الإثنين 2024-12-16 12:58 ص
 

المجالي : لا يمكن محاربة الطبيعة

08:19 م

الوكيل - أوصى مشاركون في مائدة مستديرة حول تقييم أداء المؤسسات الحكومية خلال العاصفة الثلجية بدعم الوزارات والبلديات وكوادر الأمن العام والدفاع المدني بكافة المستلزمات الآلية والبشرية لمواجهة أي ظروف استثنايئة وصعبة يمكن أن تواجهها الممكلة.اضافة اعلان


وأكد المشاركون من وزراء ونواب وممثلي قطاعات شعبية وحزبية ونقابية وممثلين عن جهازي الأمن العام والدفاع المدني وشركة الكهرباء وأمانة عمان، في المائدة التي نظمها مركز الحياة (راصد) الاثنين على أهمية الإستفادة من الأخطاء التي اعترت الأردن في موجة الثلج الأخيرة، بما يمكن من منح الصلاحيات لغرف عمليات مختصة في كل محافظة بما لا يدع مجالاً لتداخل الصلاحيات بين أي جهة، والعمل على دعم دائرة الأرصاد الجوية بحيث يتم تعزيز مصداقيتها لدى المواطن، وإقامة حملة وطنية لتقليم الاشجار بما لا يؤثر على المعدات الكهربائية، ودعم القطاع الزراعي جراء الخسائر التي لحقت به أثناء العاصفة، وإيجاد مركز إعلامي مختص في إدارة الأزمات بحيث يقدم معلومة موحدة تجنب الخلط والتضليل، والعمل على تعزيز مفهوم الدفاع المدني للمواطن، بما يمكن من تأهيل كوادر بشرية مدربة على التعامل مع الظروف الجوية وأي حالات طارئة، اواستخدام الأجهزة اللاسلكية أثناء الظروف الصعبة بدلاً من الأجهزة الخلوية، وإيجاد حالة من التوعية للمواطنين وتنبيههم لخطورة واستثناءات أي ظرف.

وقال وزير الداخلية حسين هزاع المجالي في كلمة له مندوباً عن رئيس الوزراء إنه لا يمكن محاربة الطبيعة سواء بغزارة الأمطار أو الثلوج أو موجات الحر العاتية، لافتاً الى أن دولاً كبرى من مثل الولايات المتحدة الأمريكية والصين والهند واجهت كوارث بيئية وجوية.

وأكد المجالي أن مختلف الأجهزة الرسمية في الدولة بذلت قصارى جهدها للتعامل الأمثل أثناء العاصفة الثلجية، كذلك الحال بذلت الهيئات المجتمعية قصارى جهادها لمساندة أجهزة الدولة، لافتاً إلى أن التقارير تشير لعدم وجود تقصير من أجهزة الدولة خاصة أن اجتماعاً للمجلس الأعلى للدفاع المدني ترأسه رئيس الوزراء في شهر أيلول وضع الخطط اللازمة لمواجهة أي أزمات في موسم الشتاء.

ونوه المجالي إلى أن المركز الوطني للأمن وإدارة الأزمات عقب رسالة جلالة الملك عبد الله الثاني اجتمع برئاسة رئيس الوزراء وتباحث في ظروف العاصفة وتحدث كل طرف عن الأخطاء التي ارتكبت في التعامل مع العاصفة، مبيناً أن المجلس الأعلى للدفاع الذي يرأسه يسعى لتسخير مختلف الإمكانات للتعامل مع الظروف الطارئة حسب أنواعها والتنسيق مع كافة مؤسسات الدولة لاستغلال الموارد بشكل يخدم مصلحة المواطن، مؤكداً أهمية الشراكة مع مؤسسات المجتمع المدني بما تبين من دور كبير لها وللهيئات المجتمعية أثناء العاصفة.

ولفت المجالي إلى قيام المركز الوطني للأمن وإدارة الأزمات بدعوة نقيب المقاولين ورئيس جمعية مستثمري الإسكان، لحصر الآليات الموجودة في مختلف محافظات المملكة، كما أشار المجالي إلى وجود أخطاء جراء تداخل الصلاحيات والمهام في بعض غرف العمليات، مؤكداً أهمية توحيدها ومنحها كافة الصلاحيات في كل محافظة.

من جهته قال وزير الأشغال العامة والإسكان المهندس سامي هلسة إن الوزارة قدمت خطتها للتعامل مع الظروف الأخيرة لوزارة الداخلية بما لا يفتح مجالاً أمام تداخل الصلاحيات وتشتت المهام، لافتاً إلى أهمية معرفة الناس للأدوار المناطة بالوزارة وتلك التي تتعلق بأمانة عمان والبلديات المختلفة.

وأضاف هلسه إن الوزارة قدمت بكوادرها جهداً كبيراً، إلا أنها عانت من سلوكيات بعض المواطنين أثناء العاصفة الثلجية، ما حال دون وصول الآليات لفتح بعض الطرق، مشيرا إلى تنسيق تجريه الوزارة مع نقابة المقاولين لحصر الآليات لدى القطاع الخاص من أجل الوصول إلى قاعدة معلومات عن عدد الآليات الخاصة في كل محافظة والإستعانة بها في الأزمات.

بدوره أعلن المدير العام لهيئة شباب كلنا الاردن – الذراع الشبابي لصندوق الملك عبدالله الثاني للتنمية سامي المعايطة أن الصندوق يسعى لإطلاق مبادرة وطنية تشاركية لمأسسة العمل التطوعي من خلال بناء قاعدة بيانات وطنية تضم كافة مؤسسات المجتمع المدني والأحزاب والنقابات والجمعيات الأهلية لتكون شريكة في بناء قاعدة بيانات وطنية وفق أسس علمية وموضوعية تساهم في تكامل العمل الوطني مع المؤسسات الوطنية الرسمية وسيتم بناء القاعدة وفق التقسيم الجغرافي والتخصص والخدمات والقدرات لتكون شاملة، وستكون القاعدة أنموذجا على مستوى الوطن العربي في تنظيم العمل التطوعي وتسخير هذه الكوادر لخدمة الوطن والمواطن، وان الهيئة خلال العاصفة وزعت طاقاتها الشبابية للعمل في جميع محافظات المملكة، كما تمنى المعايطة أن يكون دور القطاع الخاص أكثر فاعلية في مثل هذه الظروف.

ولدى حديث المعايطة أعلن الناطق الإعلامي باسم القطاع الشبابي في حزب جبهة العمل الإسلامي سائد العظم استعداد الكوادر الشبابية في الحزب للإنضام لهذه المبادرة، لافتا إلى أن الأزمة الأخيرة برغم التقصير الذي شابها من بعض الجهات، إلأ أنها أظهرت جهداً متميزا للأجهزة العسكرية والمدنية في العاصفة الثلجية، فيما كان للجهود التي بذلها جلالة الملك عبد الله الثاني تأثير على تعامل الأجهزة المختلفة مع العاصفة فكانت جهودهم أكثر نوعية بعد مساعدة جلالته للمواطنين في الميدان.

كما أكد الناطق الإعلامي باسم الدفاع المدني العميد فريد الشرع في كلمة عن مدير الدفاع المدني اللواء الركن طلال الكوفحي، استعداد جهاز الدفاع المدني لتدريب الكوادار الشبابية في مبادرة صندوق الملك عبد الله وصولا إلى رديف فاعل وأكثر جاهزية من المواطنين في التعامل مع الأزمات، لافتا إلى أن الدفاع المدني يقوم سنويا بتدريب (100-120) الف مواطن سنويا على الإسعافات الأولية والإنقاذ.

وأشار الشرع إلى عدم وجود وفيات جراء العاصفة، في حين بلغ عدد الوفيات نتيجة الاستخدام الخاطىء لوسائل التدفئة خلال الشهر الحالي إلى (16) حالة.

وقال النائب مفلح الرحيمي إن الأردن مر بظروف وأزمات أكثر صعوبة من موجة الثلج الأخيرة، واستطاع الخروج منها بسلام، مشيراً الى أنه برغم حجبه الثقه عن الحكومة إلا أن دورها وجهودها في الازمة الأخيرة كانت جدية وجبارة وقدمت كل ما بوسعها لمساعدة المواطنين، كما لفت إلى ردود فعل عالمية شاهدها عن كيفية خروج الأردن وتعامله مع العاصفة خاصة الجهود التي بذلها جلالة الملك عبد الله الثاني.

بدوره أشاد النائب موسى الخلايلة بجهود جلالة الملك عبد الله الثاني في الأزمة، وكافة الجهود العسكرية والمدنية التي بذلت، لافتاً إلى حالات شاهدها في الزرقاء برغم عدم تساقط الثلوج لحالات ازدحام، واقترح أن يتم ترخيص المركبات بعد حصولها على جنازير خاصة للسير على الثلوج.

وقال النائب محمد العبادي إن الأداء خلال العاصفة الثلجية لم يكن سيئاً مقارنة بحجم العاصفة التي مرت بها الممكلة، موجهاً الشكر لكافة المؤسسات الحكومية وغير الحكومية التي ساهمت في تخفيف حدة العاصفة الثلجية، كما اعتبر أن التخطيط على الورق لم يكن متطابقاً مع أرض الواقع.

وأشاد النائب محمد القطاطشة بالجهود الحكومية الشفافة أثناء تعاملها مع العاصفة الأخيرة، لافتاً الى أن الأزمة مرت دون أي انتهاك لآدمية الإنسان، وأشار إلى المعاناة التي عانها أهالي محافظة الطفيلة من تقطع للكهرباء، واقترح أن يتم إيصال كيبلات كهرباء أرضية في مناطق العاصمة والجنوب، كما وجه القطاطشة النقد لأداء امانة عمان وأمينها، معتبراً أن خبرته لم تكن كافية للتعامل مع الأزمة.

من جهتها اقترحت النائب نجاح العزة للتعامل مع أي أزمات لاحقة أن يتم تجهيز الآليات بشكل مناسب، والعمل على إشراك القطاع الخاص في إيجاد حلول للأزمات، وتدريب كافة الكوادر على العمل في الظروف الصعبة والإستثنائية، وتوزيع المهام والأدوار بين كافة الأجهزة بما لا يجعل أي تداخل في صلاحياتها ومهامها.

فيما اعتبر نائب مدير المدينة في أمانة عمان المهندس باسم الطراونة أن استعدادات أمانة عمان جاءت ضمن الطاقات المتوفرة لديها فأنشأت فرق طوارىء قبل العاصفة بثلاثة أيام فكان لديها 22 غرفة عمليات في مختلف مناطق العاصمة، وغرفتين رئيسيتين، لافتاً الى أن العاصفة الثانية مساء الجمعة والتي رافقها خروج بعض المواطنين بمركباتهم أدى إلى إعاقة عمل فرق الأمانة.

وأشار نقيب المهندسين الزراعين محمود أبوغنيمة إلى وجود ظلم كبير لحق بدائرة الأرصاد الجوية والتشكيك بدورها الوطني، في حين اعتمد آخرون على أشخاص في رصدهم لحالة الجو، ونوه إلى أهمية الشراكة بين كافة القطاعات للتعامل مع هكذا أزمات، وأهمية دعم وزارة الزراعة بإقامة حملة وطنية للتشجير والتقليم.

فيما أشار مندوب شركة الكهرباء الأردنية علي الحديد الى إن الانتقادات التي وجهت لشركة الكهرباء، كانت تسعى إلى تقديم الشركة وكأنها كبش فداء جراء أي تقصير حصل أثناء الثلجة، لافتا أن عدم فتح الطرق أحياناً حال دون وصول مركبات الكهرباء للمناطق التي انقطت بها الكهرباء، فضلاً عن ازدحام للسيارات والمواطنين في بعض المناطق، كما أن تقطع الأشجار وقطعها للأسلاك وهدم الاعمدة جعل من تركيب وزرع أعمدة في ظل تساقط الثلوج أمراً صعباً.

ونوه مندوب الامن العام العقيد سامي الخرابشة أهمية الشراكة مع القطاع الخاص والإستفادة من إمكانيته في مختلف الظروف، موجها الشكر لشركة المناصير التي وفرت (12) آلية لفتح الطرق بالقرب من دوار صويلح، مؤكداً حرص الأمن العام على توفير الظروف الآمنة للمواطن الأردني في مواجهة الظروف الجوية والبيئة.

وقال الإعلامي وناشر موقع كل الأردن خالد المجالي أن المأمول اليوم تفعيل دور المركز الوطني للأمن وإدارة الازمات، وضرورة الإبتعاد عن ممارسة أدوار البطولة أثناء التعامل مع الأزمات .

وقال رئيس هيئة شباب نحن الأردن عبد الله العكايلة إنه من الضروري تغليب العمل الجماعي على الفردي ، لافتاً إلى قيام مجموعات من أبناء حي الطفايلة قاموا بتشكيل مجموعة من الفرق للتعامل مع الأزمة امتدت لتصل مناطق الجوفة والأشرفية.

ورفض مساعد أمين عام حزب الوسط الإسلامي سامي شريم تحميل مسؤولية الأخطاء التي وقعت أثناء العاصفة الثلجية للمواطنيين كالإزدحام او خروج المركبات .

وعبر الناطق الإعلامي باسم الهيئة المستقلة للانتخاب بالوكالة شرف الدين أبورمان عن رفضه تحميل الإعلام والمواطن للخلل والأخطاء التي رافقت الأزمة الثلجية، مبيناً أن وجود أي أخطاء من المواطنين تعود الى نتيجة عدم توعيته .

من جهته قال رئيس الجمعية الأردنية لحقوق الناخبين باسل الطراونة إنه يجب التعامل مع الحالة الجوية بقاعدة الثواب والعقاب، حيث من الضروري مكافئة كل الجهات التي قامت بدورها وطورت أدواتها، ومحاسبة كل من أخطأ تحقيقاً لمبدأ العدالة والمساواة، والعمل على تشكيل لجان أهلية في الأحياء للتشارك مع كافة الجهات أثناء الأزمات.

وكان مدير عام مركز الحياة (راصد) الدكتور عامر بني عامر أكد أن هذه المائدة تأتي ضمن نهج المركز في الوقوف على أهم القضايا الوطنية من أجل الخروج بمقترحات وتوصيات تهدف إلى إيجاد حالة مثلى من التعامل مع الظروف والقضايا الصعبة والإستثنائية التي يمكن أن تمر بها الممكلة، مشيراً الى أن المركز حريص دوماً على إيجاد حالة من التشاركية مع كافة الجهات النقابية والحزبية والمجتمعية والتواصل مع الوزارات والمؤسسات الحكومية والهيئات والقطاعات الخاصة للإستفادة من خبراتها في كافة القضايا الوطنية.


 
gnews

أحدث الأخبار



 




الأكثر مشاهدة