الأحد 2024-12-15 10:48 م
 

الناطور يفكر في اتخاذ إجراء قانوني لرد اعتباره

11:42 م

الوكيل- يدرك حجم الاهتمام الذي حظي به خلال اعتقاله في السعودية، اهتمام سعد به، لم ير فيه إلا فرصة لتحفيز الحكومة، والرأي العام لإيلاء الأردنيين المعتقلين في الخارج أهمية أكبر.اضافة اعلان


خالد الناطور الناشط الأردني، الذي اعتقل في السعودية خلال زيارة عمل قبل 90 يوما، يعود إلى الأردن وسط اهتمام محلي لشاب اعتقل بتهمة ممارسته حقه الدستوري في التعبير عن رأيه أمام السفارة السعودية في عمان قبل سنة.

الناطور في مقابلة مع 'وثائقيات حقوق الإنسان' يتحدث عن ظروف اعتقاله، الذي حدث بسرعة وسجن دام في الانفرادي 25 يوما، في حين خضع لثلاث جلسات تحقيق طوال الثلاثة أشهر، حتى أنه فكر بدراسة الماجستير من سجنه، إذ أنه لم يكن يتوقع أن يخرج من السجن قبل مرور سنوات.

وفق الشرعة الدولية، لم يحصل الناطور على حقوقه الأساسية كمعتقل، من أبرز هذه الحقوق، عدم معرفته سبب اعتقاله، وعدم إحالته إلى المحاكمة، وعدم حصوله على حق التواصل مع ذويه في الأردن، والتعامل معه كمذنب، بحكم ممارسته التعبير عن الرأي في بلده.

رغم عدم تعرضه إلى التعذيب الجسدي المباشر، إلا أن ثمة تعذيب نفساني مر به، من خلال غياب ضمانات المحاكمة العادلة، ومجموعة إجراءات تتنافى وجملة من نصوص الاتفاقية الدولية لمناهضة التعذيب التي وقع وصادق عليها الأردن وبما يلزم دولته على متابعة شؤون مواطنيها في الخارج.

'عانيت كثيرا خلال الاعتقال، من الظلم الذي تعرضت له، إذ أن ما حصل معي اعتداء على حقوقي من حجز لحريتي في الخارج'، يقول الناطور، ولا يخفي عن مشاوارات سيجريها مع النشطاء في خطوة إجراء قانوني لرد الاعتبار لذاته، وذلك في إطار تشكيل حصانة لأي شاب ممكن أن يتعرض للتوقيف.

تاليا نص اللقاء الذي أجراه راديو البلد مع الناطور في مقر الراديو في وادي صقرة، وأعده للنشر الزميل محمد شما، ونشر على موقع عمان - نت:

هل لمست أي اهتمام رسمي أردني لك خلال الاعتقال في السعودية؟

بتاتا، طوال فترة الاعتقال، منذ الأول من كانون الثاني الماضي وأنا أطالب السلطات السعودية بضرورة تواصلي مع الدبلوماسية الأردنية، لكنهم لم يسمحوا لي أبدا، رغم مطالباتي اليومية من خلال طلب التواصل مع السفارة الأردنية وكانوا يتمنعوا عن هذا الحق.

وماذا عن لحظة الاعتقال الأولى؟

في جلسات التحقيق الأولى، كنت أقول لهم بأني أود التواصل مع السفارة الأردنية لأجل تكليف محامي يدافع عني، ولكن السلطات السعودية ممثلة بوزارة الداخلية السعودية التي كانت تتابع موضوعي كانت ترفض تماما التواصل مع أي جهة أردنية داخل الأراضي السعودية.

طوال فترة الاعتقال، هل قابلت نشطاء حقوقيين؟

نعم، قابلت وفدا حقوقيا سعوديا بعد اعتقالي بشهر ونصف على سجني، وهم على ما اتذكر كانوا ممثلين عن الهيئة الوطنية لحقوق الانسان التابعة لوزارة الداخلية السعودية، كانوا يودون الاطلاع على ظروف اعتقالي وهل تعرضت للتعذيب وهل يوجد مطالب عندي، وكانت مطالبي الإفراج عني أو محاكمتي والمطلب الثاني التواصل مع السفارة الأردنية في السعودية، والاتصال مع أهلي وطمأنتهم عني، وأكدوا أنهم سيحاولون تحقيق عدد من المطالب لكن أي منها لم يتحقق.

تواصلت مع معتقلين أردنيين في السجن، هل خفت أن تمضي سنوات مثل الآخرين؟

نعم، خصوصا بعد اطلاعي على قصة الأردنيين المعتقلين لدى المباحث السعودية، هي قصة مؤلمة جدا، الشخص يمكث عندهم سنوات طوال من دون محاكمة أو توجيه تهم، أنظر إلى قضيتي ثلاثة أشهر لا شيء أمام وائل يحيى على سبيل المثال، المعتقل منذ 8 سنوات من دون توجيه تهمة له.

على من تقع المسؤولية؟

بالمقام الأولى تقع على الدبلوماسية الأردنية التي لم تسع في ملف المعتقلين، هذا يسمى عدم اكتراث او شعور بالمسؤولية، بأن ثمة مواطنين يمكثون في سجون دول لسنوات من دون اهتمام، ولم يحدث أي تجاوب حتى اللحظة، وهذا نموذج كاف لندرك حجم التقصير وعدم تحمل المسؤولية.

ثمة ظلم كبير يقع على الأردنيين المعتقلين الذين يقضون فترات طويلة في السجون من دون محاكمات، فإذا كان الشخص قد ارتكب جرما فليحاكم مثل ما يحدث في دول العالم.

ما هو شعورك عند اعتقالك بالسعودية بتهمة ممارسة حق الدستوري في بلدك بالتعبير عن رأيك؟

معادلة غريبة عجيبة، مبكية مضحكة، تكاد لا تصدق في بعض الاحيان، بقيت لفترة ايام في السجن غير مصدق ما حصل معي، حتى أن نزلاء كانوا غير مصدقين أني أسُجن على اعتصام في بلدي، شيء غير معقول أو مفهوم ولا يستقيم معه العقل، وهذا أمر مؤلم ، في بلدي الدستور يعطني حق التعبير عن رأيي والامن مكلف بحمايتي، حيث أن دولتي حمت حقي ودولة أخرى اعتقلتني على هذا الحق.

هل تنصح النشطاء بعدم السفر إلى السعودية؟

لا أعتقد ذلك، خصوصا بعد الجهد المدني والحراك الذي صار عقب اعتقالي إعلاميا وحراكيا، قد يشكل حصانة إلى حد ما على كل الأردنيين الذين ممكن أية سلطة خارجية قد تفكر في الاعتقال.

ماذا كان شعورك وأنت بالسجن، هل فكرت انك سوف تخرج؟

شعوري بالمعاناة في الاعتقال خارج بلدي، والمعاناة التي لحقت بي ولأهلي، تحملني مسؤولية كبيرة لأردنيين يتجاوزون الألف وأربعمئة معتقلين في الخارج كثير منهم لا يتعرضون للمحاكمات، يجعلني أهتم أكثر بهذا الملف، وربما قضيتي فتحت الباب على ملف مهمل رسميا أو شعبيا، ربما نحتاج إلى مزيد من الاهتمام، وشعور سوف يتحول إلى تضامن مع أهالي المعتقلين، وسأكرس حياتي له في متابعته لأجل نيلهم الحرية في الخارج.

هل تفكر بخطوة مقاضاة الجانب السعودي؟

لقد عانيت كثيرا وأهلي وأصدقائي من جراء الاعتقال، والظلم الذي وقع كبير، حقي تم اغتصابه من قبل السلطات المتسببة في الاعتقال، سأتشاور مع الاهل والاصدقاء في خطوة إجراء قانوني لرد الاعتبار فضلا عن الضغط الاعلامي والحراكي الذي سوف يشكل ضغطا على كل من يفكر في اعتقال أي أردني من دون محاكمة.

العرب اليوم


 
gnews

أحدث الأخبار



 




الأكثر مشاهدة