لم يبق أمام القيادة الفلسطينية لتبرر نفسها لشعبها سواء في فتح أو حماس سوى المصالحة الفلسطينية التي بات النجاح فيها واجتياز امتحانها هو الفرصة الأخيرة بعد التعطيل الذي حدث والتأجيل الذي استمر طويلاً، وبعد أن تبددت الآمال من لقاءات الدوحة والقاهرة.
الآن يعود الأمل قوياً والأطراف التي عطلت المصالحة إما انها ضعفت أو انصرفت إلى مواضيع أخرى أو حتى جرى تجاوزها بعدم الخوف منها بما في ذلك اسرائيل والولايات المتحدة الأمريكية اللتين ما زالتا تريان في المصالحة الفلسطينية-الفلسطينية مصالحة مع «الإرهاب» وتأجيج له دون أن تقدم اسرائيل ولا حتى الولايات المتحدة للرئيس محمود عباس أية بدائل تقوي موقفه أو تدعم رؤيته أو تجل الشعب الفلسطيني يلتف حوله.
لقد خذلوا القيادة الفلسطينية وتركوها في الحصار فلا هم ساعدوا في إنجاز عملية سلام ولم يسمحوا بالمقاومة ولا حتى المصالحة وبناء وحدة الشعب الفلسطيني.
الآن فإن مناخ المصالحة أكثر مناسبة والطرق اليه أصبحت سالكة أكثر لاسيما وأن الربيع الفلسطيني الآن هو ربيع ضاغط باتجاه هذا الهدف ففي طرف حماس لم يعد التأثير الإيراني على حماس قوياً بعد مغادرة قيادة حماس دمشق كما لم تعد تأثيرات دمشق ذات أثر بعد أن أصبح النظام السوري قاب قوسين من السقوط.
وبالتالي أصبحت حماس أكثر استقلالية وأبعد عن نفوذ الأطراف التي كانت ترهن دورها في المصالحة عن طريق دعمها وتسليحها، وبالتالي فإن الضغط الاقليمي قد خف عليها وهذا ما استجاب له بفورية وايجابية خالد مشعل رئيس المكتب السياسي لحماس الذي عبر عن نزوع وطني قوي باتجاه المصالحة وهو ما قال به أبو مازن في شهادته عنه وما أكده موفد القيادة الفلسطينية إلى غزة في احتفالات فتح جبريل الرجوب.
بالمقابل فإن الضغط الأمريكي والاسرائيلي على الرئيس محمود عباس فشل تماماً ليس في موضوع المصالحة بل أيضاً قبل ذلك حين أصر الرئيس عباس على الذهاب إلى الأمم المتحدة وقد حقق انتصاراً ملموساً للقضية الفلسطينية ثمّنته حماس أيضاً واعتبرته خطوة إيجابية حين وظّف عباس صمود غزة في وجه العدوان الاسرائيلي على القطاع والذي عكست فيه حماس إرادة قوية.
عباس تجاوز الضغوط الاسرائيلية والأمريكية وها هو يتجاوزها ويتركها خلفه ولا يعير لها آذاناً مما يدفع نتنياهو لاتهامه واعتباره «فاقداً للشراكة» ومتحالفاً مع «الإرهابيين».
الفلسطينيون الآن أكثر إصراراً على المصالحة، وأكثر حاجة إليها وغيابها أضعف موقفهم الدولي واضر بقضيتهم وأعطى أعدائهم ذرائع للإستقواء عليهم والتنصل من أي التزام.
المصالحة الفلطسينية يجب أن تقوم فوراً فالرئيس عباس قطع معظم المسافة وها هو خالد مشعل يلاقيه في منتصف الطريق وقد قامت اجتماعات أخيرة برئاسة الرئيس المصري محمد مرسي وبحضور مدير المخابرات المصرية والفيصلين الأساسيين فتح وحماس واللقاء القادم الذي يجمع أمناء عامين الفصائل ويحضره الرئيس مرسي وتكون الاطارات التقليدية في منظمة التحرير الفلسطينية قد تكاملت إلى جانب لقاء الفيصلين خارج المنظمة حماس والجهاد الإسلامي.
إذن الطريق مفتوحة الآن والانتصار الأكبر للفلسطينيين مرحلياً هو المصالحة وهي ثالثة الأثافي بعد نجاحهم في الأمم المتحدة وصمودهم في غزة أمام العدوان، فإن توحدوا صنعوا قوة عظيمة ومكنوا أنفسهم من الاستمرار في كفاحهم خاصة إذا جرى بناء الوحدة من خلال المؤسسات والاتفاق على تشكيل حكومة فلسطينية جديدة وتحقيق المصالحة المجتمعية وإعادة بناء منظمة التحرير ليكون الجميع فيها وإجراء الانتخابات لتوحيد الوسائل وبناء الأمن على أسس وطنية تحمي الأهداف,
تفتح باب تعزيز الوحدة الوطنية.
لقاء القاهرة مهم ودور الرئيس مرسي مهم ومخلص وعلى المشككين أن يندحروا فقد انكشفت مصالحهم والشعب الفلسطيني لهم بالمرصاد فهل ينجزها الفلسطينيون كرسالة أيضاً أمام الانتخابات الاسرائيلية القادمة !
-
أخبار متعلقة
-
أفضل سيارات مازدا في استهلاك البنزين لعام 2018
-
الفاخوري يعلن تبرع بنك الأردن بمليون دينار أردني لصندوق "همة وطن"
-
توفيق فاخوري يدعم صندوق "همة وطن" بمبلغ نصف مليون دينار أردني
-
شاهد لحظة سقوط الطائرة الأوكرانية بعد اشتعالها في الهواء
-
مدرسة الموقر ترسم أجمل منظر – فيديو وصور
-
مدرسة الموقر ترسم أجمل منظر
-
بـرنامـج الـوكـيـل فـي إجـازة سـنـوية
-
حفرة امتصاصية في جرش .. خطرٌ يُهدد المواطنين و يُضر السياحة | فيديو