الإثنين 2024-12-16 12:50 ص
 

الوسط الاسلامي يطلق مبادرة وطنية للحوار

11:54 م

الوكيل - اطلق حزب الوسط الإسلامي مبادرة وطنية للبدء بحوار يشارك فيه الجميع على أسس واضحة وصولاً إلى الاتفاق على مشروع اصلاحي جاد وبضمانات ملزمة للجميع وذلك لكي يتجاوز بلدنا الأزمات التي تتعمق يوم بعد يوم . اضافة اعلان


وقال الامين العام للحزب النائب أ.مدالله الطراونة في كلمة القاها خلال حفل الافطار الرمضاني السنوي الذي اقامة الحزب في المدينة الرياضية مساء اليوم : إذ نستشعر الخطر الذي يحيق ببلدنا وأمتنا لندعو إلى ضرورة إطلاق مبادرة وطنية للبدء ويسعدنا في حزب الوسط الإسلامي تبني هذه المبادرة والسعي إلى لم الشمل الوطني على طاولة حوار مسؤول وغير مقيد بأية شروط، آملين أن تجد هذه المبادرة آذاناً وقلوباً صاغية من كافة أطياف القوى والمرجعيات السياسية وأن تلبي مطالب شعبنا الأردني الكريم.

واكد إن حزب الوسط الإسلامي يدعو أبناء وطنه وأمته إلى الانتباه لهذه المحاولات الخبيثة التي تستهدفهم جميعاً، كما يدعو الحكام والمسؤولين في عالمنا العربي للالتفاف حول شعوبهم، والاستجابة لتطلعاتهم وعدم التعويل على وعود الأجنبي التي ثبت بأنها مجرد أوهام تصب في مصلحته حتى إذا ما دقّت ساعة التغيير الشعبي تخلّى أصحاب الوعود عن وعودهم.

وحضر حفل الافطار شخصيات سياسية و اقتصادية ووزراء ونواب و صحفيين واعلاميين وسفراء وامناء عامين لاحزاب بالاضافة الى قيادات وكوادر الحزب

كان الحفل بدا بتلاوة لايات من الذكر الحكيم و القاء قصيدة شعرية في مدح الرسول صلى الله علية وسلم القاها الدكتور ذيب عبدالله.


وتاليا نص الكلمة


بسم الله الرحمن الرحيم

كلمة الأمين العام لحزب الوسط الإسلامي

الأستاذ النائب مدالله الطراونة

إن الحمدلله نحمده ونستعينه ونصلي ونسلم على رسولنا محمد بن عبدالله النبي العربي القرشي وعلى آله وصحبه أجمعين وبعد،
الحمد لله الذي جعلنا أمةً وسطاً لنكونَ شهداء َعلى الناس ويكون الرسولُ علينا شهيداً، والصلاة والسلام على المبعوث رحمة للعالمين، وعلى آله وصحابته أجمعين.

الأخوةُ والاخوات... أصحاب الدولة والمعالي والعطوفة والسعادة
أيها الحفلُ الكريم

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،،،
اسمحوا لي أن أُحييكم في هذا المساء المبارك من شهر رمضان الفضيل، وأن أعبّر لكم باسم حزب الوسط الإسلامي الذي نتشرف بالانتساب اليه عن سعادتنا بلقائكم، واعتزازنا بهذه المسيرة الخيّرة التي نستأنف من خلالها بناء مشروع النهوض بالوطن والأمة، إذ أنّ الوسطية التي نؤمن بها وندعو اليها وسطية الحق والعدل، وسطية العقل والفعل، وسطية تقوم على التوفيق والتسديد، وعلى الوفاق والاتفاق، تقود ولا تُقاد، تُبشّر بالأمل ولا تركن لليأس.



أيها الحفلُ الكريم:

لقد انطلق حزب الوسط الإسلامي منذ أن وضع مؤسسوه مداميك عمرانِهِ، من فكرة أساسية تقوم على بناء مشروع سياسي مرجعيته الاسلام وعنوانه الولاء لله والإنتماء لهذا الوطن الغالي، فلا امتداد له الاّ في تربة الدين الخالد الذي يشكل باعثنا الحضاري وفي الفضاء الوطني الأردني الذي نستظل تحته جميعاً، فنحن حزب وطني أردني ذو منطلقات واضحة، نستمد شرعيتنا من ديننا الحنيف ومن ثم من شعبنا العظيم، ونسعى إلى بناء وطن قوي، واقامة حكم سويّ، وتمكين مجتمعنا من تحقيق ما يصبو اليه من عزّة وكرامة، وتنمية وحياة كريمة، وديمقراطية يشارك فيها الجميع.

وقد بدأنا فعلاً في هذا المسار، إلى أن أصبح حزب الوسط الإسلامي اليوم بحمد الله مَعلماً بارزاً في الحياة السياسية، وفاعلاً اساسياً في الحياة العامة، فلقد حاز في الانتخابات البرلمانية الأخيرة على أعلى نسبة من الأصوات وحظيت كتلته البرلمانية بمنزلة محترمة في البرلمان من حيث المداولة والمشاركة والحضور، وهذه خطوة في طريق طويل، نعاهد الله أمامكم – اليوم- أَن نستمر فيه ونبني عليه، وأَن نحمل الامانة التي أوكلتمونا اياها، فلدينا رؤية للتجديد والتطوير، ابتداءً من تمكين الحزب ومؤسساته وكوداره، وايصال فكرته ودعوته إلى أوسع نطاق شعبي، واستقطاب المؤمنين به والمؤيدين له لتوسيع قاعدته وطاقاته، وتقديم ما يلزم لخدمة مجتمعنا والتواصل معه وتبني قضاياه ومعالجة همومه واحتياجاته.



أيها الحفل الكريم.... الاخوة والأخوات

لقد فرضت علينا التحولات الكبرى التي شهدها عالمنا العربي جملة من الخيارات والاضطراراتِ، فانحزنا إلى خيار الشعوب التي نهضت لاستعادة حريتها وكرامتها واستقلالها، وباركنا استجابة بعض الأنظمة الحاكمة لمطالب شعوبها بالاصلاح والانتقال نحو الديمقراطية الحقيقية، وكان تقديرنا للموقف على صعيد مشروع الاصلاح الوطني قائماً على أساس الدفع نحو تبني برنامج واضح ومحدد زمنياً للانتقال نحو مرحلة ديمقراطية يشارك فيها الجميع ويتحمل مسؤوليتها الجميع، ومع أن ثمة عوامل عديدة تضافرت للإبطاء والتراجع في اتمام هذا التصور، الاّ أن حزبنا انخرط في العملية السياسية من بوابة الانتخابات البرلمانية اعتقاداً منّا بأن تصحيح المسار لا يمكن أن يتم الاّ من داخل العملية السياسية، بالمشاركة وليس بالمقاطعة، وبالتدافع الايجابي وليس بالاعتزال أو المناكفة.

لكن هذا الموقف لن يمنعنا في أية لحظة، وبناء على تقدير للحالة السياسية وما أُنجز من وعود، مـن اتخاذ مواقف اخرى تنسجم مع رؤية حزبنا، ومع مطالب شعبنا الكريم، مع تقديرنا للدور الذي تنهض به مؤسساتنا واجهزتنا الوطنية في انجاز استحقاقات الاصلاح وفق أسس مدروسة ومتدرجة، حفاظاً على أمن بلدنا، وتحقيقاً للعدالة التي هي هدفنا ووصولاً لبناء الدولة الديمقراطية الحديثة التي تحترم إرادة الناس وتكرس مفهوم الشرعية، وتحافظ على استقلالية قرارها ومستقبل مواطنيها على أسس احترام القانون وبناء المؤسسات وضمان حقوق الجميع وحرياتهم وهذا لا يتحقق الاّ ' بالتوافق ' على رؤية سياسية تمتلك الإرادة لمصارحة الشعب بكل ما حدث على مدى السنوات الماضية من تجاوزات وتغول على السلطة والمال العام تمهيداً لمحاسبة المخطئين ومساءلة الفاسدين وصولاً لمصالحات وطنية تضعنا على سكة السلامة وتعيد ترتيب بيتنا الداخلي لكي نواجه استحقاقات المرحلة الصعبة ونخرج من الأزمة بأقل ما يمكن من خسائر.

في ضوء هذه الاعتبارات فإن حزبكم حزب الوسط الإسلامي يعتقد بأن المرحلة الحالية تشهد منعطفاً خطيراً على صعيد بلدنا ومحيطنا مما يفرض علينا الانتباه الى جـملة مـن التحولات التي تستـدعي الوقوف بحزم أمامها، سواء على صعيد بلدنا وما يتعرض له من محاولات لاجهاض مشروع الاصلاح والالتفاف على مطالب الشعب وطموحاته، أو إدخال الاردن في نفق مظلم من الأزمات لتركيعه واجباره على الانخراط في أدوار مشبوهة.
الأخوة والأخوات
لقد نادى حزبنا وما زال ينادي بضرورة تسريع وتيرة الإصلاح وإعطائها ما تستحق من جهد وطني صادق بعيداً عن تأويلات المرجفين والخائفين وصيحاتهم المثبطة لكل جهد اصلاحي وهذا يتطلب أيضاً إعادة بناء التحالفات بين كافة القوى الفكرية والسياسية على أسس من التقارب الفكري بين هذه القوى والأحزاب بهدف الإستفادة من تظافر جهود الجميع للمساهمة في مشروع النهوض الوطني وللخروج بالوطن مما يواجهه من أزمات ومن تحديات جسام.
كما يرى حزبنا أن على الدولة أن تعمل على إستعادة هيبتها وفرض سلطة القانون فيها على الجميع دونما استثناءٍ وهذا يستوجب بالضرورة تحقيقَ العدالةِ والمساواةِ وتكافؤ الفرصِ بينَ جميع ابناء الوطن بهدف إشاعة روح المواطنة الصادقة بينهم ورفع الغبن عنهم.
إن ما يحدث اليوم في مصر الكنانة، وما يتعرض له المشروع الوطني من محاولات إنقضاض والتفاف على مشروعيته الشعبية إنما يستهدف إعادة مصر والإقليم برمته إلى عهود التبعية وهيمنة القوى الكبرى وللحيلولة دون امتلاك شعوبنا لاستقلالها وارادتها وسلطة قرارها.
أن ما يحدث على صعيد القضية الفلسطينية من محاولة لتهويد الأقصى وطمس للهوية الفلسطينية لشاهد أيضاً على أن ثمة من يريد أن يأخذ منطقتنا إلى المجهول.
ومن هنا فإن حزبنا يحذر من أي محاولات تستهدف حلّ وتصفية القضية الفلسطينية على حساب وطننا الأردني والعمل على تصدير مخرجات الحل باتجاهه باعتباره الحلقة الأضعف، ويجب علينا الوقوف بحزمٍ تجاه هذا الأمر.
الأخوة والأخوات الكرام
لقد كان أملنا كبيراً جداً بأن يتبلور مشروع نهضوي إسلامي، يستوعب شعوب الأمة الإسلامية، بكافة أطيافها وتنوعاتها وأجناسها، لمواجهة ما تتعرض له هذه الأمة من محاولات للنيل من وحدتها بدواعٍ طائفية أو عرقية أو اقليمية بغيضة وبعيدة عن روح هذا الدين الحنيف، إلا أننا فوجئنا بما يحصل في القصر السوري الشقيق، من تقتيل وتشريد وهدم للبيوت على رؤوس ساكنيها على أسس طائفية مقيتة، وبعيدة كل البعد عما ندعو إليه من إعادة وضع ميثاق لوحدة هذه الأمة، ميثاق يقوم على أسس واضحة تستند إلى قيم التسامح والمحبة والأخوة وتنبذ العنف والتطرف والتعصب الأعمى أياً كان مصدره.
وإننا في حزب الوسط الإسلامي إذ نستشعر الخطر الذي يحيق ببلدنا وأمتنا لندعو إلى ضرورة إطلاق مبادرة وطنية للبدء بحوار يشارك فيه الجميع على أسس واضحة وصولاً إلى الاتفاق على مشروع اصلاحي جاد وبضمانات ملزمة للجميع وذلك لكي يتجاوز بلدنا الأزمات التي تتعمق يوم بعد يوم ويسعدنا في حزب الوسط الإسلامي تبني هذه المبادرة والسعي إلى لم الشمل الوطني على طاولة حوار مسؤول وغير مقيد بأية شروط، آملين أن تجد هذه المبادرة آذاناً وقلوباً صاغية من كافة أطياف القوى والمرجعيات السياسية وأن تلبي مطالب شعبنا الأردني الكريم.
إن حزب الوسط الإسلامي يدعو أبناء وطنه وأمته إلى الانتباه لهذه المحاولات الخبيثة التي تستهدفهم جميعاً، كما يدعو الحكام والمسؤولين في عالمنا العربي للالتفاف حول شعوبهم، والاستجابة لتطلعاتهم وعدم التعويل على وعود الأجنبي التي ثبت بأنها مجرد أوهام تصب في مصلحته حتى إذا ما دقّت ساعة التغيير الشعبي تخلّى أصحاب الوعود عن وعودهم.
سائلين المولى عز وجل في هذه الأيام المباركة أن يحفظ علينا ديننا وأمننا واستقرارنا وأن يلهمنا الرشد والصواب في القول والعمل، شاكرين لكم حضوركم البهي والذي أثلج صدورنا، وتقبل الله صيامكم وقيامكم.


وتقبل الله صيامكم
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

الأمين العام



الأحد 12 – رمضان -1434هـ
21 – تموز-2013م


 
gnews

أحدث الأخبار



 




الأكثر مشاهدة