السبت 2024-12-14 08:12 ص
 

البوصلة!

08:42 ص




قال أحد الزملاء الإعلاميين ذات يوم ليس بالبعيد، أنه قبل ثورتي تونس ومصر كان يأمل أن يصلي أحفاده في الأقصى، بعد ثورة تونس كان يأمل أن يصلي أولاده في الأقصى، ولكن بعد ثورة مصر، أصبح يأمل أن يصلي هو في الأقصى، ربما يبدو أن هذا الكلام ضرب من الشعر، خاصة بعد أن حدث ما حدث لثورات الربيع العربي، ولكن أحد الذين يعتقدون أن ما أحدثته هذه الثورات في العقل الجمعي العربي، لا يمكن أن يزول، بل زرعت الثورات في هذا العقل بذرة خطيرة جدا، ربما هي سبب قيام الثورات المضادة، وهي فكرة بسيطة تقول بمنتهى الوضوح: أن الفرد المفرد لم يعد صيدا سهلا لأحد، كائنا من كان، ثمة شرعية جديدة سرت في الأجواء أقوى من أي قانون عرفي أو طارىء، ومن يقرأ ما يكتبه هذا «الفرد» على صفحات التواصل الاجتماعي، يدرك أنه طلق الخوف بالثلاثة!اضافة اعلان



بوصلة هذا الفرد، لم تكن الخبز، بل الكرامة، والحرية، ولا كرامة أو حرية بدون القدس وفلسطين، كثيرون سمعناهم في دنيا العرب يقولون ما لنا ولفلسطين، عايزين ناكل عيش ، بدنا نعيش، هؤلاء لا يعرفون أن تحرير أي رغيف خبز عربي يمر عبر تحرير القدس أولا، المسألة ليست مسألة عاطفة عربية أو إسلامية، المسألة متعلقة بكون القدس وفلسطين عموما، باروميتر عزة العرب وكبريائهم واستقلالهم، من الصعب أن يكتمل استقلال أي عاصمة عربية ، فيما القدس محتلة ، لأنها عاصمة كرامتهم ، وعروس عروبتهم ، وقل مثل ذلك عن مكة المشرفة والمدينة المنورة ، هذه العواصم التي يشد الرحال إلى مساجدها ، هي مقياس الاستقلال العربي، والربط بينها لم يكن عقيديا أو دينيا فحسب ، بل هي الأثافي الثلاثة التي يجلس عليها القدر ، ليس من أجل عيون الفلسطينيين فقط ، بل من أجل عيون امة العرب كلها ، من الخليج إلى المحيط،.


فلسطين لم تكن غائبة عن ميدان التحرير ، ومن رصد أدبيات الثورة هناك ، وجد بغير جهد ، أنها كانت حاضرة بكل قوة ، بل إن كل الحروب التي خاضها العرب في العصر الحديث ، كانت فلسطين حاضرة فيها ، حتى في حرب العراق وإيران ، كان ثمة تجاذب بين البلدين وتسابق على من يقدم لفلسطين أكثر ، ومن يسترضي الجماهير أكثر في هذا الملف تحديدا،.


ثورة جياع وشيكة في بلاد العرب؟ ربما ، لكن رغيف الخبز مستلب من أفواههم بسبب فلسطين والقدس تحديدا ، هم يعرفون ، أعني الجياع للحرية والخبز أيضا ، انهم سيشبعون خبزا وحرية حينما يُكنس الصهاينة من القدس ، لأن الأمة حينها ستكون مالكة لقرارها ، وساعتها لن ينام في بلاد العرب أحد وهو جائع ، لأن «بوابة السماء» ستنفتح بالخير والكرامة والكبرياء والفول والكشري ، والكسكس ، والمناسف ، والمسخن والمفتول والكبة والفتوش والكبسة والمكمورة والثريد والهريس والقدرة الخليلية بالتأكيد.


 
gnews

أحدث الأخبار



 




الأكثر مشاهدة