الجمعة 2024-12-13 12:10 م
 

الجوهري .. مات محمودا حيث أحب

02:04 م


صالح داود الراشد

في عام 2002 حل علينا ,بعد عملية سرية قادها المهندس نضال الحديد, ليكون لنا اخا وصديقا ووالدا, فمنذ ان قدم الى الاردن ونحن نتعلم منه كل جديد, فهو معجم بكرة القدم بتدريبها وتخطيطها,قدم الينا محملا بخبرات لا تضاهى ولم يبخل علينا يوما, نقل كرتنا من موقع الى آخر, ومن مركز الى مركز, حتى غدت كرتنا تعد بين الافضل في اسيا.اضافة اعلان


محمود الجوهري بطيبة قلبه وبسمته وقوة شخصيته, لم يكتفي ببناء منتخب قوى قارع ابطال اسيا وشهد له الجميع, بل صنع اجيال من اللاعبين والمدربين والاداريين والمخططين في الاردن, ليحتل كل من هؤلاء موقعا في الاتحادات العربية والقارية.

الجوهري رحل عنا بجسده لكن ذكراه ستظل معنا,ومعي شخصيا , في عمان وفي دمشق خلال دورة غرب اسيا وفي ايران بتصفيات كاس العالم وبطولة غرب اسيا الرابعة, جلست معه طويلا وتحدثنا كثيرا, فالرجل يدخل القلب وتحبه وتحترمه, شاهدته عن قرب كيف يخطط وكيف يبني , وكيف يصنع المنتخبات, وكيف يحقق الفوز, وقتها شعرت انه اكبر خبير في العالم, وعندما فزنا على ايران على أرضها شعرت انه عاد شابا صغيرا يجرى فرحا ويعانق اللاعبين.

عشق الجوهري الاردن وأحب اهلها واستقر طويلا فيها , لنشعر بانه من ابناء نهر الاردن كما هو من ابناء نهر النيل ,لنشعر انه من حجارة البتراء كما هو من صخر الاهرامات, لنحس انه من تراب وادي رم كما هو من تراب سيناء.

رحل الجوهري الى جوار ربه , بعد ان اخلص في عمله وقدم رسالته كامله, فمنتخبات الفئات العمرية اصبحت رقما ثابتا في البطولات الاسيوية, ووصل منتخب الشباب الى نهائيات كاس العالم, فالجوهري كان له دور كبير في وضع الاردن على الخارطة الكروية في العالم.

رحم الله الجوهري وغفر الله له وادخله فسيح جنانه, فقد عاش رجلا ومات محمودا من الجميع حيث أحب وبين من أحب.
 
gnews

أحدث الأخبار



 




الأكثر مشاهدة