عدنان سعد الزعبي
اختلاف وجهتي النظر الأردنية وبعض دول الخليج حول قضايا إقليمية عربية ، كطريقة معالجة قضية سورية أو طبيعة الدور الأردني لحل القضية الفلسطينية المرتفب ، فإنه ليس من المعقول أن يترجم ذلك إلى ضغوطات خليجية تحاصر الأردن وتزجه نحو مواقف لا تنسجم مع العهد التاريخي الذي انتهجه.
الاجتهاد الأردني في القضية السورية اعتمد أساسا على التجربة والنماذج التي لم يفق العالم من هول فاجعتها ، هذا إضافة إلى الظروف الخاصة التي تحكم البلدين ديمغرافيا وجغرافيا جنبا إلى جنب مع الثوابت الأردنية التي تعاقد عليها الناس ؛ جوهرها عدم التدخل في الشؤون السورية . فالأردن لن يرضى أن تتكرر مأساة العراق أو أن تكون سورية أفغانستان ثانية . فالحل السلمي الذي طالبت ونادت به الأمم المتحدة والدول الكبرى ،إنما يحقن الدماء ويوقف سيل الانجراف إلى حرب أهلية ، ويُعرقل قوى التطرف من لعب دور خطر في سورية والمنطقة . فالأردن طالب ويطالب بالضغط لإنهاء القتال وولوج القوى والفعاليات السياسية في سورية كافة للحوار وانتقال السلطة من دون انتقاص حق أحد في المشاركة بحيث تكون صناديق الاقتراع هي الفيصل والحكم .
ولا أعتقد أيضا أن للخليج مصلحة أكثر ممّا طرحته المبادرة العربية في حل الدولتين وإقامة الدولة الفلسطينية على ترابها وعاصمتها القدس الشرقية .
رسالة الأردن لا يمكن أن تقف عند مواقف ضيقة ، واستهداف أضيق ، كما حصل في مسألة غزة ، وكأنها مسألة محاصصة أو تطرف من بعض الدول التي تنظر إلى غزة في سياق بعيد عن مفهوم الدولة الفلسطينية ، ولحمة الشعب الفلسطيني. فأخلاق الأردن السياسية وتاريخه يأبيان عليه الدخول في تحزبات إقليمية تخدم طرفا على حساب آخر .
إخوتنا الخلايجة يدركون تماما أن الأردن ليس مجرد حدود جغرافية ، بل كيان سياسي تجاوز دوره مستوى الجغرافيا ،فجيشه الذي يستهلك ما يزيد على 50 % من موازنة الدولة ما زال حاميا لأطول حدود مع أشرس عدو صهيوني إسرائيلي ، تنصب أهدافه وتشخص عيونه إلى ما وراء الأردن ، وينفق على ما يزيد على 200 ألف من قوات الأمن والدرك وحرس الحدود للحد من تجارة الأسلحة والمخدرات العابرة إلى دول الخليج ، والتي تنشط في كثير من الأحيان مع تطور أي حدث في المنطقة .كذلك فإن استقرار الأردن بنظامه الملكي يعني استقرارا للوضع السياسي في الخليج . فالأمن السياسي الأردني هو (باروميتر) خزان زئبقه في الأردن ، والحفاظ على مناخه المستقر يعني ثبات الواقع السياسي في هذه المنطقة . إضافة لمخزون الفكر السياسي لكل العاملين الأردنيين في الخليج الحريصين على أمن واستقرار هذه الدول باعتبارها وحدة للنهج والنظام السياسي المشترك .
إخوتنا في الخليج يدركون أن الضغط على الموارد الطبيعية وموازنة الدولة الأردنية - جراء وجود 500 ألف سوري ، و 500 ألف عراقي و500 ألف مصري و300 ألف لبناني إضافة لما يزيد على 2.5 مليون فلسطيني ينتظرون حق العودة - إنما يشكل عبئا ضخما . نحتاج من أشقائنا الخليجيين النظر إليه.
هل تريدنا بعض هذه الدول أن نخضع و نستسلم لمطالب الغرب والشرق ونقدم تنازلات على حساب الأردن والأردنيين والقضية الفلسطينية ، ونسيء لشرف تضحياتنا مع العدو الإسرائيلي ، لا يمكن أن يستمر أهلنا في الخليج في هذا السبات ، كونهم عربا نعرف أصالة تفكيرهم وشموخ كبريائهم ، خاصة عندما يريد أحد أن يفرض عليهم واقعا ، أو أن يركب الموجة ليصادر إرادتهم حتى ولو كان من جلدتهم ، وهذا ما نُعوِّل عليه . وإني لأراه قريبا ؟
[email protected]
-
أخبار متعلقة
-
أفضل سيارات مازدا في استهلاك البنزين لعام 2018
-
الفاخوري يعلن تبرع بنك الأردن بمليون دينار أردني لصندوق "همة وطن"
-
توفيق فاخوري يدعم صندوق "همة وطن" بمبلغ نصف مليون دينار أردني
-
شاهد لحظة سقوط الطائرة الأوكرانية بعد اشتعالها في الهواء
-
مدرسة الموقر ترسم أجمل منظر – فيديو وصور
-
مدرسة الموقر ترسم أجمل منظر
-
بـرنامـج الـوكـيـل فـي إجـازة سـنـوية
-
حفرة امتصاصية في جرش .. خطرٌ يُهدد المواطنين و يُضر السياحة | فيديو