الأحد 2024-12-15 11:42 م
 

"الرمادية" ليست مذمّة دائماً!

06:54 ص

ما حدث مع المتش?ّع حسن شحاتھ ورفاقھ تكرّر مع بعض ا?خوان المسلم?ن، الذ?ن تمّ قتلھم بالخناجر والعصي والحجارة وتجر?دھم مناضافة اعلان

م?بسھم، وسحلھم في الشارع. صح?ح أنّ حوادث القتل منتشرة، لكن ثمّة خصوص?ة أكبر لمشھد السحل، بخاصة ذلك الذي تشترك ف?ھ
جموع شعب?ة، فھو ?عطي ا?ذن بالدخول لثقافة كارث?ة، إلى ح?اتنا ال?وم?ة، وتجعلھ أمراً اعت?اد?اً، ب?نما ھو على النق?ض من ذلك عنوان
?نھ?ار منظومة ا?خ?ق والق?م والد?ن، واستدعاء لمنطق متطرف متعصّب ل?حكم ح?اتنا!
استسھال القتل والذبح وا?عتداء على ا?خر?ن بالرصاص والسكاك?ن وانتشار العنف المادي؛ كل ذلك ? ?نفصل عن العنف الرمزي
والثقافي، الذي تستخدمھ القوى الس?اس?ة ضد بعضھا بعضاً، بل ھو نت?جة لھ، وانعكاس لدور وسائل ا?ع?م التحر?ضي في تعبئة
الجماھ?ر وش?طنة ا?خر وتصو?ره بصورة بشعة وقاس?ة، فض?ً عن خطاب النخب الس?اس?ة الذي ?مثّل 'نداءً حرك?اً' ?دفع إلى القتل
والذبح وإقصاء ا?خر، و?عطّش الجمھور ل?نتقام والثأر من الطرف ا?خر.
صُدمت وأنا أشاھد مذ?عي فضائ?ات مصر?ة وھم ?تحدثون بشماتة وسخر?ة ولغة عدائ?ة متطرفة، بل استحقار، تجاه أنصار الرئ?س
مرسي، وھي اللغة الدارجة في بعض الصحف المصر?ة، بما ? ?مت لق?م المھن?ة ا?ع?م?ة ومواث?ق الشرف وا?خ?ق بصلة، فقدّم
ھؤ?ء ا?ع?م?ون البارزون أنموذجاً سافراً في السقوط ا?خ?قي والمھني، وأصبحوا جزءاً من آلة الس?اسة والدعا?ة السوداء في أبشع
صورھا.
وعلى الطرف ا?خر، في م?دان رابعة العدو?ة، ولدى ا?ع?م المؤ?ّد للرئ?س محمد مرسي، فإنّنا عدنا إلى أخطر خطاب وھو'تد??ن
ا?خت?فات الس?اس?ة'، واتھام الطرف ا?خر بالض?ل?ة والفلول والكفر، وتقد?م خطاب عن?ف ?دفع بسھولة نحو الصدام والقتل والعنف!
?مكن أن نشاھد ھذا الدور الكارثي للس?اس??ن وا?ع?م بصورة أكبر؛ في كل من سور?ة ولبنان والعراق ومصر بوضوح؛ حتى في
عَمان في ا?ع?م المجتمعي، ونحن ?فترض أنّنا خارج مشھد ا?ستقطاب مباشرةً، و?مكننا أن نرى زوا?ا الصورة أكثر وضوحاً، لكن
على النق?ض من ذلك نزلت نقاشاتنا إلى درك منخفض من تبادل الشتائم والتخو?ن والتضل?ل، ووصل ا?مر بأن نستدرج ا?وصاف
المصر?ة والسور?ة إلى خطابنا المتبادل؛ فقُسّم الجمھور إلى شب?حة وفلول وظ?م??ن ورجع??ن، فبتنا نمارس العنف الرمزي واللفظي
بسھولة، وھو خطاب ?فتح شوارع عر?ضة للثقافة الدمو?ة الكارث?ة.
المفارقة أنّ ھذا ?حدث ونحن نتحدث عن إقامة أنظمة د?مقراط?ة مدن?ة تعدد?ة، و? أعرف من س?ق?مھا إذا كان الشعب أصبح إما فلو?ً أو
تكف?ر??ن وظ?م??ن، الكل ?خوّن الكل و?ضلّل الكل، و?قصي ا?خر و?تھمھ و?ستب?ح قتلھ، وھو بالضرورة منطق فكري وس?كولوجي
وس?س?ولوجي ?تناقض جذر?ّاً مع الق?م ا?ساس?ة للد?مقراط?ة وفلسفتھا، التي تقوم على نسب?ة الصواب والخطأ، وعلى التعدد?ة وتقبل
ا?خر، وحما?ة حق ا?قل?ة والمعارضة، وحر?ة التعب?ر ودولة القانون والمواطنة، وتعز?ز آل?ات الحوار السلمي. الخ.
في ھذه اللحظة التار?خ?ة الدق?قة، وفي مواجھة مثل ھذا الخطاب الخطر، فإنّنا بحاجة في ثقافتنا وحواراتنا أن نرد ا?عتبار للون الرمادي،
فل?س س?ئاً في كل ا?حوال، بل ھو 'الحل' عندما نجد مثل ھذا ا?ستقطاب ا??د?ولوجي والس?اسي والمجتمعي، وعندما نجد أنفسنا أمام
شارع?ن ومصالح متضاربة ومرحلة انتقال?ة دق?قة قد تأخذ الجم?ع نحو الھاو?ة.
ما حدث أنّ ا?خوان ارتكبوا أخطاءً والج?ش والشرطة وا?ع?م المصري قاموا بخطا?ا، والشارع انقسم ب?ن الطرف?ن، ومصر ا?ن أمام
مفترق طرق خطر، والمطلوب الخروج من ھذا المأزق سلم?اً ? بكسر الرؤوس وتكس?ر العصي والسحل!


 
gnews

أحدث الأخبار



 




الأكثر مشاهدة