محمد حمدي
- شهد العالم تغيير في الخارطة الجغرافية في أعقاب الحرب العالمبة الثانية منتصف الاربعينيات من القرن الماضي لترسم المعسكر الاشتراكي والمعسكر الراسمالي ولتكون هنالك جدران عازلة أكثر من جدار برلين ، لتلقي الستارعلى حقبة بانتهاء الحرب الباردة وانهيار الاتحاد السوفيتي السابق وتفكك دوله على التوالي ، لتبرز روسيا قوة بديلة برئاسة بوتين، الذي استطاع ان يخلق علاقات متينة مع دول اوروبا وخاصة المانيا بالاضافة الى انه استطاع ان يهدأ حرب المخابرات والجاسويبة بين المعسكرين .
انتهت الحرب الافغانية بانسحاب القوات ـ السوفيتيةـ لتحصل الولايات المتحدة على مساحة جغرافية في اسيا وخاصة جنوب اسيا التي شهدت تصعيد لتنظيم القاعدة بالتحالف مع طالبان ، هذه الاطراف بالتاكيد رسمت خارطة جديدة للشرق الادنى والشرق الاوسط.
عام 2001 ولدت الحرب على الارهاب بتحالف الولايات المتحدة واوروبا ودول اخرى لتبقى حرب مفتوحة حتى ادارة اوباما الثانية 2012 .
لقد استنزفت الحرب على افغانستان والعراق 2003 قدرة الماكنة العسكرية في منطقة الشرق الاوسط ونتجت عنها تشطر للحركات الجهادية واستقطابها في العراق وافغانستان لتعيد الولايات المتحدة حساباتها في اعادة رسم خارطة الشرق الاوسط من الداخل وبالتحديد من العراق فاعلنت انسحابها من العراق نهاية 2011 وجدولت انسحابها من افغانستان 2014 .
أن تراخي القبضة الاميركية في الشرق الاوسط ادى الى صعود المد الايراني ضد حليفات الولايات المتحدة وخاصة في الخليج وهي تحاول تعزيز قدرتها العسكرية في تطوير اسلحتها الصاروخية ومحاولتها بانجاز تقدم في برنامجها النووي لتفرض نفسها قوة اقليمية في المنطقة بالتحالف مع روسيا والصين .
ولم تتاخر ايران من تضخيم حجم قدرتها العسكرية والمبالغة فيها في سياق سياسة التهديد ، لذا اصبح مشهد المناورات العسكرية الايرانية في المياه الاقليمية مشهد متكرر مع كل ازمة ، هذه المناورات تعتبر خطوة لجاهزية القدرات العسكرية الايرانية في المنطقة.
أن الحرب على سوريا كانت لتحقيق اهدافها بتقليل القوة الايرانية والهلال الشيعي ،واصبح مشهد استقطاب الحركات الجهادية في سوريا مالوفا اميركيا بهدف خلق حزام ودعامات مضادة امام المد الايراني الشيعي على حساب مصير دول بالكامل، المشروع الاميركي التركي القطري هو لمواجهة المد الايراني والذي ينتهي بتقسيم سوريا ودول اخرى .
أن فكرة ' التغيير ' او الثورات ' جائت بعد ان اصبح حكام الدول العربية التقليديين عبيء على اميركا ، فقررت استبدالهم بالاسلاميين 'الاسلام المعتدل ' او الاخوان المسلمين بديلا وهي سياسة اميركية تضمنت تغيير مسار الحركات الجهادية بعد ان عجزت من مواجهتها .
ومع ظهور التغير المفاجئ في تلك الانظمة والذي ادى لخسارة روسيا حلفاء تقليديين اضطرت روسيا اخيرا الى الخروج عن صمتها فحركت قواتها المسلحة الى الشواطئ الروسية لتوقف المد الاسلامي الامريكي الى حدودها الجنوبية ومع ظهور بوادر مرحلة جديدة من التهديد الحقيقي الغربي لدول الشرق.
تحالفت روسيا وايران والصين وحلفاؤها ووقفت في وجه المد الاسلامي المدعوم من الغرب وحلفاءه وتكشفت ولاول مرة حقيقة دولة اسرائيل ، فقد وقعت اسرائيل في وسط هذه الموجة ولم تستطع ان تتفادى تاثيراتها على الداخل الاسرائيلي مما جعل اليمين يظهر مجددا بقوة ليعلن عن توازنات وخطوات جديدة ستتخذها اسرائيل قريبا فاسرائيل لا يمكنها ان تقف على الحياد بين الشرق والغرب فولاها لامريكا واوروبا جعلها تقف عاجزة عن القيام باي دور في التاثير على الدول الاسلامية الصاعدة بينما ادت الثورة السورية الى شعور اسرائيل بالخطر على مشروعها القومي وبات من الضروري الاستعجال في اقامة دولة اسرائيل الكبرى بعد ان استفاق الشعب السوري وخرج عن صمته.
ومع ظهور هذا التحدي الاكبر لاسرائيل وهو ظهور دولة اسلامية بعيدة عن التاثير الغربي في سورية بات على اسرائيل ان تجري تغييرا في المنطقة فقدرة اسرائيل على التحكم بموازين القوى في المنطقة والعالم تعطيها القدرة على المناورة والانتقال من جانب الى اخر والثمن الذي ستدفعه دول المنطقة سيكون باهظا فمع تغيير اسرائيل لحلفائها فان دولا ستزول ودولة ستكبر.
ان قيام اسرائيل اليوم باستفزاز الحلف السوري الايراني الروسي سيدفع بالمنطقة الى حرب عنيفة وسيكون الرد الايراني الروسي على التحرك الاسرائيلي عنيفا ضد الدول الراعية للقوات الامريكية ، مما يستجلب تدخلا روسيا مباشرا في المنطقة وخسارة كبرى للقوات الامريكية والاوروبية في منطقة الجزيرة العربية والخليج دولا كبيرة ستزول بدءا من اليمن والسعودية والخليج العربي ودولا ستحاصر مثل الاردن ودولا ستقسم مثل السودان ، بينما تتوسع دولة ايران لتشمل الجزيرة العربية وبلاد الشام والعراق .
وفي المقابل ستقوم اسرائيل ببناء المدينة المقدسة وتتقاسم المنطقة مع الحلف الروسي الصيني الايراني ثم تفاوض الغرب على مصادر الطاقة والغاز ، حيث ستقوم القوات الروسية شمالا باختراق اوروبا الشرقية والسيطرة على يوغوسلافيا وبولندا وصولا الى المانيا بينما تدخل تركيا في الاتحاد الاوروبي للوقوف في وجه الحلف الاسرائيلي الشرقي .
الاردن يعتبر ححر الزاوية في المنطقة وهو المصد الامني مابين الحركات الجهادية وخاصة حماس وحزب الله والحركات الجهادية في المنطقة .
لذا كانت توصيات مستشاري اوباما بعد فوزه بالفترة الثانية دعم حكومة الاردن باعتبارها حليف دائم وشريك في السلام بالشرق الاوسط .
محمد حمدي
-
أخبار متعلقة
-
أفضل سيارات مازدا في استهلاك البنزين لعام 2018
-
الفاخوري يعلن تبرع بنك الأردن بمليون دينار أردني لصندوق "همة وطن"
-
توفيق فاخوري يدعم صندوق "همة وطن" بمبلغ نصف مليون دينار أردني
-
شاهد لحظة سقوط الطائرة الأوكرانية بعد اشتعالها في الهواء
-
مدرسة الموقر ترسم أجمل منظر – فيديو وصور
-
مدرسة الموقر ترسم أجمل منظر
-
بـرنامـج الـوكـيـل فـي إجـازة سـنـوية
-
حفرة امتصاصية في جرش .. خطرٌ يُهدد المواطنين و يُضر السياحة | فيديو