الوكيل - تصادف يوم غد الأربعاء الذكرى الرابعة والاربعون لجريمة إحراق المسجد الاقصى التي نفذها اليهودي المتطرف دينيس مايكل روهان في الحادي والعشرين من آب لعام 1969 وذلك بعد عامين من الاحتلال الصهيوني للقدس.
وقال معنيون بشؤون المسجد الاقصى لوكالة الانباء الاردنية(بترا) ان الحريق اتى على أكثر من ثلث المساحة الإجمالية للمسجد حيث أحدثت النيران ضررا كبيرا في بناء المسجد فسقط سقفه والقوس الحامل للقبة والأعمدة الرئيسية فيه وتضررت أجزاء كبيرة من القبة الداخلية المزخرفة والمحراب والجدران الجنوبية وتحطم 48 شباكا واحترق منبر صلاح الدين الايوبي والسجاد والزخارف القديمة المزينة بالآيات القرآنية.
واضافوا ان القدس التي تضم مسرى سيدنا محمد عليه الصلاة والسلام المسجد الأقصى المبارك أولى القبلتين وثالث الحرمين الشريفين، ومسجد قبة الصخرة المشرفةارتبطت في العصر الحديث ارتباطا وثيقا بالهاشميين الذين أولوها عناية كبيرة، فقاموا بترميم وإعادة إعمار الأماكن المقدسة فيها اربع مرات في القرن العشرين.
واشاروا الى ان الاعمار الرابع للمسجد الاقصى جاء بتكليف ومتابعة مباشرة من جلالة الملك عبد الله الثاني حيث انجزت جامعة البلقاء التطبيقية في الخامس والعشرين من شهر تموز من العام 2006 اعادة ترميم وبناء منبر صلاح الدين الدين الايوبي من خلال طاقم هندسي وفني اردني استغرق عملهم فيه اربع سنوات.
رئيس مجلس الاوقاف الاسلامية في القدس الشيخ عبدالعظيم سلهب قال ان احراق المسجد الاقصى جريمة مست مشاعر المسلمين كلهم، فهو قبلتهم الاولى ومسرى الرسول عليه الصلاة والسلام ومن هنا كان دافع اليهود لتدميره؛ اذ يرون بذلك تحقيق صيد ثمين يهزون به مشاعر وقلوب المسلمين في شتى ارجاء المعمورة.
واضاف ان جرائم الاعتداء الاسرائيلي والمساس بالمسجد الاقصى لم تتوقف بالحفريات تحت اساساته ومحيطه منذ بداية الاحتلال الى الآن مبينا ان الاقتحام اليومي للمسجد الاقصى هومحاولة من الجماعات المتطرفة لفرض واقع جديد لهم فيه ويجب علينا التصدي له.
وبين ان لجنة اعمار المسجد الاقصى المبارك ازالت آثار الحريق الذي جاء على ثلث المسجد بما فيه من آثار وملامح تاريخية لها قيمتها ومعانيها الاسلامية وخصوصا منبر صلاح الدين الذي تمت اعادة ترميمه في الاردن وبنفس الرمزية الدينية التي كان يمتاز قبل احراقه.
وقال: 'ان الحفريات التي تنفذها حاليا سلطات الاحتلال الاسرائيلي تؤثر على المباني المحيطة بالمسجد الاقصى وهي مبان أثرية تاريخية مهمة هدم العديد منها والخطط مستمرة لهدم ما تبقى، مشيرا الى انه تم تدمير 138 عمارة في حي المغاربة تحتوي على المدارس التاريخية والمقامات والمساجد اضافة الى تدمير المنطقة الجنوبية للمسجد المبارك بما فيها من قصور أموية.
واشار الى تزايد التصريحات المعادية للمسجد الاقصى المبارك الصادرة عن وزراء يمينيين اسرائيليين والتي تنادي بشرعية اليهود في المسجد الاقصى الامر الذي يحتاج الى مواجهة هذه السلوكات المتطرفة ووقف أي مخطط يمس بالمسجد الاقصى ومحيطه.
أمين عام اللجنة الملكية لشؤون القدس عبدالله كنعان قال ان احراق المسجد الاقصى جريمة من أبشع الاعتداءات بحق الحرم القدسي الشريف وهدفت الى تشكيل خطوة تهويدية فعلية نحو بناء الهيكل اليهودي المزعوم مكان المسجد الأقصى.
واشار الى 'ان محاكم الكيان الصهيوني برّأت المجرم الذي اقدم على هذا العمل البشع بحجة انه مجنون وتم اطلاق سراحه دون أن ينال أي عقوبة أوإدانة رغم تفاخره علانية بهذا العمل؛ مما يكشف عن الطبيعة العنصرية والاستعمارية لإسرائيل'.
واضاف ان كل الدلائل وآثار الحريق كانت تشير يقينا إلى تورط مجموعة كاملة في الجريمة وليس شخصا واحدا فقط، وإنما هناك شركاء آخرون في التخطيط والتنفيذ لهذه العملية التي تتعارض والتزامات إسرائيل تجاه الأرض التي احتلتها من الشعب العربي الفلسطيني وايضا لأحكام القانون الدولي والقانون الدولي الإنساني واتفاقيتي لاهاي لعامي 1907م و1954م واتفاقيات جنيف الأربع في 12/آب/1949.
وزاد كنعان:' ان حادثة احراق المسجد الأقصى ستبقى تدق ناقوس الخطر في الذاكرة العربية والإسلامية الفردية والشعبية والرسمية، وتذكرنا شعوباً وحكومات بان إسرائيل مصرّة على المضي قدماً في نهجها العدواني التوسعي الاستعماري وتدمير المقدسات الإسلامية والمسيحية في الاراضي المحتلة واقامة الدولة اليهودية على ارض فلسطين'.
وتابع ان هناك اجراءات صهيونية مستمرة تشير الى ان اسرائيل تعمل وتتجه نحو اقامة دولة يهودية على ارض فلسطين يجب ان نتصدى لها.
وبين أن إسرائيل لا تفهم إلا لغة القوة سياسية كانت أم عسكرية بدليل أنها كانت تضع جانباً فكرها الأسطوري الصهيوني عندما تواجه بإرادة دولية وعربية قوية صامدة الامر الذي يجب ان يكون في الوقت الحاضر بسبب كثرة الاعتداءات على المقدسات والاراضي وانشاء المستعمرات التي لا يتوقف العمل في توسيعها.
وقال كنعان ان الأقصى ليس بيتا، أو مبنى يمكن أن يشب فيه حريق أو تلتهمه ألسنة اللهب كأي بناء آخر، بل هو رمز إيمان الأمة ووطنيتها وهويتها العربية الإسلامية؛ لهذا فالواجب القومي والديني يفرض علينا بأن يكون الرد بمستوى الاعتداء.
مديرعام اوقاف القدس وشؤون المسجد الاقصى المبارك الشيخ 'محمدعزام' الخطيب قال: بعد مضي اربعة واربعين عاما على الحريق المشؤوم تزداد المخاطر التي تهدد الاقصى دينيا وبنيانيا وتاريخيا في ظل الحفريات الاسرائيلية في محيط المسجد اضافة الى الانفاق التي تقوم بها اسرائيل في البلدة القديمة وتأثير ذلك على بقاء المدارس الاثرية التاريخية الاسلامية.
واضاف ان اسرائيل تستعمل كل الوسائل الاجرامية لإخراج اهل القدس من مدينتهم؛ بالاعتداء عليهم والتنكيل بهم في وضح النهار واقامة الكنس في محيط المسجد الاقصى المبارك الامر الذي يهدد الوجود العربي الاسلامي المسيحي في القدس، ولا سيما منع المسلمين من الذهاب الى المسجد الاقصى لإفراغه منهم.
وقال الخطيب ان الوقوف في وجه الاجراءات البشعة التي تستهدف المسجد الاقصى لا يكون بالشجب والاستنكار بل يجب ان تتخذ اجراءات حاسمة لردع اسرائيل ووقف الاعتداءات على المقدسات والسكان المجاورين لها.
وزاد ان اوقاف القدس تذكر بكل تقدير وعرفان الموقف النبيل الذي يقفه الاردن بقيادة جلالة الملك عبدالله الثاني في رعايته للمقدسات الاسلامية في القدس الشريف بتنفيذ المشروعات والاعمارات الهاشمية الضخمة والمتواصلة في المسجد الاقصى المبارك.
واشار الخطيب الى ان حماية المقدسات بالقدس هي اولوية هاشمية توارثها بنو هاشم وكان آخرها اتفاقية تأكيد وصاية ورعاية جلالة الملك عبدالله الثاني على المقدسات في القدس , داعيا الامتين العربية والاسلامية للتصدي لحملات التطرف الاسرائيلية التي تحاول بكل الوسائل المس بالمقدسات الاسلامية وطمسها.
نائب رئيس لجنة اعمار المسجد الاقصى المهندس رائف نجم قال: ان حادثة احراق المسجد الاقصى وتبرئة المحكمة الاسرائيلة لفاعلها تشير الى انه عمل مخطط له مسبقا سعيا الى انشاء الهيكل المزعوم.
واضاف ان المحاولة الاولى لاحراق المسجد الاقصى كانت 8/21 / 1968 أي قبل عام من تاريخ الاحراق الحقيقي إلا ان حراس المسجد كشفوا الفاعل وتم إلقاء القبض عليه قبل القيام بعملية الحرق وتم ابعاده الى استراليا ثم عاد وكرر المحاولة في التاريخ ذاته من العام التالي وهو 1969/8/21 ونجح في احراق المسجد بمساعدة من الجيش الاسرائيلي.
ودعا الامتين العربية والاسلامية لعدم الانشغال عن القدس والمقدسات؛ مما يفسح المجال لاسرائيل ودعمها للمتطرفين للقيام بمزيد من الاجراءات التي ان استمرت سوف نخسر بها اولى القبلتين وثالث الحرمين الشريفين .-(بترا)
-
أخبار متعلقة
-
أفضل سيارات مازدا في استهلاك البنزين لعام 2018
-
الفاخوري يعلن تبرع بنك الأردن بمليون دينار أردني لصندوق "همة وطن"
-
توفيق فاخوري يدعم صندوق "همة وطن" بمبلغ نصف مليون دينار أردني
-
شاهد لحظة سقوط الطائرة الأوكرانية بعد اشتعالها في الهواء
-
مدرسة الموقر ترسم أجمل منظر – فيديو وصور
-
مدرسة الموقر ترسم أجمل منظر
-
بـرنامـج الـوكـيـل فـي إجـازة سـنـوية
-
حفرة امتصاصية في جرش .. خطرٌ يُهدد المواطنين و يُضر السياحة | فيديو