الخميس 2024-12-12 09:50 م
 

الدركي ..

10:42 ص

أول أمس عرض التلفاز الأردني، مشهدا للجندي الذي اصيب في الزعتري، حالته يبدو أنها سيئة فهو إما في حالة غيبوبة وإما مخدر، ويبدو أنه يتنفس إصطناعيا.اضافة اعلان

لم تصدر جبهة العمل الإسلامي بيانا حول الحادثة، والحراك لم يدن، والفعاليات الشبابية والنقابية لم تفعل شيئا...وسؤالي هل دم شباب الحراك ودم شباب الإخوان غال بالمقابل دم الدرك رخيص إلى هذا الحد ؟...
لو أن هذا الجندي كان من شباب الإستعراض العسكري الذي أقيم في البلد, لبكى حمزة منصور...وأظن أن الصحف والمواقع الإسلامية ستعتبر الأمر مكيدة وعملية مدبرة،وسيرفع الحراك صوره..وسيحمل يوم الجمعة القادم إسمه، وسيعتبرون آلة البلطجة التي تديرها الدولة إضافة للزعران...بأنهم هم من فعلوا ذلك، وأراهن أن محطات فضائية ستنشر تقريرا مصورا عن البطل..وستعرض لقاءات مع والد البطل ووالدته...وستخرج الدولة بصورة المتآمر..وربما سيعيد وزير الإعلام تصريحه المشهور :- ( الحراك ع روسنا )...
لو أن هذا الجندي الذي ضرب بغتة من قبل شخص دنيء حاقد، كان من كوادر الحركة لوجدت أبو السكر الان على (البي بي سي) يشيد بمآثر البطل ويتهم السلطة بأنها انتقلت إلى حالة الإستهداف المباشر،ولوجدت سالم الفلاحات ربما على البي بي سي (تلفزيون) يؤكد أن قطار الشهداء من أجل الحرية قد انطلق...
ولكن لأنه دركي..لأنه يتقاضى راتبه بعرق جبينه، لأنه يؤدي واجبا فوق الواجب المناط به لأنه من المناطق الأقل حظا...لأنه لا يؤمن بحزب أو فصيل أو حراك بل يؤمن بالوطن والكتيبة، لأنه لا يعرف سوى الرضى دربا، والقناعة ديدنا.....يصمت الكل.
ولأنه بسيط وطيب، ولأنه لا يستجدي عطف أحد، وبطولاته في الميدان وليست خلف الميكريفونات...ولأنه، إمتداد لعائلة عسكرية...ولأنه من ملح البلاد ومن نبضها.
تصمت المعارضة ويصمت الإخوان والحراكات كلها تصمت حين يقاتل دركي أردني من أجل الحياة، واصيب أثناء أداء واجب مقدس..بالمقابل تقوم الدنيا ولا تقعد إذا تعرض فرد من الاخوان إلى استنشاق الغاز...
الجندي الأردني ليس رخيصا، وهو ليس قاتلا...وهو من أطهر الناس ومن أعفهم واشرفهم ولكنه زمن الصابرين القابضين على الجمر..وزمن الذين يؤمنون بالرب والوطن...
سيفيق من غيبوبته، وسيعود للكتيبة..ولن يتخلى عن واجبه اتجاه وطنه وستمر الإصابة عابرة وكأن شيئا لم يكن..لأن الله يمن على عباده الطيبين الصابرين بالشفاء أما المصابون في مبادئهم فهؤلاء لن يشفوا أبدا، الذي يعانون من علل الضمير لن يشفيهم طب العالم كله...والذين قلبوا البوصلة في خطاباتهم حين تخلوا عن فلسطين وانكفأوا إلى الداخل..وجلسوا مع أمريكا والنفط..هؤلاء حالتهم محزنة...الذين أحضروا مجموعات من المراهقين كي يبعثوا رسائل للدولة لا أظن أن طبا في العالم قادر على أن يشفيهم...
أقول للدركي المصاب في المستشفى..أنت لست مريضا أنت معافى لأن الوطن معافى..أما المرضى فهم معروفون.

[email protected]
 
gnews

أحدث الأخبار



 




الأكثر مشاهدة