالب النجيب والأول على الصف لايمارس الغش , وأنا مارست للأسف التزوير , أتذكر أن خطي كان جميلا وصياغتي متقنة , وحين كنا نهرب كان يلجأ إلي زملاء المرتب , من أجل تزوير ورقة بإسم الأب للإعتذار عن غياب إبنه , وفيما بعد تم أكتشاف أمري ...والغريب أني زورت ورقة أخرى باسم أبي يعتذر فيها عن إنشغاله في الكرك , ويطلب لي السماح ويعد أنه سيأتي لمناقشة الامر مع المدير ومرت القصة .
الأول على الصف , كان يحضر مصروفه والساندويشة الخاصة به فقط ويحترم مرافق المدرسة , وأتذكر أن جدتي نسيت غليونها ذات يوم عندنا , وأحضرته إلى الصف ودخنا أنا وزميلي موفق , ..طبعا كان سلوكا لا منهجيا من أجل قطع الملل والرتابة , وفيما بعد مر الغليون على جميع طلاب الصف ...
في الإمتحانات كنا نذهب إليه , لطلب دفتر الرياضيات كي نقوم بنسخه وكانت والدته تستقبلنا , وتراقب إبنها ..وهو يقوم بإرشادنا , ويحل لنا مسائل الرياضيات , ونحن كنا نلتزم الهدوء ...وننبهر بمنزلهم النظيف والجميل لدرجة أن موفق ..ذات يوم أعجب بحبل الغسيل المنصوب على البلكونه ...
وفي اليوم التالي ومن قبيل تقديم الشكر له على مساعدته , كان نقول له :- ( يا الهي ما أحسن أمك ...يا الهي شو امك كويسه) ...وتكون هي المرة الأخيرة التي يستقبلنا بها ...
البارحة سألني أولادي :- كنت شاطر يا بابا في المدرسة ....صمت قليلا :- وقلت لهم بالطبع كنت الأول على الصف , وتذكرت الغليون الذي طاف على طلاب الصف والتزوير الذي مارسته , وقيامي بإدخال (السحجة ) ضمن النشاطات اللامنهجية ..تذكرت موفق وعبدالفتاح ...
وأظن أن الأولاد لم يقتنعوا , مع ذلك ..ما زلت مؤمنا بأني الأول في الحب والوطن ..
والأول على المجانين جميعا , والأول ...في التمرد والحياة ....
-
أخبار متعلقة
-
أفضل سيارات مازدا في استهلاك البنزين لعام 2018
-
الفاخوري يعلن تبرع بنك الأردن بمليون دينار أردني لصندوق "همة وطن"
-
توفيق فاخوري يدعم صندوق "همة وطن" بمبلغ نصف مليون دينار أردني
-
شاهد لحظة سقوط الطائرة الأوكرانية بعد اشتعالها في الهواء
-
مدرسة الموقر ترسم أجمل منظر – فيديو وصور
-
مدرسة الموقر ترسم أجمل منظر
-
بـرنامـج الـوكـيـل فـي إجـازة سـنـوية
-
حفرة امتصاصية في جرش .. خطرٌ يُهدد المواطنين و يُضر السياحة | فيديو