الخميس 2024-12-12 05:04 م
 

الجريمـة الكُبرى في العيد الأكبر

05:36 م

أنس محمد الطراونه - تلقت الشعوب العربية الفاقدة للذاكرة والمتنكرة للتاريخ خبر إعدام الرئيس العراقي الراحل صدام حسين المجيد في عيد الاضحى ، وأجزم أن الغالبية العظمى قد انتابها الوجع ، والوجع هنا لا يتعلق بصدام وإنما بالواقع المزري والانحطاط الذي وصلت إلية أحوالنا كعرب... الملفت أن وجعنا زال سريعاً!!! اضافة اعلان


... في مثل هذا اليوم أي في عيد الاضحى الذي يفترض أن يكون مباركا أقدمت القوى الفاشية في العراق على إعدام الرئيس العراقي صدام المجيـد ألم أقل أن ألشعوب العربية فاقدة للذاكرة وتعيش حالة الانفصام الغير مسبوق؟؟؟

بعد الإعلان عن إعدام الزعيم العربي الراحل، وبعد انفضاض حفلة التباكي على الرجل الذي رسمنا صورته على القمر، بدأنا نتناقل صور الإعدام والموقف الغير عربي الذي صدره لنا الزعيم صدام وكأنة يريد أن يقول لنا كعرب... ها أنا أقف في وجه العاصفة وحيداً...عملاقاً أحتقر الموت وأعدائه, انبسطنا وتنفسنا بعض الأمل وخاطب كل منا نفسه قائلا: هؤلاء هم القوميون، هذا هو الحاكم العربي الحقيقي.

...تغنينا ورقصنا طرباً على أنغام العروبة الحقيقيه، وعُدنا لصغارنا صغاراً نقدم الأضحية للعيد، تناغمنا مع بعضنا وأسرفنا في الكلام وتناولنا منسف العيد والمتوفر من الكعك مع رشفة من القهوة , انتشينا في لحظة من الزمن ,وسرعان ما عادت الحياة لطبيعتها. ها هو العيد يأتينا، وها نحن نذهب إليه صغارا، في هذا العيد لا أنتشاء ولا تغني بالبطولات ولا صدام يذبح على مرأى العالم، لقد انتقل المشهد ودخل فينا، وكأنه حكاية أسطورية قادمة من العدم، لقد تحول كل منا لصدام حسين، ليس بالموقف والحكاية وإنما بالمحاكاة..

بعد صدام نصبت المشانق، للرؤساء والملوك وأصحاب الفخامة وللشعوب المستمتعة بخازوق ربيعها .. وبعد صدام أصبحت كل أيامنا أضحى، نساق كالخراف إلى المذبح، والفرق بيننا وبين الخراف أننا لا نسقى قبل ذبحنا

... الأضحى جاء، ها هو المؤذن في هذه اللحظات يعلن دخول الأضحى ويكبر لله ويُسبِح ويُعلن عن فرحة قدوم العيد الذي تنتظره شركات الاتصالات في عالمنا الغير عربي ليرتفع منسوب الحسابات البنكية.

...في الأضحى تنتشر الدماء الجاريه في الشوارع الضيقة، ويتصدق الأغنياء على الفقراء، نستحم ونصلي ونؤقلم أنفسنا مع الابتسامة الباردة، نقول لبعضنا البعض .....كل عام وأنت بخير..... كنا نقول عيدنا يوم عودتنا..... وكنا نقول عيدنا يوم وحدتنا..... واليوم ننطق بكلمات باتت تقليدا توارثناه عن الأيام التي قال من سبقونا إنها أيام عز وكرامة...

قال لي صديقي العجوز يوماً :

الأضحى ليس خروفا وفنجان قهوة..الأضحى أمة وتاريخ

الأضحى تواصل مع الذات، فهو الهجرة إلى الوطن

الأضحى صدام حسين وصدام حسين هو الأضحى

الأضحى ليس مكرمة من هذا الملك أو ذاك الأمير ,لقد ولى عصر الأمراء والشُرفاء وما ملكت أيمانكم نحن شعوب مقهورة، لا عيد لنا ..عيدنا يوم تحررنا واستعادتنا لكرامتنا..

ختاماً ... سيتذكر الـعُـربان يومـاً أنـهُم قتلـوا ... ا ل ر س و ل

وكل عام وأنتم للان لا أعرف من أنتـم !.


 
gnews

أحدث الأخبار



 




الأكثر مشاهدة