دستورياً، تم تعيين رئيس وزراء جديد للعراق.
عملياً ما يزال المالكي يجادل، لكن الرجل له ميليشيا يقدرها العارفون بأنها مائة وخمسين الف مسلح، وهم نظرياً من قوات الامن، والرجل يملك موازنة الدفاع والداخلية والمخابرات والامن القومي لانه وزيرها، الى جانب قيادته العامة للجيش.
وقد تعلمنا من الاطلاع المباشر ان الملايين من الدولارات يمكن ان تُصرف كما تصرف القروش، وان موازنة الدولة لم يقرها مجلس الشعب منذ سنوات، ولعلنا نعرف ان شخصاً واحداً استطاع تحويل عشرة مليارات دولار خلال خمس سنوات، كلها موجودة في حسابات بنكية، وعقارات وشركات هنا وفي لندن ولبنان وقبرص!.
انتقال السلطة في بغداد، ولو داخل «البيت الشيعي» ليست بهذه السهولة التي نتصورها، فلواشنطن اجندتها، ولايران وتركيا اجندتهما، وللقوى الداخلية لعبتها، وللمراجع الدينية حساباتها.. وكل هذه التوليفة الخطرة مطلوب منها ان تتوافق في حكومة الدكتور العبادي (وعقبال الصديق ممدوح العبادي) وتخوض معركة وحدة العراق واخراجه من حالة الفوضى المطلقة!!.
واشنطن تؤيد رئيس الوزراء الجديد علناً وتقف وراءه، وايران لم تعارض ولكنها لم تؤيده او تتضامن معه علنا، ويبدو انها ستبتز الجميع بنوري المالكي وغضبته الدستورية، وذلك بتسمية عدد من رجالها في مجلس الوزراء.
العرب - المعنيون منهم - مرتاحون للتغيير، فليس من المعقول ان تكون الدولة متهافتة بحيث تحقق داعش كل هذا الانجاز العسكري في شهر واحد، ولم يكن احد يتوقع ان تكون البشمركة الكردية ما تزال اشبه بالميليشيا بدل ان تكون عندها قوة عسكرية حقيقية، ويبدو ان واشنطن وهي تخطط لاضعاف الجميع بحيث ينسجم ذلك مع تفكيك الدولة العراقية اخذت في طريقها اقرب حلفائها، فالجيش العراقي اثبت في هزيمة الموصل انه ليس اكثر من ميليشيا رغم الدبابات الاميركية، وانه جيش «المكوّن الشيعي» بامتياز، وان روحه المعنوية ضعيفة.
ونعود الى تأييد واشنطن للحكومة العراقية الجديدة ونسأل: هل يتجاوز هذا التأييد الضربات الجوية المتواضعة التي تعترض هجوم داعش الذي تحوّل من الاتجاه الى بغداد الى الاتجاه شمالاً وشرقاً الى اقليم الحكم الذاتي الكردي؟؟ بمعنى هل تطوّر واشنطن هذا الالتزام الجديد، فتجعله هجوماً جوياً مكثفاً على داعش، وهو حتى الآن «يعرقل» هجومها على الاكراد؟
في تصورنا، ان واشنطن تمد اصبعها بحذر في المياه العراقية لتقيس حرارة الرد الايراني، فهي لم تتعامل بعد مع القوى الايرانية المتطرفة خارج المفاوضات النووية، على الرغم من كل مظاهر العداء من عقوبات، وحصار وحشد الاخصام!!.
هل تعود واشنطن الى التواجد العسكري في العراق بعد ان انسحبت منه؟
سؤال قد لا تجد في واشنطن جواباً عليه حتى الآن..
-
أخبار متعلقة
-
أفضل سيارات مازدا في استهلاك البنزين لعام 2018
-
الفاخوري يعلن تبرع بنك الأردن بمليون دينار أردني لصندوق "همة وطن"
-
توفيق فاخوري يدعم صندوق "همة وطن" بمبلغ نصف مليون دينار أردني
-
شاهد لحظة سقوط الطائرة الأوكرانية بعد اشتعالها في الهواء
-
مدرسة الموقر ترسم أجمل منظر – فيديو وصور
-
مدرسة الموقر ترسم أجمل منظر
-
بـرنامـج الـوكـيـل فـي إجـازة سـنـوية
-
حفرة امتصاصية في جرش .. خطرٌ يُهدد المواطنين و يُضر السياحة | فيديو