الأربعاء 2024-12-11 09:15 م
 

البنزين والحرية والكرامة!

06:55 ص

حين خفضت الحكومة أسعار المشتقات النفطية بنسبة 4% الشهر الفائت، فإنها أخذت بالقرار انخفاض سعر مزيج برنت، وأسعار المستوردات من سولار وديزل وغيرها.اضافة اعلان

من يستمع إلى الناطقين بلسان الكتل النيابية يحسب أن المزاج، أو متعة التعذيب الجماعي هي التي أملت رفع أسعار هذا الشهر مع أن الجميع يعرف البير ويعرف غطاه. وإذا كان أحد من الناس يعتقد أن على الحكومة تدبير عجز الموازنة، ووقف التدهور الاقتصادي.. فإن الحكومة تضع بين يدي مواطنها احد الخيارات:
- التخفيف على العجز برفع نسبة الدعم والتعويض على الفئات الفقيرة.. وربما المتوسطة نقداً!!
- .. أو المزيد من الديون، حيث لم يعد أحد يديّن بلداً غير قادر على تمويل موازنته في حين أنه يستهلك، ويقيم العمائر في كل مكان كأكبر ما تكون العمائر!!.
أو يشحذ من الأشقاء الأغنياء، وقد قالوها لنا بالفم العريض، نحن نموّل مشروعاتكم التنموية بخمسة مليارات دولار في خمس سنوات، وقد اتفقنا معهم على مشروعات محددة، وحولوا جزءاً من كلفتها الى البنك المركزي.
لا دين، ولا شحدة، وعلى الذين يرسمون خطوطاً حمرا، ويدعون الحكومة الى التراجع ان يفهموا انهم يعيشون في وطن وليس في فندق، وان وظيفة المسؤول تختلف عن وظيفة المقامر الذي يستدين، او الشحاذ الذي يستعطي على اشارات المرور الاقليمية والدولية.
الشهر الماضي، دفعنا فاتورة كهرباء قيمتها 365 ديناراً، في حين كان المعدل بين ثمانين الى تسعين ديناراً، وامام هذا الرقم لم نشتم الحكومة ولا البنك الدولي، وانما بحثنا في التفصيلات، فوجدنا ان ضيفنا العزيز يسهر طويلاً على الكمبيوتر ويشغل مكيف التدفئة مدة عشر ساعات، وان استعمال المكواة والغسالة زاد اضعافاً مضاعفة عن المعتاد.. فقررنا مراقبة انفاقنا على الكهرباء واغلاق مكيف التدفئة والاكثار من ايام النزول الى الغور، حيث الجو الدافئ ومتعة الجلوس وسط اشجار الليمون المزهرة.
على المواطن ان يتكيف بدل هذا اللطم المضني ولا نريد ان نعيد الذكرى للاباء الذين كانوا يتدفون على كومة فحم طوال النهار والليل، وكانوا يسرون مع طلوع الفجر لحراثة ارضهم، في عز الشتاء والبرد وكانوا يتلقون الحر والعطش طوال مواسم الحصاد لقد نشأنا في بلد لم نعرف فيها الكهرباء وكان النفط لثلاث سيارات وباص في مادبا، وللوكسات الطريق الرئيس حيث كان موظف بلدية ينزل قنديل الكاز بالحبل، ويوقده ويرفعه على العامود، وقبل الفجر ينزله ويطفئه.
بالحياة البسيطة لم تكن عندنا ازمات نفط ولا ازمات لحم، وبيض، وسكر وارز، وكان الانتاج هو هدف الجميع.. ومع الانتاج الحرية والكرامة.


 
gnews

أحدث الأخبار



 




الأكثر مشاهدة