اعتدت كل صباح أن أستيقظ على ذلك الصوت القوي المجبول بحب الوطن والانتماء، ذلك الصوت الذي يحمل عبر الأثير الإذاعي هموم الناس وقضاياهم، فهو وكما اعتاده المستمعون لا يتوانى عن تقديم المساعدة لأي شخص بغض النظر عن اسمه وجنسيته وبلده.
إنه الإعلامي محمد الوكيل الذي يتواصل مع الناس عبر برنامج 'بصراحة مع الوكيل'، ويدافع بقوة عن المظلوم بكلامه الجريء، ولا ينطق إلا بالحق، فهو لا يخشى أحدا سوى الله، وأحيانا نجده متأثرا بقصة شخص قام بالاتصال به وبث له شكواه، فيتبنى قضيته ويبذل كل ما في وسعه من أجل أن يحلها له، فلا يهدأ له بال إلا إذا اطمأن على وضع ما استنجد به عبر البرنامج، وكثيرة هي القصص الإنسانية التي تمر على الوكيل، حتى أصبح من وجهة نظري؛ أبا المظلومين ومنقذ المحتاجين.
بدأت قصة تعلقي ببرنامج 'بصراحة مع الوكيل' قبل حوالي خمس سنوات عندما كنت في السنة الثانية من المرحلة الجامعية، كنت أستمع إليه وأنا في طريقي إلى الجامعة، فهذا البرنامج الصباحي يمنحنا الشعور بالإيجابية، ويجعلنا أكثر انتماء وحبا لوطننا من خلال ما يقدمه من أغان وطنية وقراءة أخبار الصحف اليومية التي تعودت سماعها بصوته والفترة المخصصة لشكاوى المواطنين، فهو المتنفس الوحيد لحل مشكلاتهم.
وبعد تخرجي في الجامعة ازداد استماعي لبرنامج الوكيل، فقد كنت في ذلك الوقت أعاني من الفراغ والتهميش، نتيجة عدم حصولي على وظيفة، تصنع لي مكانة في المجتمع، وتحقق لي الاستقرار والأمان، وتجعل مني عضوا منتجا فعالا، فلم يكن أمامي سوى الانتظار القاتل، وكلما كنت أسمعه عبر الأثير يساعد الناس بكل حب وإنسانية، كان شعوري بالأمل يتجدد ويكبر، بأنه ما يزال هناك أناس يحبون عمل الخير ويهبون لمساعدة من هو بحاجة إلى العون.
وبعد مدة ليست بالقصيرة أمضيتها في انتظار حلم الوظيفة الذي شعرت أن إمكانية تحقيقه أصبحت شبه مستحيلة، قررت الاتصال بالإعلامي الوكيل، وأحسست أن اتصالي هذا سيكون طوق النجاة بالنسبة لي، وفعلا تمكنت من الاتصال به بعد محاولات.
وعندما بدأت الحديث معه كانت مشاعري متضاربة، فمن جهة كنت أشعر بالرهبة ومن جهة أخرى كانت هناك قوة غريبة تدفعني للحديث، ولكن هذه المشاعر تلاشت تماما نتيجة استجابته الرائعة وتفاعله المؤثر مع قصتي، فبحت له بمشكلتي، وعندما شعرت بتأثره الكبير وكلماته التي لم تكن تنطق إلا بالحق، حينها أحسست بأنه قد أخذ لي حقي من كل شخص تسبب في إيلامي وتهميشي، فما كان أمامي سوى البكاء، لكنه قام بطمأنتي ووعدني بأنه لن يستريح ولن يهدأ له بال، إلا إذا حل لي مشكلتي، وخلال يوم واحد استطاع الإعلامي الوكيل مساعدتي بتقديم عدد من الوظائف، وطلب مني أن أختار الوظيفة التي تناسبني، فكان من بين تلك الفرص فرصة قدمتها رئيسة تحرير جريدة الغد التي كانت تستمع إلى البرنامج، ففرحت كثيرا بهذه الفرصة، ولم آخذ وقتا طويلا في اختيارها فهي فرصة لا تعوض وبتيسير من الله وبفضل جهود كل الأيادي البيضاء في وطني تمكنت من تحقيق الحلم الذي طالما انتظرته، وأنا الآن سعيدة جدا بحصولي على هذا العمل، الذي أتاح لي فرصة التعرف على أشخاص لم أكن أتوقع أن أقابلهم أبدا، وساعدني على إثبات ذاتي ومحاولة تغيير نظرة المجتمع النمطية تجاه ذوي الإعاقة.
وأريد أن أقول في نهاية هذا المقال الذي أقدمه كعربون وفاء وامتنان لذلك الينبوع الذي يتدفق بالعطاء، ليس أمامي سوى كلمة 'شكرا شكرا' لمن يستحق هذه الكلمة بجدارة ولمن استطاع أن يترك بصمة الخير في ذاكرة كل مظلوم.
-
أخبار متعلقة
-
أفضل سيارات مازدا في استهلاك البنزين لعام 2018
-
الفاخوري يعلن تبرع بنك الأردن بمليون دينار أردني لصندوق "همة وطن"
-
توفيق فاخوري يدعم صندوق "همة وطن" بمبلغ نصف مليون دينار أردني
-
شاهد لحظة سقوط الطائرة الأوكرانية بعد اشتعالها في الهواء
-
مدرسة الموقر ترسم أجمل منظر – فيديو وصور
-
مدرسة الموقر ترسم أجمل منظر
-
بـرنامـج الـوكـيـل فـي إجـازة سـنـوية
-
حفرة امتصاصية في جرش .. خطرٌ يُهدد المواطنين و يُضر السياحة | فيديو