الأحد 2024-12-15 11:28 م
 

الملك ونادي الرؤساء .. الصورة والاطار

10:36 ص

يمكن الحديث طويلا في النقاط التي جرى ادراجها على مائدة لقاء الملك ورؤساء الوزارات السابقين والتي جرى نشرها عبر وسائل الاعلام امس وكلها نقاط محورية ومدار حديث المواطن الاردني وبقي ظلال الصورة واطارها على المتلقي الذي قابل الصورة بارتياح و تفاؤل .اضافة اعلان

اطار الصورة يبدأ من دائرية الطاولة التي جلس عليها الملك واعضاء النادي الرئاسي باستثناء اثنين حالت ظروف سفرهما عن حضور اللقاء , ومن هنا تبدأ حكاية اللقاء , فالملك يعيش حالة استثنائية عنوانها نجاح السياسة الاردنية وحضور الدور الاردني بعد غيوم الاقليم السوداء الناجمة عن اشتعال الاقليم وكل من جلس على الطاولة كان شريكا في الانجاز والبناء , حتى في الاخطاء التي ارتكبتها حكومته وجبر خطأها الملك .
بروحية المقاتل او بأبوية المحارب لدقة التعبير جلس الملك مع اركان السلطة التنفيذية السابقين لعهده ومن حملوا شرف الامانة في المملكة الرابعة، فالوصل سمة السياسة الملكية والبناء التراكمي ليس محصورا بحكومة او بمرحلة , ولعل رؤية ذوات مرحلة البناء الوطني في المملكة الثالثة من الرؤساء يغوي بالكتابة والتحليل مرة تلو الاخرى , فقد رحلت اوطان ورئاسات كانت شعوبها تحلم برؤية هذه السلسلة البشرية على مائدة واحدة واكاد أزَِل فأقول هنا عبقرية المكان والزمان وظل السلطان , الذي لا يخشى دائرية المائدة فحيث جلس يكون للطاولة رأس مرتفعة دوما .
ومن الاطار الى الظلال يمكن الولوج برحابة الى مفاتيح الحوار وسلاسته وعذوبته كما قال رئيس وزراء سابق لكاتب المقال والصفات السابقة ليست شاعرية من حيث دلالة العذوبة والسلاسة بل من حيث المضمون المفتوح على الوضوح الكامل فالصدر الهاشمي لا يضيق وما ضاق برأي او ملاحظة واللسان الاردني فصيح بمهابة الادب ورؤية اجتياز المخاطر في الاقليم المشتعل نارا وغبارا بمهارة القيادة وتلك حكاية تُروى ذات يوم .
البقاء في ظلال الصورة هو الهدف , ليس لانه سابقة فقد جرى قبله الكثير لكنه في هذا الظرف الحالي له ذائقة نجاح اردني تحتاج الى تعزيز وتحتاج الى خلايا استشعار تعرف معنى الادارة في الازمات وتعرف معنى المسؤولية في لحظات الحرج الاقليمي , ومن الرؤساء من خاض مع الملك حروبا اكثر استعارا من حروب القنابل والمدافع ومنهم من خاضها فعلا وتركت في بدنه ندبا وجراحا .
كانت رائحة التاريخ السياسي تفوح من الطاولة الدائرية , وهي تحمل رسالة تواصل لتوصيل ديمومة العمل الموحد والربان الواحد حتى وان خالف ذات من الذوات الرؤية او اختلف معها في موقف او رؤية ولكنه عشق لم يمسسه دنس او رياء فنحن نختلف بالهاشميين ولا نختلف عليهم وهذا سر استمرار السلسلة البشرية في البلاط الملكي العامر وهذا سحر وسرّ المقر السامي .
ربما يفيض البوح وصولا الى عصاة مضر بدران التي توكأ عليها كي يصل المقر السامي لقراءة حجم المسافة العمرية الموصولة مع المقر فما من بعيد عن المقر وربما لو جازفت الكاميرا لاظهرت اصابة في ابهام زيد الرفاعي وجرح في خاصرة او فخذ احمد عبيدات , ونفس الصورة ستبرز شيبات عبد الكريم الكباريتي وعلى ابو الراغب وطاهر المصري ونفسها ستكشف شباب سمير الرفاعي , فأي ديوان يحفظ الود مع كل هذه الاجيال الا ديوان الهاشميين ومقرّ الاردنيين الدائم .
كانت الدستور تحتفي بضيف عربي كريم هو الدكتور محمد المسفر اثناء لقاء الملك مع اركان السلطة التنفيذية العامل منهم والناصح وتحدث الرجل عن دهشته من قدرة الاردن ومقدرة قيادته على تجاوز المحن رغم الصعاب وجَور الجيرة , ولربما لو شاهد الصورة لاجابته واظنه بحصافته المعروفة قد شاهدها وارتوى بإجابتها فعلى هذه الارض ما يستحق الاحترام والبقاء .
في اطار الصورة وظلالها الكثير وربما يستمر البوح عنها طويلا , لكنها ستبقى صورة اردنية مرسومة بإرث تاريخ طويل من الثقة بالمقر وظلالها ابتسامة ملكية تبوح “ ألم أقل لكم “ سنجتاز العاصفة وستنحني لنا رؤوس الاقليم سمعا وكرامة .
 
gnews

أحدث الأخبار



 




الأكثر مشاهدة