الوكيل- جميل النمري - على غير توقع وجدت نفسي وسط زوبعة أثارتها الرسائل المتبادلة بين رئيسي السلطتين التنفيذية والنيابية.
ويبدو ان الجمهور ليس في مزاج رائق أبدا لتقبل ' المداعبات' وهو ينتظر موجة جديدة من رفع الأسعار تزيد عيشه ضنكا على ضنك ، ولسان حاله - كما تقول مئات التعليقات - نحن نتقلى بنار الاسعار - وهم يتناغشون.
ومع ان الأردنيين تكشفوا عن روح فكاهة وسخرية لاذعة مع انتشار مواقع التواصل الاجتماعي والصحافة الالكترونية، فهم لا يتحملون المزاح من مسئوليهم. ولا يطيقونهم في جدهم فكيف في هزلهم وهم الذين حملونا مديونية عشرين مليار دولار وعجز ثلاثة مليارات وفساد أودى بموارد البلد ومقدراتها وقلة كفاءة اطاحت بالادارة و كرست الترهل والعجز.
والحق انني لم اجرؤ حتى على التماس العذر لهم بانهم كانوا يتهامسون بينهم على الورق فمن الواضح ان الجمهور لا يقبل حتى ان يكونوا منشرحين داخليا، ومن سوء حظهم ان مصورا صحفيا بعين صقر حقق اللقطة السبق فاصبح كل شيء ملك الجمهور، وراى معلقون ان الرئيسين مدينان بالاعتذار للشعب عن تصرف استفز الرأي العام واغضبه بصورة غير مسبوقة بل اعتبر كثيرون ان حادثة كهذه تكفي كسبب لاستقالة رئيس الوزراء من منصبه لكن هذه فرضية تقتضي ان يكون الرئيسان قارئين جيدين وقد تابعا عن كثب ردود الافعال وانهما ياخذان بالاعتبار الراي العام .
وهذه مشكلة ثالثة فإذا كان فحوى التراسل هو السخرية من سلطة الشعب اي الحكومات المنتخبة بل واعتبر دولة الرئيس ذلك من نوع 'التطاول على سدة الحكم' فكيف نترجى هذه الحساسية والتقدير للرأي العام.
وهنا جوهر القضية وهي انكشاف نمط من التفكير والموقف على طرف نقيض من الاصلاح السياسي. وفي كلمتي التي تبادل الرئيسان التعليق عليها تشخيص لازمة ادارة الحكم وتعاقب الحكومات المتواتر وقد كان حوليا ثم اصبح فصليا مع الربيع العربي لأقول انه يؤشر على استمرار نهج الهروب من تغيير السياسات الى تغيير الحكومات وان الحل في إصلاح سياسي ديمقراطي حقيقي وجذري ينقلنا الى عصر الحكومات البرلمانية المنتخبة و هو بالمناسبة الهدف الرسمي المعلن للاصلاح الذي يريده جلالة الملك. ولكن النغمة التي يستخدمها المحافظون القدامى والجدد في مشروع الردة على الاصلاح السياسي هي رفض المس بسلطات الملك والبعض يعتقد بحسن نية ان هذه هي الضمانة ضد الوطن البديل لكن الحقيقة ان هذا مجرد غطاء للترهيب وللتهرب من استحقاقات الاصلاح الذي سيطيح بالفساد والحصانة والامتيازات.
ويجب ان اعترف صراحة وكما رأيت من ردود الفعل الكاسحة في كل مكان انني ما كنت سأقدر خلال عام من الجهد لتوضيح الحقيقة للناس على إنجاز ما حققته هذه الصدفة الربانية انتصارا للحق والحقيقة و لمشروعنا الإصلاحي النزيه فشكرا لله من قبل ومن بعد.
-
أخبار متعلقة
-
أفضل سيارات مازدا في استهلاك البنزين لعام 2018
-
الفاخوري يعلن تبرع بنك الأردن بمليون دينار أردني لصندوق "همة وطن"
-
توفيق فاخوري يدعم صندوق "همة وطن" بمبلغ نصف مليون دينار أردني
-
شاهد لحظة سقوط الطائرة الأوكرانية بعد اشتعالها في الهواء
-
مدرسة الموقر ترسم أجمل منظر – فيديو وصور
-
مدرسة الموقر ترسم أجمل منظر
-
بـرنامـج الـوكـيـل فـي إجـازة سـنـوية
-
حفرة امتصاصية في جرش .. خطرٌ يُهدد المواطنين و يُضر السياحة | فيديو