.. الضريبة والمبدع!

لأن ضريبة الدخل ليست مجرد جباية تدخل موازنة الدولة بمبالغ كبيرة، فانها يمكن ان تكون قوة ايجابية تكرّم حاملي اثقال المسؤولية العائلية، وتكرم أهل العطاء واهل الخير بخصم ما يقدمونه للناس من الضريبة، وتقف الى جانب الناس الذين يزرعون الأرض في زمن الهجرات والمهاجر، فتعفي إلى حدِّ مائة وخمسين ألفاً من الدخل الزراعي من الضريبة، فان المطلوب من المُشرّع الآن ومجلس النواب ينظر في قانون الضريبة الجديد، ان يتذكر المبدعين فكراً، وثقافة، وعلوما، فيعفيهم من الضريبة، ويعفي مراحهم الواسع.. الكتاب والصحيفة والمجلة ودار النشر. وعلينا ان نتنبه الى ان ناشرين كثرا في البلد يطبعون في لبنان .. ويستوردون كتبهم دون رسوم جمارك!!.اضافة اعلان

لقد انشغلت حكوماتنا خلال السنوات الثماني الاخيرة بقانون (قوانين) المطبوعات والنشر، فاجترحت منها خمسة، احدهما ردته المحكمة العليا لان لا شيء يبيح للحكومة اصداره في قانون مؤقت.. لا حروب، ولا ازمات امنية وهي التي تبرر اصدار القانون المؤقت، ريثما يجتمع المجلس النيابي، ويوافق عليه!!. ولعل هذه الفترة من هدوء الحكومة النفسي يعطيها الوقت للتفكير في اعطاء المبدع ومجاله الحضاري شيئاً آخر غير معاقبة الصحيفة والصحفي والكاتب والمؤلف والناشر .. ولا بأس من تكريم هذه الفئة من المنتجين من ضريبة الدخل فحصتهم من ثروة البلد محدودة، ودخولهم محسوبة بالفلس، ونظن ان أي بائع خضار على عرباية يزيد دخله على الكاتب والمؤلف او الاستاذ الجامعي والفرق ان للبائع المتجول مع الاحترام، ميزة ليست للمفكر المبدع هي انه لا عنوان ثابتاً له، ولا ملف يرد اسمه فيه كدافع ضريبة، ومثله الآلاف من قطاع البناء: دقيقة الحجر، والطوبرجية، والقصيرة، والبليطة!! هل لهؤلاء ملفات ضريبية؟؟.
ضريبة الدخل، كما قلنا، ليست جباية!!. إنها يمكن ان تكون قوة دفع ايجابية اجتماعية وثقافية فقد هالني مرة، ان عرفت بحكم عملي ان الفنان او الموسيقي او الكاتب العربي، الذي يقدم للاعمال الفنية الاردنية خبرته وجهده يدفع 20% من اجره ضريبة دخل.. وفي بلدان عربية يدفع فوقها 10% لنقابة الفنانين!!.