الطريف في جولة 'المفاوضات الشاقّة!' (في رحلة تشك?ل الحكومة) فع?ً، أّن ما نسب إلى الرئ?س المكلف د.
عبد? النسور، أمس ? يختلف بتاتاً عما قاله منذ ال?وم ا?ول حول تشك?ل الحكومة؛ فھو لن يوزّر نواباً، ولن
ينتظر تنس?ب النواب بأسماء الوزراء، بل س?ختار فريقه الوزاري وفق قناعاته الشخص?ة. لكنه حفظ ماء وجه
النواب أمام أنفسھم والرأي العام بالقول إنّه س?ُدخل النواب بالتدريج إلى حكومته، عبر تعدي?ت متتال?ة!
ربما الشيء الوح?د الذي طرأ على ما يضمره الرئ?س بشأن تشك?لة الفريق الحكومي، يتمثّل في إبداء عدد
من الوزراء (ممن أطلق عل?ھم لقب عابري الحكومات)، مثل د. جعفر حّسان، عدم رغبتھم في البقاء في
الحكومة، مع ا?بقاء على وزير الخارج?ة!
لم يتغ?ّر إصرار الرئ?س على مواقفه ا?صل?ة ق?د أنملة، فقط، بل حتى طريقة تشك?ل الحكومة لم تتغ?ّر ھي
ا?خرى ق?د أنملة. وربما الفائدة الحق?ق?ة التي جناھا الرئ?س، من ا?ساب?ع الماض?ة من المفاوضات، ھي
الركض في حلقة مفرغة ?يھام النواب والرأي العام بأّن ھنالك بالفعل مفاوضات ونقاشات، لكن في الحق?قة ما
جرى أنّه استمر في تكرار ا?فكار والمواقف نفسھا، والحجج ذاتھا؛ حتى أنّنا لو عدنا إلى تصريحاته خ?ل
ا?ساب?ع الماض?ة، فسنجد أننا أمام ث?ث جمل فقط ? غ?ر، لم تتغ?ّر أو تتبّدل!
الحكومة، إذن، ستأتي على الطريقة التقل?دية، وس?صطحب الرئ?س معه أسماء وزراء من الفريق القديم،
وس?أتي بأسماء جديدة، أغلبھا ?سترضاء شرائح اجتماع?ة مع?نّة، وتلب?ة لرغبات بعض مراكز القرار. ولن تكون
المعادلة مع مجلس النواب مختلفة بأّي حال من ا?حوال عن المعاد?ت السابقة، بل على ا?غلب لن تصمد
الكتل الن?اب?ة في اختبار الثقة، وستصوّت بالمفرّق ? بالجملة!
صح?ح أن اتجاھاً واسعاً يتفق مع الرئ?س، بالضرورة، حول عدم 'توزير' النواب في اللحظة الراھنة، وأيضاً حول
ضرورة اخت?ار الوزراء على قاعدة الكفاءة والنزاھة والجدارة، و? يرى ضرراً في استدامة عدد من الوزراء على
ھذه القاعدة. لكّن المشكلة ھي في تسط?ح ا?ش?اء والق?م والمفاھ?م؛ فما يحدث حال?اً يقع ضمن المعادلة
التقل?دية نفسھا، و? يختلف عنھا في شيء!
عند ذلك تصبح قصة المفاوضات، التي تّم الخض ف?ھا خ?ل ا?ساب?ع الماض?ة، ب? ق?مة و? معنى حق?ق??ن،
كذلك الحديث عن الحكومة البرلمان?ة. وربما ھذا ما يستفزّ النخب الس?اس?ة والمثقف?ن إلى أقصى درجة
ممكنة؛ أّي الشعور بأّن ھنالك 'تذاك?اً' عل?ھا، وھي الم?حظة التي يحملھا مزاج ن?ابي واسع تجاه الرئ?س
نفسه، الذي يمضي ساعات طويلة في النقاش مع النواب، ب? نتائج واقع?ة!
إذا كانت ا?مكان?ة محدودة (وأنا أتفق مع ھذا الرأي) لو?دة حكومة برلمان?ة ال?وم من رحم المجلس الحالي،
فلنكن واضح?ن في ذلك؛ ? أن نسطّح ھذا الھدف المھم ونتحايل عل?ه، ونفترض 'السذاجة' لدى مجتمع يتم?ز
باھتمام استثنائي بالشأن الس?اسي ومستوى تعل?م عاٍل!
أضم صوتي (ھنا) إلى صوت الزم?ل جم?ل النمري (في مقالته بأمس)، عندما طالب بأن نتفق معاً على ما
يمكن أن نحدثه من فرق في اللحظة الراھنة على ا?قل، من خ?ل تداول أسماء الوزراء مع النواب، وبناء إطار
أولي وتطويره لترس?خ تقال?د جديدة في تشك?ل الحكومات، بد?ً من ھذه الطريقة المستفزة.
ما نخشاه ھو أنّنا أمام ل?س فقط استمرار المعادلة التقل?دية في تشك?ل الحكومات، بل النوع?ة ذاتھا، عندھا
لن يدفع ثمن ھذه الصدمة السلب?ة د. النسور وحده، بل المجلس معه، وربما الدولة في ھذه اللحظة الحرجة!
-
أخبار متعلقة
-
أفضل سيارات مازدا في استهلاك البنزين لعام 2018
-
الفاخوري يعلن تبرع بنك الأردن بمليون دينار أردني لصندوق "همة وطن"
-
توفيق فاخوري يدعم صندوق "همة وطن" بمبلغ نصف مليون دينار أردني
-
شاهد لحظة سقوط الطائرة الأوكرانية بعد اشتعالها في الهواء
-
مدرسة الموقر ترسم أجمل منظر – فيديو وصور
-
مدرسة الموقر ترسم أجمل منظر
-
بـرنامـج الـوكـيـل فـي إجـازة سـنـوية
-
حفرة امتصاصية في جرش .. خطرٌ يُهدد المواطنين و يُضر السياحة | فيديو