السلاح الكيماوي السوري (الصهاينــة يدعــون والغـرب خلفهــم ينجــرون)

أصبــح الشغــل الشــاغل للـدول الغربيـــة بالــذات وكذلك الولايـات المتحدة الأمريكيــة هــذه الأيـــام، مدفوعيــن من الصهاينـــة ،فـي تخويفنــا وبـث الرعـب فــــــــي قلـــوب الدول المجــاورة لهــا ، وخاصـــة الأردن الذي رفض مــرارا وتكــرارا أن يكـــون رأس الحربــة في التدخــل العسكري في إســقاظ النظــام الســوري ، من قصــة الســلاح الكيمــاوي والذي يوشــك النظــام في اسـتعمالــه ، ويسـتعجـل في ذلك كلمــا حــان موعــد الحسـم واقتربـــت نهايتـــه من الثـورة الســوريــة.

ان تلــك الإفتراءات والتخويفــات ما هي الا حلقة من حلقــات المخطط الصهيوني الذي يريد أن يغرق المنطقــة في قلاقل وحـروب حتى يتفــرغ في تنفيــذ باقــي مخططاتـــه في تهويــد القدس واغتصــاب المزيــد من الأراضي الفلسطينيــة ، في غيــاب الضميــر العالمـي ، وانشـغال الدول العربيــة في أمورهــا ومشـاكلهــا الداخليــة التي أخـذت تتفاقــم يومــا بعــد يــوم ، ومـا نشهــده على الســاحـة المصــريـــة هــذه الأيــــام خـيــر دليــل على ذلــــك .

ان ذلك يذكرنــا بالحملة الإعلاميــة الشــرســة التي تبنــت الدول الغربيــة وامريكــا بتحريض من الصهاينــة بثهــا بجميـع وســائل إعلامهــا المقـروءة والمسموعــة في أنحــاء العالــم ، عن امتلاك نظــام الرئيس العراقي السايق صــدام حســين الأسـلحــة النوويــة والكيماويــة والتي يهــدد بهـا السلــم العالمـي , وأخــذ يحشــد قواتـــه قبل أن يتأكــد من ذلك ، وثيت له كــذب ادعائاتــه ، بعد ان انتهــت الحرب وحصــدت ما حصــدت من الأرواح ما بين قتلـى وجرحـى ومشـرديــن ، وتحطيــم الإقتصــاد العراقـي وآلتــه العسكريــة ، والتي كان الصهاينة يسعون اليهــا بكــل الوســائل والسـبل والتي تحققــت لهـم فعليــا ، من ذكــاء التفكيـــر الصهيونــي ، وبطء الإسـتيعــاب العربي عن فهــم مقاصــدهم وماكانوا يمكـرون ويخطـطــون لـــه.

ان النظــام السوري أعجــز عن التفكيــر باستخدام السلاح الكيماوي وان توفـر لـــه ، لآنــه معنى ذلك انه سيحصــد أرواح شــعبه، والشــر والضرر الناجم عنه لن يفرق بين هذا من النظام وذاك من المعارضــة ، وان تحقــق لــه تنفـيذ ذلك فعليــا فسيجلــب الى محكمــة جرائــم الحــرب وسـيكون مصيــره ليس أقل ممن ســبقه من مجرمـي الحــرب ، والذين قتلــوا أقل منــه عــددا ، وأرحــم منــه في البطــش بشـعبـــــــه.

إن الأردن بقيادتــه الهاشـميــة الحكيــمـة تعـرف ما يــدور حولهـــا وما يحــاك فـي الظــلام ، من مؤامــرات وضغــوط اقتصـاديــة بالــذات ، مستغليــن الضائقــة الماليــــة الحاليــة التي تمــر بهـــا , ولن تنجــر مهما كانت الظـروف إلى ما يخطط لها ، وستبقـــى حريصــة على الـــدم العربــي كما هـي حريصــة على دم أبنائهـــــا الأردنييـــــن .

ويبقــى على الأمــة العربيـــة أن تتصــدى لتلــك المــؤامــرات ، وتقــف مع بعضهــا البعــض صفــا واحــدا ،وتتــوحــد على رأي واحــد يعـــود بالخيــر والمنعــة علـى جميــع الدول العربيــــة ، وتحــل مشــاكلهــا لوحــدها لا اعتمادا على الأجنبــي الذي يستغلهــا ويجدهــا فرصــة ســانحــة في نهــب ثرواتهــا ومواردهـــا الطبيعيـــة والتدخــل في شــؤونهـــا ، بحجــة انه كان الســبب في ما آلــت اليه من تحــرر من الأنظمـــة القمعيــة كمــا حصــل مـــع ليـبيـــــــا وتونـــــــس .

عزام محمد البوريني

[email protected]