بقلم ... يوسف رشيد زريقات
لعقود طويلة خلت، تمنى الكثير من المغتربين الأردنيين أن يسمعوا خبر استحداث وزارة للمغتربين تعنى بشؤون اغترابهم وتنظم لهم قنوات وطنية مؤسسية مع وطنهم الغالي، لكنهم كانوا دائما يشعرون أن الحكومات المتعاقبة هي المغتربة عن الوطن والمواطن وعن ذاتها في اغلب الأحيان. لم تلتفت الحكومات إلى أهمية مئات الآلاف من النخب الاقتصادية والإدارية الأردنية في الاغتراب بالرغم من أنهم احد المفاتيح الذهبية للأقفال المغلقة. كما لم يكن يعني حكوماتنا التواصل مع هذه الطاقات والخبرات ربما خشية المنافسة على كراسي صنع القرار الكثيرة الحركة أصلا. لقد كتب احد المغتربين مقالا يعبر عن تجربته قائلا انه يشعر أن الأردن فقط وطن للقاطنين على ترابه وداخل حدوده حتى وان كان نزل على ترابه 'بالبراشوت' واكتسب الجنسية الأردنية قبل عامين أو ثلاثة ثم ما لبث أن أصبح الآمر الناهي في هذا الموقع أو ذاك.
وتدل الإحصاءات إلى أعداد المغتربين الأردنيين تصل إلى نحو نصف مليون تساهم في دعم الاقتصاد الوطني بشكل جوهري حيث وصلت حوالاتهم خلال السبعة شهور الأولى من عام 2012 إلى 1.5 مليار دينار بزيادة متواترة وصلت إلى 5%.
إن استحداث وزارة للمغتربين في هذا الظرف السياسي والاقتصادي الحرج سيوسع من قاعدة الدعم السياسي والاقتصادي الاجتماعي للدولة وسيكون على الوزارة الجديدة القيام بمهام كثيرة منها:
• صياغة إستراتيجية وطنية للاغتراب والمغتربين وينبثق عنها حزمة من خطط العمل
• مشاركة الأردنيين المغتربين في الهموم والتحديات الوطنية وصناعة القرار والاستفادة من خبراتهم الفريدة وهم مستعدين لتقديمها على طبق لوطن سكن وجدانهم ويشكل كل أحلامهم الجميلة.
• ضمان مشاركة المغتربين في الانتخابات النيابية والبلدية وأية استفتاءات وقضايا وطنية مهمة من خلال السفارات أسوة بمعظم دول العالم.
• تعزيز الهيبة للمواطن الأردني وإشعاره بأهميته الوطنية وقيمته الإنسانية والدفاع عن مصالحة في دول الاغتراب وتعزيز شعورهم بوطن يدافع عنهم ويلجئون إلية في الشدائد.
• تقديم كل أشكال التسهيلات وتشجيع الاستثمار للمغتربين الأردنيين وإعطاءهم أولوية في الاستثمار على القطاع الأجنبي.
• توفير بنك معلومات وقاعدة بيانات وطنية لقدرات وخبرات المغتربين ووضعها في الاستراتيجيات الوطنية.
• تأسيس منتدى دائم التواصل ومستدام الأثر مع الحكومة الأردنية من خلال وزارة المغتربين وملحق اغتراب كفؤ في كل السفارات وعدم الاكتفاء بدعوات المؤتمرات وافتتاح المهرجانات وولائم المناسف وغيرها.
• دعم تأسيس الجمعيات والأندية والشركات والتحالفات الاقتصادية للمغتربين لما من منفعة للمغتربين وللوطن.
نتمنى على رئيس الحكومة القادم أن يغلب مصلحة الوطن باستحداث وزارة للأردنيين المغتربين ووضعهم في مركز صناعة القرار فهم عون الوطن وسلم ارتقاءه بالعلاقات الخارجية ومفتاح استقطاب الاستثمار في ظل انعدام الثقة بالحكومات التي فسدت وأفسدت وبالتالي أصبحت طاردة للاستثمار ومثلبة على الوطن وسمعته.
[email protected]
-
أخبار متعلقة
-
أفضل سيارات مازدا في استهلاك البنزين لعام 2018
-
الفاخوري يعلن تبرع بنك الأردن بمليون دينار أردني لصندوق "همة وطن"
-
توفيق فاخوري يدعم صندوق "همة وطن" بمبلغ نصف مليون دينار أردني
-
شاهد لحظة سقوط الطائرة الأوكرانية بعد اشتعالها في الهواء
-
مدرسة الموقر ترسم أجمل منظر – فيديو وصور
-
مدرسة الموقر ترسم أجمل منظر
-
بـرنامـج الـوكـيـل فـي إجـازة سـنـوية
-
حفرة امتصاصية في جرش .. خطرٌ يُهدد المواطنين و يُضر السياحة | فيديو