الأحد 2024-12-15 10:31 م
 

اللعبي يشهر روايته "قاع الجرة" في لندن

04:01 م

الوكيل - أواخر الشهر الماضي، قدم الشاعر المغربي عبد اللطيف اللعبي قراءة في غرف الفسيفساء في لندن مع واحد من مترجمي بلده الأكثر التزاما، أندريه نفيس الساحلي. اللعبي كنز وطني وواحد من الكتاب الأكثر احتراماً في العالم العربي، لكنه لا يزال غير معروف للقراء الناطقين بالإنجليزية.اضافة اعلان

في العام الماضي، ترجم نفيس الساحلي ثلاثة من كتبه إلى اللغة الإنجليزية. وعقدت الفاعلية في لندن بمناسبة نشر روايته الأخيرة، 'قاع الجرة' وتروي قصة صبي صغير يشق طريقه خلال مرحلة المراهقة، والحكم الاستعماري وحرية مدينته فاس.
في خضم قراءة قصائده ومقاطع أخرى، طلب اللعبي استراحة. ثم قام بتغيير البرنامج المقرر للأمسية، وقدم قراءة لنص مختلف باللغة العربية، في شكل مشورة للكتّاب الشباب.
واستهل بالقول 'كن موالياً لكتاباتك كل يوم'، بينما قام نفيس الساحلي بالترجمة. 'إقبل كل مطالبها. فينبغي أن تكون محور حياتك'.
وتابع 'كن صادقاً مع نفسك وينبغي أن تكون أسئلتك متفوقة على إجاباتك. ... كن حنوناً تجاه جرح الكلمات. لا تقلق بأن تنكص إلى الوراء، وتجنب السلطة بأي شكل جاءتك فيه.
'إقرأ ضعفي ما تكتب. وأعلم أن القواميس هي فقط مقابر للكلمات. ولكن يمكنك أن تزرع فيها الحياة. ... انظروا إلى ما تكتبه كقطعة متواضعة من الخبز وكن جاهزاً لمشاركتها. اعتبرها مشاعاً للجمهور، لا ملكيتك الخاصة.
'لا تكن أسيراً لبيتك. أخرج. خذ إجازة. ابتعد لفترة. لا تخاف من الضياع. الأرض هي وطنك. الإنسانية هي شعبك. وإذا أصبحت رجلاً عجوزاً، لا تفقد الطفل الذي كنته ذات يوم ولا أحلام الشباب'.
تلتقط 'قاع الجرة' تعجب الطفل وروح الشاب ناموس: الطالب الذي يذاكر كثيراً، والمشاكس وابن صانع السروج في حي فاس المعروف باسم ربيع الخيول.
يحكم القصة، بذكاء، حدث تاريخي – سقوط جدار برلين. ويزاحم الحدث ويطغى عليه حقيقة أن شقيق ناموس، سي محمد، قد تغيب عن الأسرة، نهاية الحرب الباردة، والإحساس بفراغ السلطة وعدم الاستقرار وإحساس مرير بالخسارة.
بدأت متاعب سي محمد قبل نحو 30 عاماً، عندما اعتقل لمعارضته حكام المغرب التابعين للاستعمار الفرنسي، كان ذلك من موقفه المتواضع ككاتب بريد شعر بأنه متضرر.
ومن هناك يبدأ اللعبي استحضار ومضات ذهاباً وإياباً خلال القصة، وكيف وجدت أم ناموس، غيداء، عروساً لسي محمد بدت مناسبة ولكنها كانت عروساً مأساوية في نهاية المطاف؛ وكيف تعرف ناموس أول مرة على اللغة الفرنسية، وكيف شعر أنها فظيعة ومن ثم ساحرة؛ كيف أخذ والده إدريس أفراد العائلة في عطلة ليس بعيداً عن الوطن؛ كيف أنه وشقيقته زهور وقعوا في حب مع فيلم فريد الأطرش وسامية جمال؛ مع الإذاعة، وأم كلثوم وأسمهان؛ وكيف كان العالم آنذاك وظل حتى اليوم منقسماً بين الفنانات المصريات واللبنانيات والسوريات.
في السنوات الخمسين الماضية، نشر اللعبي، الذي ولد في عام 1942، عشرة كتب تنوعت بين الشعر، والروايات والمسرحيات، والمقالات، وقصص للأطفال ورسائل السجن، وترجمت أعماله أكثر من بعض أقرانه البارزين (مثل محمود درويش وغسان كنفاني وعبد الله زريقة).
أسس المجلة الأدبية الرائدة 'أنفاس'، عام 1966، وأحدث ثورة في السياسة وجماليات الأدب العربي إلى حد أنها حظرت في عام 1972. واعتقل اللعبي نفسه، وتعرض للتعذيب وسجن لقرابة عقد من الزمان، بتهمة 'جرائم رأي' واتهم بالتآمر ضد الدولة المغربية.
المصدر: بيروت دايلي ستار


 
gnews

أحدث الأخبار



 




الأكثر مشاهدة