الفتوى في الشريعة الاسلامية هي أن تخبر عن حكم شرعي نيابة عن الله تعالى ، وهذا بلغة مبسطة ، فإن قلنا عن شيء (حلال) فكأنك تقول أيها الناس الله تعالى يقول لكم هذا (حلال) وإن قلت (حرام) فكأنك تقول أيها الناس الله يقول لكم هذا(حرام) ومَن مِن البشر يجرؤ أن يتكلم نيابة عن الله تعالى فيحلل ويُحرِم!! ويأمر وينهى! ولذا كان علماء الاسلام يتحاشون أن يخوضوا في الافتاء خوفاً من الله تعالى، ويتحاشون أن يخوضوا في الافتاء خوفاً من الله تعالى، وتجد كل واحد منهم يدل على غيره ليفتي خوفاً ومهابة من أن يفتي فيخطئ ويكون قد كذب على الله تعالى، ويقولون أجرؤكم على الفتوى أجرؤكم على النار، وهذا المقام العالي للفتوى وخطورة الوقوف بين يدي الله تعالى جعلت من الإمام مالك يُسأل عن ثمان وأربعين مسألة فأجاب في إثنتين وثلاثين منها: لا أدري! وسؤل في العراق عن أربعين مسألة فأجاب منها خمساً! ومعلوم أن المسائل التي اعتذر أن يجيب عنها الإمام مالك رضي الله عنه لم تكن في أركان الصلاة أو أركان الوضوء بل هي أعمق من ذلك، ولكن العبرة أن عُلو قدره وسعة علمه، وخوفه من الله تعالى جعلت منه ينطق (بلا أعلم).
وإذا كان الناس يحتاجون الى من يفتيهم ويعلمهم أمر دينهم وفي الوقت نفسه هي بهذه الخطورة فكيف نفتي؟
لا بد أن نعي أن الذي يفتي فيقول حلالا وحراما يحتاج الى برهان أن الله تعالى هو الذي حلل أو حرم وهذا البرهان يُسمى في الشريعة الاسلامية (الدليل) فمن قال : يجب على الناس أن يصوموا قال والدليل من القرآن قول الله تعالى ( كُتِب عليكم الصيام) ومن قال: الكذب حرام قال ( أتقوا الله وكونوا مع الصادقين) وأما بغير دليل فلا وجود للفتوى ولا يُؤخذ بها، وهذا يدل على الخطأ الفادح المنتشر بين الناس عندما يقولون : ( يا شيخ افتها) وكأن الشيخ يملك أن يحلل أو يحرم من تلقاء نفسه ! إن الشيخ أو المفتي ناقل لحكم الله تعالى ومبلغ له. وعندها ينتهي دوره وهو لا يملك أكثر من ذلك، وبناء على ذلك فنحن لا نملك أن نغضب من الشيخ إن لم تعجبنا الفتوى لأنها لا تحقق شهواتنا لأنه مبلغ ومبلغ فقط!
العجيب في الأمر أنك تكون في جلسة عائلية أو سهرة رمضانية فيوجه أحد الحاضرين سؤالاً لأحد المفتين الأفاضل فيصمت ليجد الجواب المناسب الذي ينجيه عند الله تعالى، ويحرك ذهنه وذاكرته بحثاً عن الجواب ودليل الجواب وقبل أن ينطق بما يعتقد أنه صواب تكون مئات الفتاوى قد صدرت من الجالسين فالقاعدة عندنا وفي جلساتنا ... الكل يفتي
-
أخبار متعلقة
-
أفضل سيارات مازدا في استهلاك البنزين لعام 2018
-
الفاخوري يعلن تبرع بنك الأردن بمليون دينار أردني لصندوق "همة وطن"
-
توفيق فاخوري يدعم صندوق "همة وطن" بمبلغ نصف مليون دينار أردني
-
شاهد لحظة سقوط الطائرة الأوكرانية بعد اشتعالها في الهواء
-
مدرسة الموقر ترسم أجمل منظر – فيديو وصور
-
مدرسة الموقر ترسم أجمل منظر
-
بـرنامـج الـوكـيـل فـي إجـازة سـنـوية
-
حفرة امتصاصية في جرش .. خطرٌ يُهدد المواطنين و يُضر السياحة | فيديو