بعد الهجوم الارهابي على مطار كراتشي، وتصاعد التوتر على مناطق وزيرستان الحدودية مع افغانستان، تعيد طالبان الباكستانية مسرحية كل المنظمات الارهابية، بالانقلاب على منشئيها ورعاتها ومموليها، والنموذج الباكستاني جاهز، فطالبان الباكستانية انشأتها مخابرات الجيش الباكستاني لتتخلى امام الاميركيين عن دعم طالبان افغانستان، وتركت لها منطقة واسعة حدودية لتحكمها باسم التمرد القبلي.. وكان آخر انقلابين قام بهما الجيش كانا بسبب اصرار الحكومات المدنية على اخضاع المناطق المتمردة في وزيرستان. ومن المتوقع هذا الشهر حدوث الانقلاب الثاني على حكومة نواز شريف الذي يحاول الآن الدخول في نوع من التفاوض مع طالبان لتفادي ضغوط الاميركيين من جهة، وضغوط قادة الجيش من جهة اخرى!!.
طالبان الباكستانية لا تختلف عن طالبان الافغانية.. فالاميركيون مولوا «جهادها» ضد السوفيات وسلحوها، ثم انقلبت عليهم.. ولم تنته حالة الحب - الحرب الا باحتلال افغانستان.. من اميركا هذه المرة!!.
وقد شهدنا في سوريا والعراق ولبنان، تعاملات مماثلة مع منظمات ارهابية، فالقاعدة كانت تجد في النظام السوري حليفاً حين كانت المصلحة تقويض حكومات العراق، وقبل عامين فقط كنا نسمع المالكي يتذمر علنا من تدفق الارهابيين من سوريا.. وها هي الدوامة تدور بالمقلوب، فالارهابيون يعودون من العراق لهدم نظام الأسد، وفتح الاسلام التي «ثارت» في مخيم البارد على حدود طرابلس.. واعتبرها الشيخ حسن نصرالله «خطاً احمر»، كانت تعمل برعاية المخابرات السورية، وحين دارت الدائرة.. وجد سيد المقاومة نفسه يذهب الى قصير ليقاتل الارهابيين - ومنهم فتح الاسلام -.. بعد ان صار النظام الراعي لها هو الخط الأحمر!!.
كل انماط الارهاب ومسمياته، كانت دائماً حليف الأنظمة الديكتاتورية، وحليف الدول التي نحب ان تكون امبريالية حين نريد.. وكان من الطبيعي ان تنقلب التحالفات منذ التحالف الاول في افغانستان.. وثم «غزوة نيويورك»!!.
من الطبيعي ان تجد الديكتاتوريات حليفها الطبيعي في الارهابي، ومن الطبيعي ان ينقلب التحالف الى عداء، اذا تغيرت مصادر الدفع، وتغيرت الوان الغطاء السياسي. «فداعش» الآن كيان يعيش وسط علامة استفهام: هل هي تعمل ضد الاسد ام تعمل ضد نصفها الآخر «النصرة» وكتائب الجهاد؟! وكيف تتحول «داعش» الى قوة تدمير لحكومة المالكي في العراق، اذا صح الكلام عن تجمع قيادات القاعدة في طهران؟!
هل «داعش» مسلّطة على شيعة العراق لأنها «حركة سُنيّة».. ام انها تقوم بدور ايراني لتجميع الشيعة بتهديدهم من قبل عدو وهمي ليتجمعوا في كتلة سياسية تحكم العراق.. لمصلحة طهران؟!.
اكثر الانظمة العربية استقراراً هي الانظمة التي لم تحالف ارهاب القاعدة في اي وقت، ولم تتعامل معها!!.
-
أخبار متعلقة
-
أفضل سيارات مازدا في استهلاك البنزين لعام 2018
-
الفاخوري يعلن تبرع بنك الأردن بمليون دينار أردني لصندوق "همة وطن"
-
توفيق فاخوري يدعم صندوق "همة وطن" بمبلغ نصف مليون دينار أردني
-
شاهد لحظة سقوط الطائرة الأوكرانية بعد اشتعالها في الهواء
-
مدرسة الموقر ترسم أجمل منظر – فيديو وصور
-
مدرسة الموقر ترسم أجمل منظر
-
بـرنامـج الـوكـيـل فـي إجـازة سـنـوية
-
حفرة امتصاصية في جرش .. خطرٌ يُهدد المواطنين و يُضر السياحة | فيديو