السبت 2024-12-14 09:44 ص
 

باسم سكجها يكتب لسامي الزبيدي

09:43 م

تُرى هل كان لسامي أن يعرف أنه راحل بعد أيام، فأودع في صفحتي على الفيس بوك رسالة وداعية عامّة قصيرة، قال فيها: سيبقى جرس القيامة ينتظم بدقاته كقلب إمرأة أحبت المستحيل.. شاركناك بعضا من ذلك العمر المديد وكل عام وقلبك ينبض بالحب يا أطيب القلوب يا أبو إبراهيم'؟اضافة اعلان


كانت الساعة تُشير الى ما قُبيل الفجر، فرددت عليه برسالة خاصة سألته فيها: ما الذي يبقيك مستيقظاً حتى الآن؟ رد قائلاً: لو كنا معاً لما سألتني هذا السؤال.

هل كنت يا سامي تعرف؟ هل كان الرحيل يعلن لك سره فبعثت رسالة وداع تحمل في طياتها عنوان 'إلى اللقاء'؟ هل كنت تذكّرني بتشاركنا بعضا من ذلك العمر عن قصد؟ هل خطرت ببالك كل تلك الانتصارات والهزائم الصحافية والحياتية التي عشناها معا سنوات وسنوات وأنت تكتب تلك الكلمات؟ يا سامي، يا ذلك البدوي الذي ارتحل وارتحل حتى تعب الرحيل فاختطفه منا ذات صباح مفجع. أنا لا أكتب عنك الان، فلك ستأتي الكثير من الكلمات، ولكنها مجرد خاطرة صنعتها كلماتك الاخيرة.

الدموع تغلبني يا ابا السوم...

كنّا مجانين يا سامي، وإلاّ فكيف لإثنين أن يذهبا متطوعين لإصدار صحيفة ليست صحيفتهما، لمجرد مناصرة الزملاء الذين دخلوا السجن، فخلت صحيفة 'البلاد' من اهلها، فصرنا لها أهلاً، وصنعنا عدداً تاريخياً في ساعات. واكثر من ذلك فقد حفل بالتحدي في زمن كانت الماريشالية تحكم البلاد والعباد، وحين صدر العدد جلسنا ننتظر في بيتك هؤلاء الذين سيأخذوننا الى المعتقل، ولم يكن الجويدة في حال من الاحوال.

كنا مجانين يا صديقي، نُساعد في اصدار اغلب الصحف الأسبوعية: البلاد، الجزيرة، صوت المرأة، وغيرها دون مقابل، وفقط لأننا نحاول ان نصنع المستقبل. لأننا كنا نريد أن نصرخ في وجه الظلام: لا.

كنا مجانين يا صاحبي، نكتب ونسافر في اخر الليل لنعوم على البحر الميت، ونعود من طريق فرعية لنستحم في مياه نبع حلوة في وادي الشتا، ذلك الذي احبه عرار قبلنا. كنا نكتب ونسافر الى العقبة لمجرد رؤية البحر ونعود فوراً. كنا مجانين لدرجة سفرنا الى الشام التي تحبها لمجرد اننا نريد ان ناكل فتة المقادم!

كنا مجانين يا سامي، نصرخ على طريقتنا في وجه الظلم والظلام، ونعيش حياتنا على طريقتنا، ولعلك الان ستستعيد تلك الايام مع صديقتنا واختنا ميسر نصر الله في دار الحق ما كانت لنا من ايام بيضاء في دنيا الباطل. لعلك، يا صديقي ستتحادث مطولاً مع طمليه عن عمر قضيناه معاً.


 
gnews

أحدث الأخبار



 




الأكثر مشاهدة