الإثنين 2024-12-16 12:40 ص
 

الكيلاني: الأمانة في وضع مقلق ومدراء وموظفون يداومون وهم في منازلهم

01:33 ص

الوكيل- أكّد رئيس لجنة امانة عمان المهندس عبدالحليم الكيلاني أنه لم يتعرض لأي ضغوط حكومية، واستعرض في حوار شامل وصريح مع صحيفة 'العرب اليوم' أبرز ما يدور في ساحة الأمانة من خفايا ومشاريع وتوجهات. وكشف عن تيار قوى شد عكسي يعارض توجهات التطوير والتحديث في امانة عمان وعن قضايا فساد ورشوة.اضافة اعلان


واستعرض أبرز المعيقات التي تعترض عمله محذرا من انهيار وشيك إذا لم يتم معالجة الخلل.

ودار حوار في كل المفاصل التي تعاني منها الامانة وطرق حلها. حاولنا قراءة افكار العمدة مع توجيه الاتهامات هنا وهناك ولكونه خريج مدرسة ادارة ناجحة امتدت حوالى 30 عاما وقف على كل مواضع الخلل في الأمانة وكان يجيب بثقة.

عمدة عمان كان شفافا فيها حيث كشف انه لم يتعرض لضغوط حكومية ولكن ترتب على عدم تلبية طلبات بعض النواب غضب بعضهم ومرده التعيينات، وقال ان تراجع النظافة سببه قلة الاليات وقوى الشد العكسي. وان مديونة الامانة بين( 600 - 800 ) مليون دينار. وان لديه رؤية وأولويات لإخراج أمانة عمان من عنق الزجاجة. فهو يعرف الامانة كونه ابنها وتعايش مع كل مراحلها التي انتقلت فيها من شح الامكانيات والآليات، الى عدد العاملين الذي يتجاوز ' 23 ' ألف موظف. وتحدث عن انهاء العقود وشراء الخدمات وأصحاب الرواتب المرتفعة من مستشارين وسكرتيرات تبلغ رواتبهم بين 10-20 ألف دينار اردني، واستملاكات كلفت الامانة ثلاثة اضعاف قيمتها الحقيقية. وقال ان مشروع الباص السريع سيكون تنفيذه بناء على قرار الحكومة ونتيجة الدراسة التي ستظهر قريبا.

وأكد انه لا تمييز بين احياء عمان، والشرقية احيانا تكون أنظف من الغربية.

وفيما يلي نص الحوار:

*برأيك أين يكمن الخلل في مسار الأمانة؟

-بداية أنا ابن المؤسسة لقد تركتها سنتين وخدمتي فيها 28 عاما واعرف الخلل ومفاصله فيها وأفكر في خدمة مصلحة البلد وإزالة الخلل، وفي الفترات السابقة وقع هناك تحطيم لأن كل شيخ له طريقته،وهم رأوه إصلاحا لكنه في حقيقة الأمر إصلاح لا يتماشى مع المؤسسية والوطن والمواطن، لأنه لا يصلح إحضار نظرية خارجية ناجحة في إحدى الدول في المحيط لكنها في عمان لا تنجح، فالنظريات التي طبقت في الأمانة كانت بحاجة أن يتقبلها المجتمع لكن لم يراع ذلك، إدخال القطاع الخاص على القطاع العام كان جسما غريبا على قطاع الأمانة، يمكن أن يمزج القطاعين معا، بسلاسة إذا راعيت الظروف في المؤسسة،هناك من دخلوا بروح استعلاء على المؤسسة وأوجدوا فيها نوعا من الحرب الداخلية. وسابقا جاء أمين وإدارة جديدة وفريق لا احد يعرف وظيفته وعندما كنت وكيلا للأمانة.كان أصغر موظف يتدخل بقرار أكبر مسؤول ووقعت تدخلات لا تعرف مصدرها ومن يقف خلفها يغير قرار لجنة كاملا.

*ما قصة التدخلات في الأمانة ؟هل من تفاصيل؟ وما دور القطاع الخاص في ذلك؟

-القطاع الخاص له احترامه، وبرأيي حدث تحطيم في الأمانة سابقا، وكانت هناك تدخلات من الدخلاء على الأمانة بتغيير قرار لجنة مثلا وعندما تراجع بشأنها يقولون لك فلانة غيرته وفلانة ليس لها صفة!! وعندما تستدعيها تبدأ بالبكاء!! فالتدخل غير معروف مصدره كما انه هناك تمايزا في الرواتب أدى إلى طبقة سادة وأخرى عبيد وهنا صار الخلل.

*ألم يكن هناك إداريون يدققون في القرارات؟

-بعض الأشخاص الذين تم إحضارهم من الخارج للاستعانة بخبرته إذا تكلم بالحق وإذا لم يمش حسب سياسة من هو فوق كان ينهى عقده وبعض الأشخاص ممن تم الاستعانة بهم عمل برواتب عالية في سبيل الهيكلة وتفعيل فكرة اللامركزية في حين أن نتائج التطبيق كانت تؤدي الى مركزية، وخاصة عندما تسحب الصلاحيات من مدراء المناطق وكان لدينا 27 منطقة من دون صلاحيات، فدوائر المركز هي التي بيدها القوة ، وهي لا تسيطر على الإطراف وبالتالي انعكس هذا على الخدمة وسبب تراجع خدمات الأمانة، الهيكلة فقط أحدثت تباينا بين رواتب الموظفين. ولدينا رواتب 110 مليون دينار لكادر الأمانة و 23 ألف موظف منهم 3 آلاف موظف بالمناطق التي فصلت عن الأمانة مؤخرا أي 20 ألف موظف، بما تكلفة 9 ملايين دينار شهريا، مع العلم أن دخل الأمانة كان 195 مليون دينار عام 2010 وفي عام 2012 تجاوز 200 مليون دينار وموازنة الأمانة 340 مليون دينار، لدينا كادر زائد قبل عام 2000 وحتى الآن المشكلة تراكمية .

*الانتخابات التي تجددت في المناطق ألم تضخ دماء جديدة؟

-الانتخابات أفرزت أعضاء مجلس الأمانة تغولوا على مدراء المناطق وهم أعلى من مدير المنطقة فعضوا المجلس، وبدعم من الإدارة السابقة كان القرار الفعلي لرئيس اللجنة وليس لمدير المنطقة وهو المدير التنفيذي.

*ما سبب تراجع الخدمات والنظافة في الأمانة؟

-تراجع الخدمات والنظافة كانت بسبب توجه إلى خصخصة قطاع النظافة في العاصمة، وعملوا بعض التجارب على مناطق منها منطقة بسمان بتكلفة 100 ألف دينار،والإدارات السابقة للأمانة أهملت النظافة وصيانة الآليات وشرائها. وكانوا يريدون أن تفشل من أجل الذهاب إلى الخصخصة. فالحاويات لم تجدد وصار إهمال وتلف سنوي وذلك في السنوات الخمسة الأخيرة ولم تحدث الآليات ، وأنا متأكد انهم كانوا يتجهون إلى الخصخصة.

*ماذا عن الامتيازات والرواتب الخيالية والموظفين الذين يعملون من بيوتهم؟

-يهمني إيضاح الحقيقة للمواطن في ذات السياق، فعندما أتيت للأمانة بهذا المنصب وجدت أن بعض المدراء يداومون في منازلهم فأوقفت كل المياومات والامتيازات التي يأخذونها وصرفتها للعمال وعملت على تخفيف معاناتهم وانصافهم على حساب الجالسين بالدور. لكن هؤلاء المدراء كانوا ينقلون الصورة عكسية بأني ضد انصافهم، هؤلاء هم قوى الشد العكسي. يريدون تحريض العمال ضدي. بأن الأمين يعمل على وقف المكافآت .

*هل كانت أبواب الأمين مغلقة في السابق؟

-نعم كان باب الامين السابق مغلقا، والنواب كانوا يأتون الينا بدون موعد وإذا لم تقابلهم يشتكون إلى رئيس مجلس النواب ومن ثم رئيس الوزراء ،بالمحصلة لديك مؤسسة منهارة محطمة بمعنى الكلمة وصحافة تهاجمك قبل ان تعرف تطلعاتك وخيرك من شرك لخدمة الأمانة والنهوض بها.لدينا نقص سواقين، وعمال وطن فالعامل المصري اجرته 15 دينار يوميا ويعطي رشوة مقابل عمله ولو ارتشى المسؤول عن كل عامل ب 5 دنانير ففي نهاية اليوم سيحصل على 100 دينار من تشغيل 20 عاملا وهذا موجود ومن أسباب تردي وضع النظافة.

*أين جهات الرقابة مثل ديوان المحاسبة من كل هذا؟

-كان ديوان المحاسبة لا يفتح فاه ولما طرحت عطاء الضاغطات وسيارات نقل النفايات كان موافقا على قراري اللجنة الفنية والمالية،وحاول تعطيل العطاء،وتوقف على امور شكلية ومع ان الآليات الموجودة لدينا تعمل على ثلاث شفتات لكن البيرقراطية التي تعامل بها معنا ديوان المحاسبة نوع من أنواع الخلل.

*ماذا عن الوضع المالي للأمانة هل هو مقلق؟

-مديونية الأمانة بين( 650 – 850 ) مليون دينار ولدى الامانة امكانيات هائلة ومديونيتها سابقا وصلت الى (500 – 600 ) مليون دينار لكن هناك الكثير للإنفاق عليه فالشوارع محفرة ،وبدأنا في طرح عطاءات تعبيد ، ولولا تعطيل ديوان المحاسبة لكانت الآليات تصل بالشهر الثاني من العام المقبل.

نحن لا نستطيع الوقوف امام هذا الواقع المأساوي للأمانة. وطرحنا عطاء التعبيد لتراجع الخدمة،وإذا لم يتوفر لدينا سيولة مالية سيكون لدينا كارثة والدولة يجب عليها ان تكفل الامانة .نحن على أبواب كارثة ولمواجهة ذلك وضعنا خطة للخروج من هذا الوضع عبر توفير أراض كبيرة تعود للأمانة سنطرحها للاستثمار،وخرجنا بخطة تشمل 12مشروعا فالأراضي التي سنطرحها للاستثمار ستشغل الأيدي العاملة وتعود علينا بعملة صعبة.

*ماهو مصير المخطط الشمولي للأمانة؟

-المخطط الشمولي فعليا حطم وخرب الأمانة و زاد المديونية ،والاستملاكات التي تمت بموجبه في الأراضي بمئات الملايين وألغينا من لا تستفيد منها الخزينة وهناك قضايا في المحاكم ،فالأراضي التي خططوها في الوديان متداخلة قطعها مع بعضها بعضا وأصحاب الأرض غير قادرين على بيعها لأنها غير مفروزة. والأجنبي المستثمر حطم المرور في العاصمة، بالمحصلة المخطط الشمولي جر مديونية على الأمانة مقدارها 200 مليون دينار منها 93 مليون دينار منظورة أمام المحاكم ويمكن ان تصل الى 300 مليون دينار.

*لدينا معلومات عن هدر مالي في الأمانة ما قصته؟

-نعم وجدت هدرا ماليا من الدائرة القانونية في الأمانة وقد عينت قانونين جددا، وكلفت فريقا لدراستها ودراسة أين يوجد حدائق وشوارع تحتاج إلى جدران استنادية واستملاكات قمت بإلغاءها ،وسأعمل على تقليص الهدر من(400)مليون دينار إلى 50 مليون دينار.

ونحن نسعى إلى رفد خزينة الامانة عبر الاستثمار ونعمل على استثمار للأرض التي تقع بالقرب من حي القيسية، سنعمل على افرازها قطعا مع تأمين خدمات البنية التحتية وبيعها وقد عرضت المشروع على رئيس الوزراء وسيرى النور قريبا وسيكون مصدر دخل للأمانة ومن خلاله سيتم سداد ديون الأمانة،ولكن في حال عدم الموافقة على المشروع فانهم سائرون نحو الكارثة ، ولكنني متأكد أن المشروع سيرى النور ،وسيشمل على الفنادق والمستشفيات والمطاعم والمولات وسيدعم موازنة الأمانة ويعود عليها بمئات الملايين.

*أين يتركز أغلبية إنفاق موازنة الأمانة؟

-غالبية إنفاق الامانة على المرور والنقل إما البيئة فهي تحتاج 30 مليون دينار، وفي العام المقبل سوف يتحسن وضعنا استثماريا وقد جاءتنا عروضا من الكويت وسأسافر الى دول الخليج لعرض مشاريع الأمانة هناك. والمشاريع الاستثمارية سنوزعها إلى قطع ،ولدينا قطعة ارض مساحتها 185 دونما بجانب ديونز ستخصص لإقامة مدينة ترفيهية ،وكان مسؤولون سابقون منحوا إحدى العشائر5 دونمات لإقامة ديوان وألغيت ذلك، وستستغل الأرض في استثمارات وإعادة تأهيل لمدينة الجبيهة وكذلك تأهيل 55 دونما في حدائق الملك عبدالله وإقامة فنادق فيها. وستقيم الامانة حراجا للسيارات مساحته 150 دونما في ماركا الشمالية بدلا من الحراج الحالي.وأتوقع أن يكون دخل مشاريع المخطط الشمولي 400 مليون دينار بعد بيع أراضيه وبهذا لا تبقى على الأمانة مديونية، أما قرض الاسكان وفوائده تبلغ 61 مليون دينار.ولا مشكلة مالية في الأمانة لكن مشكلتنا مع 'قوى الشد العكسي '.

* يقال انك قمت بتعيين اكثر من 1400 موظف جديد منذ بداية عهدك في الأمانة، اكثرهم من أبناء محافظتك؟

- التعيينات في الأمانة لم تتوقف، لكنها لم تصل إلى هذا الرقم، ولم اعين من أبناء محافظتي السلط إلا حسب حاجة الامانة، ومعظمها حالات انسانية، فكلنا يعرف أن ابواب التعيين في الوزارات الحكومية مغلقة، والأوضاع الاقتصادية في البلاد تحتاج إلى مساهمة كل المؤسسات في تحسينها، وعلى هذه القواعد يتم التعيين في الأمانة.

* هناك معلومات أن الأمانة تقوم بإعـــــــــداد أغنيـــــة بكلفة 150 ألف دينار وهي تعــــــــــاني من أوضاع مالية صعبة؟

- نعم نقوم بإعداد أغنية سوف نطلقها للمناسبات الوطنية وكلفتها 30 ألقا فقط، وهذا جزء من دورنا في دعم الثقافة.

*هل تعاني من ضغوطات معينة من نافذين؟

-لا أعاني من أية ضغوطات، كما أن الأمين السابق كان جريئا ولديه قوة.

*ماهي آخر تطورات خط الباص السريع؟

-التقيت المعارضين والمؤيدين للمشروع للخروج بتصور يخدم عملية النقل والمرور في العاصمة.

*تحدثت عن قضايا رشوة، هل من سبيل لوقف ذلك؟

-خبرتي الطويلة في الأمانة جعلتني اصبح خبيرا في اكتشاف قضايا الرشوة والفساد واعترف أن لدينا بعض الموظفين المرتشين لكننا عندما نطلب من صاحب الادعاء على الموظف يرفض تقديم أي دليل خوفا.

وعندما تتوفر لدينا إثبــــــــاتات نحول المرتشين إلى القضاء وقد حـــــــولنا 20 قضية فساد للقضاء.

ولدينا ديون على المواطنين حوالى 100 مليون دينار وسنطرح عطاء لتحصيل الديون قريبا ونحاول استرداد ديون الأمانة على الحكومة والبالغة 250 مليون دينار من خلال استملاك أراض حكومية في منطقة أحد .

العرب اليوم


 
gnews

أحدث الأخبار



 




الأكثر مشاهدة