الأحد 2024-12-15 10:48 م
 

المفصول

07:42 ص

عزمي شطارة..اسم نبتَ بين أصدقاء (اللايك) الدائمين على الفيس بوك، حيث أنشر مقالاتي أيضا، وقد تذكرت هذا الاسم، وتذكرت جزءا من حياتي في العقد الأخير من سبيعينات القرن الماضي، إذْ كنت اعمل في أحد المشاريع ، في منطقة الأزرق، عاملا عاديا؛ لأني كنت ممنوعا من العمل الحكومي، الذي لم اكن ارغب فيه أصلا. كان عزمي شابا في العشرين مثلي، وكان يعمل في الكراج بينما كنت اعمل في الإدارة، بصفتي أجيد الطباعة والكتابة .اضافة اعلان


زرت صديقي عزمي شطارة هذا الأسبوع في كراجه الخاص بعد 34 عاما من الانقطاع، ولم اعرفه ولم يعرفني من الشكل، هذا لم يمنع أن أعطّله عن عمله قليلا، وجلسنا نتذكر ايام زمان . وقد تذكرت، ما نسيته، حينما تم فصلي من العمل .
كان من مهامي أن أرد على جهاز اللاسلكي المركزي لنقل المعلومات من قسم الى آخر، وكان أن استقال المدير العام السابق، وجلبوا مكانه رئيس قسم الأبنية المهندس محمود. وحينما شرعت بالنداء على المهندس المشرف على المشروع من جهة المالكين ( أبو أشرف ...كمْ إنْ)، سمعني المهندس محمود، فعاد الى المكتب وطلب مني أن انادي المهندس المشرف بلقب ( بيك) كما يناديه هو، لغايات الذبذبة طبعا.
أنا رفضت ذلك ، وكان أن تم فصلي في ذات اليوم، وخسرت سنة جامعية في (جامعة بيروت العربية) إذْ لم استطع توفير تكاليف الذهاب الى بيروت، لتقديم الامتحانات. طبعا لا اعرف لماذا نسيت الموضوع تماما؟ ولم اكتب عنه اصلا قبل هذه المرة.
فقط، تذكرته سابقا قبل سنوات حينما عمل احد اصدقائي مع البيك، وذكر لي اسم الرجل بالصدفة، فعرفت أنه الرجل الذي قام بفصلي لأني رفضت أن اناديه بـلقب (بيك)، وقلت لصاحبي القصة التي نقلها له، فاتصل بي الرجل معتذرا ، بأنه لم يكن يعرف ذلك ..وهذا صحيح، وصرنا اصدقاء على الهاتف، وارسلت له نسخا من كتبي الساخرة.
العبرة من هذه الموضوعات – حسب رأيي : أن المذبذبين يصنعون عالما موازيا للواقع ، لكنه عالم مشوّه ومعتوه ومأزوم وينتهي بانتهاء مصالحهم الشخصية. وأن بعض الباكوات اناس طيبون ، لكن الآخرين يرسمون لهم هذه الهالات حولهم، ويشرعون في تعظيمهم؛ من اجل مصالحهم الشخصية طبعا(مصالح المذبذبين).
قد يكون تصرفي انذاك غريبا، لكني اعتقد أني لو قدمت ذلك التنازل، وخاطبته بلقب البيك، لكنت تخرجت في بيروت العربية أبكر بعام، ثم اكملت تعليمي، وكان اقصى ما يمكن ان أكونه هو استاذا للفلسفة في احدى الجامعات....لكني لن اكون يوسف غيشان الكاتب الساخر الذي يحمل موقفا ويدافع عنه مهما غلا الثمن ..لن اكون انا كما انا الان، على الإطلاق.


 
gnews

أحدث الأخبار



 




الأكثر مشاهدة