الأحد 2024-12-15 10:28 م
 

النوافذ ..

01:01 ص

هناك قصيدة للراحل حبيب الزيودي يقول فيها :-
إن الحياة جميلة لنا فيها بيوت والبيوت بها نوافذاضافة اعلان

والحياة جميلة حتى لو كانت نوافذها الوسيعة لا تطل على احد.
مطلع هذه القصيدة ردني إلى طفولتي، إلى (عربشتي) على النوافذ،،انا أتفق مع حبيب أن نوافذنا لم تكن تطل على أحد...أتذكر أن لدارنا شباكاً غربياً كان يطل على (حوض نعنع) وكنت كلما وقفت عليه شاهدت (النعنع) وأمي تسقيه بالماء....أتذكر أنه امتد مساحات واسعة وسمعت ذات يوم أمي تفاخر به الجارات...
وكان لنا شباك في الجهة الشرقية يطل على شارع ترابي صغير وسور...مجرد سور ترابي قديم، والمشكلة أني أمضيت أوقاتا طويلة عليه ولم يعبر من الشارع أحد..والسور ظل على حاله..وأتذكر أني ذات يوم سمعت شيئا (يخرفش)...واخبرت أبي أني شاهدت أفعى وامضى (3) ايام في البحث عنها قبل ان يكتشف أني كنت اكذب...
اتذكر أنه كان لمطبخنا أيضا شباك..وكان يطل على عامود كهرباء فقط، صدقوني لايوجد شيء سوى عامود كهرباء...وساحة مكشوفة،وحركة دائبة لمجموعات من القطط تعبر..من أين تأتي وإلى اين تذهب لم أكن اعرف ولأني شغوف بالشغب كانت وظيفتي مطاردة القطط..وأتذكر أن القطط لم تعبأ بي ولم تعرني اهتماما..الاصل أن تهرب حين ترفع الحجر من الأرض وتهم بقذفه..ولكن القطط لم تكن تهرب مني..ولهذا اقلعت عن هذه العادة.
جدتي كان في منزلها (طاقة) و(الطاقة) هي مشروع شباك مصغر في السقف والغريب أنها لم تكن تطل على شيء بحكم أن جدتي قامت بحشو (لحاف) قديم في الطاقة..من أجل منع الهواء البارد من النفاذ...مع ذلك ظل مشروع (الطاقة) قائما إلى اللحظة التي زاد فيها تسرب الهواء فتم سدها بلوح خشبي مرسوم عليه شجرة..كتعويض عن الإطلالة....
لم تهمني النوافذ لأنها لا تطل على شيء ولكن نافذة واحدة كنت منها أطل على الحياة وهي وجه أمي... وحين ماتت سدت جميع النوافذ.
(إن الحياة جميلة لنا فيها بيوت والبيوت بها نوافذ
والحياة جميلة حتى لو كانت نوافذها الوسيعة لاتطل على احد).


 
gnews

أحدث الأخبار



 




الأكثر مشاهدة