الأربعاء 2024-12-11 01:57 م
 

بوجدرة .. جرح بين سلاحي الكلمة والرصاص

03:57 م

الوكيل - حملت السلاح مرتين والقلم مرات لا تحصى، ولكن القلم أقوى من السلاح فالرصاص يزول وتبقى الكلمة'، هذا ما يؤكده الكاتب الجزائري رشيد بوجدرة في حديث مع 'سكاي نيوز عربية' على هامش معرض أبوظبي الدولي للكتاب.اضافة اعلان


صاحب روايات 'ألف عام وعام من الحنين' و'نزل سان جورج' و'الحلزون العنيد' و'ليليات امرأة آرق' وأعمال أخرى كتبها بالفرنسية وترجمت إلى 42 لغة، والذي رشح لجائزة نوبل للأدب، يقول إنه لن يتردد في حمل السلاح مجددا إذا ما هدد خطر بلاده، وذلك على الرغم من بلوغه سن الـ72.

ويقول الكاتب، الذي رشح لجائزة نوبل للآداب، 'حاربت مرة ضد الاستعمار الفرنسي أثناء الثورة الجزائرية وكان عمري 17 سنة، ومرة ضد الإرهاب في التسعينيات، حاربت في المرتين بالقلم وبالسلاح، وحكم علي بالإعدام وتنقلت هاربا في المناطق الجبلية، ولكني لم أترك الجزائر منذ عام 1975، منذ صدور روايتي الأولى التطليق'.

بوجدرة الذي ولد عام 1941 في مدينة عين البيضاء بالجزائر، يفضل كلمة 'الذاكرة على الذكريات' التي تلعب دورا أساسيا في مؤلفاته التي يكتبها بالفرنسية، ويعترف بشعور جارف بالحنين.

'الحنين للطفولة وللمراهقة، الحنين للمجد العربي. الأمة العربية التي كانت منذ 10 قرون أمة معرفة وشعر وحرية وسماحة، لكن تقهقر الحضارة العربية جعل المتعصبون يتمركزون في بلادنا وينشرون أفكارهم المتشددة'، يقولها بوجدرة وترتسم علامات أسف على وجهه، فتتعمق خطوط التجاعيد على جبينه الممتد على صلعته.

الدعوة إلى تأمل التاريخ تظهر جلية في روايته الأشهر 'ألف عام وعام من الحنين'، فيها يختلط الواقع بالخيال حتى أن الفصل بينهما يفرغ العمل من معناه، وفيها يتنبأ بالمستقبل من خلال تأمله لماضي الحضارة الإسلامية.

لكنه يحتفظ بتفاؤله رغم المشهد الحزين في بعض أرجاء 'الوطن العربي'، ويقول 'عندي طبعا حنين للماضي، ولكني متفاءل جدا جدا بالنسبة للمستقبل، وعندي أمل ليس فقط في الجزائر ولكن في الأمة العربية وفي كل الناس، فالإنسان محكوم عيه أن يتقدم ويمشي إلى الأمام وإلا يفنى'.

'عندما كنت صبيا صغيرا، كان مستوى التعليم قلما يتعدى المرحلة الثانوية، ولكن لدينا الأن نخبة عربية مثقفة تحاول اختراق وتعدي الواقع المظلم والشراذم'، في رأي بوجدرة.

يتذكر بوجدرة جده الذي أحبه حبا جما، ويقول 'علاقتي مع جدي محمد كانت متميزة، كان أشقر الشعر أزرق العيون وفي غاية الطيبة وكانت جدتي أبية سيدة رهيبة وكان يخشاها إلى أقصى حد، ولا أنسى عندما رأيت مرة دمعة تسيل من عينه بعد أن وبخته توبيخا شديدا. كنت في العاشرة ولكن هذا المشهد يمر دائما في ذهني وكأنه شريط من أفلام السينما الصامتة'.

يستمد بوجدرة تفاؤله من ابنته الوحيدة 'سونيا' التي 'نبغت في دراسة الفلسفة والرياضيات' ونالت 'منصبا مرموقا'، مؤكدا أن أمنيته كانت أن ينجب ابنة وليس ذرية من الذكور، وكان له ما أراد.

تلمع عيناه عند ذكرها قائلا 'ابنتي فريدة من نوعها وهي ملتحقة بمسيرة علمية كبيرة'، لكن تكسو وجهه مسحة من الحزن عندما يجتر ذكريات طفولته رغم مرور كل هذه العقود.

'أبي كان تاجرا صغيرا، تزوج وطلق عدة مرات وأجنب 35 ابنة وابنا، وهو لم يحبني أبدا وأنا فعلت العكس تماما'.

ويستطرد 'أكتب بسبب الألم، بسبب الجرح المفتوح وجرحي كان بسبب الأب، أنا أبي لم يحبني أبدا ولست أدري لماذا. كنت أصغر أولاده من أمي ولست أدري هل خاف من ذكائي أم من تقدمي'.

'وإلى الآن وأنا شيخ كبير لازلت أشعر بهذا الألم، وهذا الجرح لايزال مفتوحا وعندما سألوني لماذا تكتب أجبت أكتب لنفسي حتى أنفس عن الألم'.


 
gnews

أحدث الأخبار



 




الأكثر مشاهدة