إن المتابع للحالة الأردنية على أرض الواقع وعلى كافة مواقع التواصل الإجتماعية عبر شبكة الأنترنت نجد هناك حراكاً واضحاً وتفاعلاً ملموساً نحو البدء في تشكيل فعاليات سياسية شبابية بالطرق والوسائل الديمقراطية في محاولة شبابية واضحة وصريحة للقيام بدور أساسي ومباشر في عملية صنع القرار الوطني السياسي على مستوى الدولة وهذا ما يحدث فعلاً على أرض الواقع أي أن هناك فجوة كبيرة تفصل بين الشباب الأردني والسياسية عموماً وبين الأحزاب السياسية بوجه خاص وهذا يعني أن أي إصلاحات سياسية أو مبادرات ديمقراطية سينقصها السند الاجتماعي لتأييدها لما يعانيه الشباب من التهميش والإقصاء في كثير من العمل السياسي جراء قطع الطريق أمام إمكانية تبوئهم لمواقع المسؤولية في إختيارات الحكومات المتعاقبة والسبب بطبيعة الحال جاء نتيجة مبدأ التوريث السياسي وسياسة الترضية والإسترضاء لأشخاص ثبت فشلهم في الواقع السياسي الأردني لأن معظم السياسيين وبكل بساطة يبني مشروعه على قاعدة الكذب والمراوغة للوصول الى هدفه والشباب بالنسبة له الوسيلة الوحيدة للوصول لتحقيق غاياته ومراده والتجارب السابقة خير دليل على ذلك إذ نجد هناك تناقض كبير بين خطابات بعض السياسيين في المجالس والمحافل وممارساتهم على أرض الواقع السياسي الأردني الأمر الذي ولد حالة عدم ثقة الشباب الأردني بكثير منهم ..
الى هنا لا بد من الوقوف بالتحليل عند هذه المحطة الشبابية وتطلعاتها السياسية والتي جاءت نتيجة الظلم واللامساوة الذي التمسه الشباب الاردني بوضوح واكتوى به طوال السنوات الماضية جراء نهج المحاصصة في الإختيار والتشبث به من قبل الحكومات المتعاقبة في تعبئة شواغر الوظائف القيادية العليا في مؤسسات ومرافق الدولة المختلفة الأمر الذي جرّ البلاد بشكل واضح وصريح إلى الكثير من الأزمات والمشاكل على مختلف الأصعدة إضافة إلى أن تزايد أعداد البطالة وإرتفاع الأسعار وخاصة الأساسية منها هي من الأسباب التي أدت وستؤدي في المرحلة القريبة القادمة الى ردود فعل شبابية غاضبة نتيجة تردي الأوضاع السياسية والاقتصادية والحريات وغيرها وقد يرى البعض أن الحراك الشبابي هذا جاء نتيجة السياسات الخاطئة للحكومات المتعاقبة في التعامل مع الكثير من القضايا الداخلية المهمة بالنسبة لشريحة الشباب ولكن السبب الرئيسي التي دفعت فئة الشباب لإقتحام العراك السياسي تتلخص في تجاهل الحكومات المتعاقبة في أخذ طموحات وتطلعات الشباب بعين الاعتبار في تحديد السياسات المتبعة وتحجيم دورهم مما دفع الكثير منهم على الإصرار الشديد لإثبات قوتهم وقدرتهم على المشاركة في صنع القرار الوطني وإدارة الأزمات الإقتصادية ورسم سياسات الدولة في إدارة شؤون البلاد، وهذا بحد ذاته مؤشر الى الوعي الوطني المطلق لدى هذه الشريحة بحيث أصبح إهتمام الشباب الأردني بالوضع السياسي والإقتصادي أكثر من غيره لذلك فهم مطالبون بحماية المصالح الوطنية للمملكة والمحافظة على مكتسباتها وتفعيل دورهم في الحياة السياسية وعدم المس بحياتهم المعيشية حتى لا تتسع الفروق بين الطبقات كما هو الحال اليوم حيث أصبح معظم الشعب تحت خط الفقر بسبب الوضع الاقتصادي السيئ نتيجة السياسة ألاقتصاديه الخاطئه للحكومات المتعاقبة وعدم ألمعالجه السليمة لبرامج الاقتصاد الوطني الأمر الذي وسّع الاختلالات وأوصل البلاد إلى هذه المرحلة الحرجة،الى هنا لا بد من المعنيين التسريع في عملية الإصلاح الشامل والتخفيف عن كاهل المواطنيين وإستثمار الشباب بما يخدم طموحاتهم ويحقق أهدافهم من أجل الوصول إلى أجندة قوية تمثل دفعا لمسيرة الأردن الإصلاحية وعلى الدولة إحترام وجهات النظر الشبابية وخرطهم في العمل السياسي وإعلاء مشاركتهم كقيمة في الشأن العام ونبذ الانتقاص من قدراتهم وتعزيز دورهم من أجل تحقيق المصلحة العامة الرامية إلى تطوير الأردن وخدمة الشعب،والآن ايها الشباب يبدأ دوركم في هذه الفترة فلا تقبلوا بالتجاوزات المعتادة ولا تسمحوا باستمرار الفساد في مؤسسات الأردن وإقتصاده الذي طالما عانى منه المجتمع الأردني ودفع ضريبته ابناءه الشرفاء المخلصين ولا تكونوا لقمة سائغة للوصوليين لتحقيق غاياتهم وأغراضهم الخاصة وليكن الوطن الأردن نصب اعينكم كونوا له السياج الذي يقيه شرور المتربصين وامنعوا عنه فتنة الحاقدين ومارسوا دوركم في المشاركة لتساهموا في بناء هذا الوطن فدعونا نرى بكم أيها الشباب خير خلف لخير سلف ..
عبدالله العزام
[email protected]
-
أخبار متعلقة
-
أفضل سيارات مازدا في استهلاك البنزين لعام 2018
-
الفاخوري يعلن تبرع بنك الأردن بمليون دينار أردني لصندوق "همة وطن"
-
توفيق فاخوري يدعم صندوق "همة وطن" بمبلغ نصف مليون دينار أردني
-
شاهد لحظة سقوط الطائرة الأوكرانية بعد اشتعالها في الهواء
-
مدرسة الموقر ترسم أجمل منظر – فيديو وصور
-
مدرسة الموقر ترسم أجمل منظر
-
بـرنامـج الـوكـيـل فـي إجـازة سـنـوية
-
حفرة امتصاصية في جرش .. خطرٌ يُهدد المواطنين و يُضر السياحة | فيديو